زوايا

الصورة
كاريكاتير السلام والحرب / كيغل
من المبكّر الحديث عما يجري على جبهة الوعي الإسرائيلي، قبل أن تضع الحرب في قطاع غزة أوزارها، وخصوصا أن مفاعيل عملية كيّ الوعي لم تنته بعد، وأن دواخلها لم تخرج إلى السطح، بفعل الصدمة الاستراتيجية والرقابة العسكرية الصارمة والتستّر على الحقيقة المريرة.

شارك الفيلسوف الألماني، هابرماس، قبل أيام، في التوقيع على "رسالة" تساند إسرائيل في حربها الراهنة على قطاع غزّة. التمادي الظاهر في هذا الحماس لإسرائيل، في الموقف الذي أعلنه، ليس مفاجئا تماما، بالنظر إلى اصطفافه التقليدي مع إسرائيل الذي حافظ عليه.

حين غرقتُ في النوم القسري من جديد، وجدت نفسي في غزّة تحت أنقاض بيت مهدّم. حين صحوتُ من نومي المضطرب لم أتنفس الصعداء مثل العادة، فالكابوس ما زال مستمرّا، والرضيع مجهول الهوية ما زال ميّتا، غير أن صراخه المحتج الغاضب ما زال مدوّيا، وقد طغى على كل شيء.

بدأت المقاطعات الغربية تتشكّل، وإن بصورة بطيئة، ما يشكل قوة ضاغطة لإشعار إسرائيل بالخطر الاقتصادي، وبالتالي يساهم في كبح جماحها والحدّ من جموحها الهستيري في الإبادة، لأن الشعوب في العالم الواسع لم تعد ترى بعين واحدة، تلك العين التي تغطي الحقيقة.

سيعملان، حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، بقوة، كل في اتجاه عكس الآخر، على تغيير المعطيات التي أفضت إلى الهدنة. فليس سهلا على "حماس" والمقاومة تكرار عمليات الخطف وامتلاك ورقة رهائن إسرائيليين وغربيين، ولم يعد القضاء على "حماس" هدفاً منطقياً لإسرائيل

الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح هي الحلم الذي لا يغادر رأس رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو منذ ظهوره على مسرح السياسة الإسرائيلية قبل أكثر من ربع قرن، وهو الحلم الذي يعلن عنه نتنياهو في كل مرة يمسك بالميكروفون ويتحدث إلى الخارج والداخل.

تتعلق هذه السطور بالذين ظهروا، في غضون المذبحة الإسرائيلية الراهنة في الفلسطينيين في قطاع غزّة، وكأنهم في حالة عودة وعيٍ لم يكونوا عليه، عندما جهروا بمراجعة قناعاتٍ كانت فيهم، فيما الصحيح أنهم كانوا (ربما ما زالوا) في حالة وعي مفقود.

تأسّس حزب الله في ظروف الحرب الأهلية اللبنانية، وضمن مشروع إيران الواسع للمنطقة. ولعب دوره هذا طوال الفترة الفاصلة منذ تشكيله، وبدا مناورا بارعا في التعامل مع إسرائيل، فاستطاع أن يحافظ على توازنٍ غير معلن ترتفع فيه درجة المواجهة وتنخفض بشكل مدروس.