ربما كانت أفضل قصيدة/هي أن تلزم الصمت/وأن تمد يديك/عبر الأسلاك الشائكة/وتمسك باليد المرتجفة التي أمامك، وتشعر بلهاثها من أجل الحياة...لا شيء يوجد سوى أيديكما المتشابكة/نبضكما المشترك/تعلقكما المستميت/بآخر شظية من شظايا الإنسانية/المتبقية بين الأنقاض.
قالت شيرينْ/قبل أن ترحلْ/ لا تمّدوا أيديكم/لغير يدٍ بيضاءْ/ قالت شيرينْ/قبل أن ترحل/ لا تحرقوا النارَ/ قبل الرماد/ قالت شيرين/ قبل أن ترحل/ لا تمشوا في الليل/ بلا شمس/ قالت شيرين/ قبل أن ترحل/ لا تغيبوا/ عن حضرة عزّ الدين القسّام.
في الحرب عندما تطلب شوكولاتة، لا تطلب لك. اطلبها لأمّك. في الحرب عندما تطلب شوكولاتة قُل شوكلاتة مُرّة. هذه دروس مستفادة على الأقلّ تُخفّف من وطأة: بحّ يعني خلّص. آخر لوح جرى بيعه من شويّ.
قرأنا أسماء العديد من الناجين الوحيدين الصغار، وأَسِفنا لحالهم، متخيّلِين المصير الذي ينتظرهم، إذا ما كُتِبَ لهم الاستمرارُ في النجاة، قبل أن ننسى تلك الأسماء، التي نُصِرُّ على إلصاقها بمن استشهدوا ومن نجوا، كي لا يكونوا مجرّد أرقام.
كي تخفف الحزن عن روحك التي صارت جافّة وهشّة، مثل قرن خرّوب ملقى/ ارسمْ كائنات برؤوس عظيمة/ كائنات ترقّ حتى تصبح مثل حبالٍ من مسد/ كائنات تطارد شيئاً يلوح ويختفي أمامها/ كائنات تحملها أقدام عجلى/ إلى صحراء باردة ليس فيها من الحياة إلا الريح.
سقطتُ أرضاً وأيقنت أن هذه المرّة مختلفة، فهل يا تُرى سأقدر على حمل الأغراض أم الذكريات أم الأحلام؟ وهل سأُجرّ لساعات وساعات في زمن ضاع فيه معنى الزمان والمكان؟ بكيتُ بصوت عالٍ، وصرختُ: "اتركوني لا أريد أن أغادر، أريد أن أُقصَف وأصبح في عالم النسيان".
في انتظارِ الحَرب المستمِرّة منذ أكثر من مئة عام، أُكَدِّسُ الهواءَ في رئتيّ والبُكاءَ في عُروقي. في انتظارِ الحَرب المستمِرّة منذ أكثر من مئة عام، أختارُ كتباً للقراءة، إذ تؤلمني فكرَةُ الموت دون أن أسمَعَ الحياةَ تقولُ كَلِمَتَها الأخيرة.