كورونا الصين وأوبئة اليمن

كورونا الصين وأوبئة اليمن

04 فبراير 2020
انتشرت الأوبئة بشكل واسع في اليمن (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
على مدى اليومين الماضيين على الأقل، توجّهت أنظار اليمنيين نحو وضع ما يقرب من 300 طالب يمني موجودين في الصين يواجهون شبح الإصابة بفيروس كورونا، في ظل تحرك العديد من الدول لإجلاء رعاياها من البلاد بعد التفشي الخطير للفيروس، والذي يواجه استنفاراً في مختلف دول العالم. الطلاب اليمنيون في الصين وجهوا مناشدات عبر تسجيلات فيديو مصورة لإخلائهم، الأمر الذي وجد تفاعلاً كبيراً، بالتأكيد على أهمية أن تعمل الحكومة اليمنية على تأمين حياة مواطنيها، وقد أعلنت الأخيرة عن تجهيز طائرات لنقلهم. وكانت الصين قد أعلنت يوم الأحد الماضي، ضخ 173 مليار دولار لمكافحة فيروس كورونا، في حين تشير أحدث المعلومات إلى أن الخسائر الاقتصادية لبكين جراء الفيروس تفوق ذلك بكثير، وهو ما يدفع للاعتقاد بأن عدد الضحايا قد يكون أكبر من المعلن، وبالتالي التأكيد على أهمية التعامل بجدية مع مخاوف اليمنيين في الصين، الذين يوجدون بأعداد كبيرة.

في المقابل، وبالنسبة لليمن على نحوٍ خاصٍ، يعيد الحديث عن نقل مقيمين في دولة كالصين، حركت مختلف إمكانياتها لمواجهة الوباء وخصصت ميزانية لذلك تساوي ما يكفي الموازنة التشغيلية للحكومة اليمنية لأكثر من عشر سنوات، النظر إلى الوضع المأساوي لليمن، إذ يقف القطاع الصحي على شفا الانهيار منذ سنوات، ويموت المئات في المستشفيات أو في طريق الوصول إليها، كان بالإمكان إنقاذ حياتهم في ظروف صحية أخرى.

خلال الأشهر الأخيرة من العام 2019 حصدت الأنفلونزا الموسمية المعروفة بأنفلونزا الخنازير، أرواح المئات من اليمنيين، من دون أن تتحرك المنظمات الدولية التي تتصدر الجانب الإغاثي وتتسلم ملايين الدولارات من المانحين، بما يتناسب مع مستوى الخطر. كما أن الدفتيريا والكوليرا وغيرهما من الأوبئة، انتشرت بفترات متفاوتة خلال السنوات الماضية، من دون أن تكون هناك خطوات جادة لتحييد الجانب الصحي على الأقل. بل المؤسف أنه يتحوّل إلى ملف للمتاجرة بالوضع الإنساني، سواء من منظمات دولية أو أطراف محلية.

حريّ باليمنيين وغيرهم من الشعوب العربية وفي الدول التي تعيش تحت وطأة المليشيات والصراعات المحلية والأوبئة، وهم يتابعون التحرك الصيني لمواجهة الوباء القاتل، أن يجعلوا منه مناسبة للانتفاض ضد الأوبئة المحلية التي يواجه خطرها الملايين، على أن الوباء الأكبر هو الحرب والمليشيات والأطراف الإقليمية التي تغذيها، من دون التقليل من أهمية حق اليمنيين في الصين أو أي دولة بالإجلاء من مناطق خطر الفيروس.