أصحاب البيوت المدمرة في غزة لم يستقبلوا رمضان بعد

أصحاب البيوت المدمرة في غزة لم يستقبلوا رمضان بعد

08 مايو 2019
مهددون بالحبس أو الطرد إلى الشارع (العربي الجديد)
+ الخط -



لم تتمكن الثلاثينية الفلسطينية أم أحمد نصير وعائلتها من استقبال شهر رمضان بشكل طبيعي، داخل منزلها، وعلى سفرتها، إذ اعتصمت داخل عيادة "الصفطاوي" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" منذ عشرة أيام احتجاجاً على عدم دفع بدل الإيجار لأسرتها.

واعتصم إلى جانب نصير أمام المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بمدينة غزة، اليوم الأربعاء، عدد من العائلات أصحاب البيوت المدمرة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، للمطالبة ببدل الإيجار المتأخر منذ نحو 11 شهراً.

وتوضح نصير وهي من حي الندى المدمر شمال القطاع، لـ"العربي الجديد" أن العائلات أصحاب البيوت المهدمة تحصل على بدل إيجار من "أونروا" ريثما يتم بناء مساكن جديدة لها، عوضاً عن التي دمرتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، مبينة أن "الأونروا" تمتنع عن دفع بدل الإيجار بحجة الأزمة المالية.

وتضيف الأم التي تعيل أسرة مكونة من ستة أطفال: "لم يهل علينا هلال شهر رمضان بعد، إذ حل شهر الصوم ونحن معتصمون داخل مقر العيادة، احتجاجا على عدم الصرف، ولم تصلنا أي مساعدات"، داعية وكالة الغوث إلى مواصلة دفع بدل الإيجار إلى أن يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم.

وتوافقها الرأي أم محمد درابيه من سكان حي الندى المدمر قائلة: "بعد الهدم الكلي الذي أصاب بيوتنا، وقعنا عقداً مع الوكالة بعدم وقف بدل الإيجار إلى أن يتم توفير مساكن بديلة، إلا أنها أخلت بالعقد منذ عام، على الرغم من عدم توفير أي مسكن بديل".

وتقول درابيه التي ترفض إنهاء الاعتصام قبل حل مشكلتهم لـ "العربي الجديد"، إنها تعيل أسرة مكونة من خمسة أطفال، وإنها لم تشعر بأجواء شهر رمضان كالأعوام السابقة، نتيجة استقباله داخل مقر العيادة، مضيفة: "لا يتوقف أطفالنا عن البكاء نتيجة عدم توفر أدنى مقومات الحياة داخل مقر الاعتصام (..)كان طعام إفطارنا في اليوم الأول والثاني حمصا ومرتديلا".

بينما توضح المواطنة أم حسن حماد، أنها وعائلتها المكونة من ثمانية أفراد باتت مدينة لصاحب العقار بإبحار 11 شهراً، بفعل عدم التزام وكالة الغوث بالدفع، وبخصوص تجهيز الفطور والسحور، تقول حَمّاد: "نجمع بعضنا من البعض الآخر لشراء ما يلزم، وفي حال كان لأي شخص قريب بالمكان يقوم بمساعدته"، إلا أنها استدركت قائلة: "نحن لا نطلب الطعام أو المساعدات، فلدينا ما يكفينا، نحن بحاجة فقط للتوقف عن المماطلة، والالتزام بدفع بدل الإيجار، إلى أن نسكن في بيوتنا".

وتوضح أم أحمد أبو نحل لـ"العربي الجديد"، أن عائلتها باتت مطالبة بسداد بدل الإيجار أو الحبس بفعل تراكم الديون، مؤكدة على أن وكالة الغوث تمنع دخول أي مساعدة للمعتصمين من أي جهة.

مطالبات بالالتزام بدفع بدل الإيجار (العربي الجديد)

وتحدث خلال المؤتمر الذي عقده المتظاهرون أمام مقر المنظمة الدولية، ممثل اللجنة المشتركة للاجئين في مخيمات قطاع غزة، محمود خلف، والتي اجتمعت مع مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ماتياس شمالي، لبحث مجموعة قضايا، أولها العائلات التي لم يتم دفع بدل الإيجار لها، وعددها 350 أسرة، مشددا على أن عدم الإيفاء بالتزام الدفع يعرض تلك العائلات لخطر الشارع، حتى عام 2020، وهو العام الذي من المتوقع أن يتم إيواؤهم خلاله.



وأضاف خلف: "طلبنا من مدير عمليات الوكالة أن يتم دفع بدل الإيجار لمدة 11 شهرا، وأن يوفي دفع الإيجار حتى عام 2020، خاصة أن نحو 117 عائلة تعتصم منذ عدة أيام داخل مركز مكتب شمال قطاع غزة، كمركز للإيواء لها، لأنها معرضة لخطر الحبس بسبب عدم دفع الإيجار، أو الطرد إلى الشارع".

سرعة دفع بدل الإيجار (العربي الجديد)

وبينّ خلف أن مدير عمليات "الأونروا" رَدّ على الطلب بالقول: "لا يوجد عندي مال حتى الآن لدفع الإيجار، كذلك لا يوجد حلول بديلة".