أي اتفاق مقبل في السودان، سيكون أكثر هشاشة من كل الاتفاقيات السابقة، حتى مع حشد الدعم الدولي له. بل ربما ينهار فجأة بظهور لاعبين مسلّحين جدد في أرض المعركة.
تحوّل صراع السلطة بين قيادات الجيش وقائد قوات الدعم السريع إلى حرب ذات أبعاد دولية، تتقاتل فيها أطرافٌ عديدة، بعضها بشكل مباشر، وبعضها توفر التمويل والتسليح
نجاح الإعلام الحربي في السودان بتشكيل وعي قطاع كبير من المواطنين، وتسويق روايات مرتبكة، ليس عملية معزولة عن عجز القوى المدنية عن تقديم سردية محكمة لرؤيتها.
إنها حرب على السلطة في السودان بين حلفاء عسكريين ظلوا يعملون لإيقاف الانتقال الديمقراطي، حتى وصلوا إلى مرحلة ما ظنّوه لحظة النصر التي يطيح فيها أحدهما الآخر
أكثر من 30 مليون سوداني مهدّدون بالمجاعة، منهم حوالي أربعة ملايين طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية. لا قبور تؤويهم إلا باحات المنازل والشوارع الجانبية.
في بحر مضطرب من الحروب، ظلت الخرطوم آمنة، بينما تأكل الحرب الأهلية جنوب البلاد ثم غربه لاحقا. بشكل ما، نجت العاصمة طوال القرن العشرين من دون خسائر كبيرة
بعد مرور عام على الحرب، تبدو رغبة قيادة الجيش في الحكم أوضح، بينما يدور "الدعم السريع" في دائرة خرافية لينشئ صورة وهمية لمليشيا تقاتل لصالح الديمقراطية!