نصوص

يذهب الرؤساء إلى بيت القاتل، يذهب السفراء والجنرالات إلى بيت القاتل. أمّا القتيل، تذهب إليه الطعنات والأدعية المبخّرة.

هذه غزّة/ تغيظ المتكالبين على إبادتها/ باستعصائها على الفناء/ تعجّل موت البرابرة/ بحياتها في الموات/ وحدها غزّة تخيط بمغزل عزلتها/ كفن المحتلّ.

مع من يجب أن أنهض وأتقاتل، ولم يمرّ المساء بعد/ وحدها الهزيمة تُحدّق بي من النافذة/ في القلب تسعة وتسعون عدوَّاً/ أرض الامتنان أصبحت وطني/ قُمْ يا قلبي وهاجر.

في الحرب/ أَحرص على أن أكونَ رفيقاً بكوابيسي/ أَلتزمُ بمواعيدِنا المشتركة، أطرُقُ بابَها أوّل اللّيل وأنتظر/ أُعاملُها بأدبٍ جمٍّ/ أُطمئنُها على حُزني وجنوني.

أما أنا، فأتشبث بخلاصة كلماتهم السامقة التي رحل عنها كل أصدقائي/ سأُشعل ذلك الشرر فيّ/ كصلاةٍ/ أو شمعةٍ تُضيءُ ذكرى شهدائنا.

لا يُغادر الشهداء بيوتهم/ إنهم يرمّمون ذاكرة الصّور والأثاث/ يرتقون شروخ الجدران/ يلملمون وعود الأحبّة/ ويزرعونها نشيداً في حقول الزيتون العتيقة.

ربّما كان ذلك صحيحاً، فحين أنتظر أي شيء يريد أن يظهر أمام عيني بصورة الخيبة، ينهمر الحزن ثقيلاً على كياني، يضغط على صدري ويمنعني من التنفّس.

عندما لا يعود بالإمكان/ رؤية النيران/ يقطعُ أحدهم شوطاً كافياً/ في السّير/ الطائر الذي يقتاتُ والطائر الذي يرقبُ الطائرَ الذي يقتات/ كلاهما ساكنٌ في ظلمة الليل.