مصر: لا تأجيل للدراسة بل إجراءات وقائية من "كورونا"

لا تأجيل للدراسة بل إجراءات وقائية من "كورونا" في مصر

03 فبراير 2020
منع دخول أي طالب مصاب بنزلة برد (Getty)
+ الخط -
نفت وزارة التربية والتعليم في مصر ما تردّد عن تأجيل بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي بكافة المراحل التعليمية، رداً على انتشار فيروس "كورونا" الجديد في الصين وعدد من دول العالم، مؤكدة أن الخبر عارٍ من الصحة.

وكان بعض أولياء الأمور في مصر قد روجوا خبر تأجيل العام الدراسي لمدة أسبوعين، خاصة في الصفوف الابتدائية والحضانة بكافة المحافظات المصرية، وهو الأمر الذي نفته الوزارة، مؤكدة أن العام الدراسي سوف يبدأ رسمياً يوم السبت في بعض المحافظات، والأحد في باقي المحافظات الأخرى التي يكون فيها الجمعة والسبت إجازة رسمية.

وأكدت مصادر مسؤولة، أن وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، طلب من وكلاء الوزارات بالمحافظات منع دخول أي طالب مصاب بنزلة برد أو ارتفاع في درجة الحرارة، ومرضى القلب والحساسية التنفسية والجيوب الأنفية، وعدم كتابة "غياب" في دفاتر الحضور والغياب الخاصة بالطلاب، ويحصل على إجازة مباشرة، خاصة، تلاميذ الصفوف الأولى "رياض الأطفال والصفين الأول والثاني الابتدائيين"، لضعف المناعة الخاصة بهم ولتجنب العدوى، ومواجهة أي بؤر مرضية قبل انتشارها بالمدارس بتحويلها إلى المستشفيات والعيادات الطبية، وتكثيف رصْد الأمراض والاكتشاف المبكر، وتوفير التطعيمات.

وأضافت، أن وزير التربية والتعليم اتفق مع وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، على ضرورة توفير الأدوية اللازمة للتلاميذ في المستشفيات المجاورة للمدارس، ومواجهة أي تطورات خاصة مع بداية العام الدراسي، وتوفير الأدوية بكميات كافية، ومضاعفة أعداد الأطباء المناوبين بأقسام الطوارئ، مبيناً أن خطة وزارة التربية والتعليم في مصر تعتمد على الرصد الدقيق للأمراض والاكتشاف المبكر للحالات المرضية، وفقاً للتعريف الخاص بكل مرض، والإبلاغ السريع عنه، والتطعيم ضدّ الأمراض التي تمكن الوقاية منها، بالإضافة إلى تهوية الفصول بطريقة جيدة.

وفي سياق متصل، أعلنت الجامعات المصرية عن إعداد خطة شاملة لمواجهة فيروس "كورونا" الجديد واتخاذ الإجراءات الوقائية، مع بداية الفصل الثاني للعام الدراسي الجديد، وقرر عدد من رؤساء الجامعات عمل منشورات وبوسترات على مداخل الكليات والمباني الإدارية الخاصة بالعاملين للتعريف بالفيروس والوقاية منه، فيما شكل رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، لجنة عليا برئاسته وعضوية عدد من عمداء الكليات، خاصة عميد كلية الطب والصيدلة والتمريض ومدير المستشفيات الجامعية، للإشراف على تنفيذ خطة الجامعة لمواجهة أي حالات طارئة، واتخاذ كل ما يلزم لمتابعة الوقاية من الفيروس داخل كليات الجامعة وكل مرافقها، ورفع حالة الاستعداد القصوى بأقسام الاستقبال والطوارئ بالمستشفيات الجامعية، والتنبيه بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي حالات اشتباه، وضرورة اتباع التعليمات الخاصة بالوقاية.

وفى إطار استعداد الحكومة المصرية لمواجهة مرض "كورونا"، رفع مستشفى الحميات في العباسية، شرقي القاهرة درجة الطوارئ إلى القصوى لاستقبال أي حالات طارئة، سواء كانت لمصريين أو أجانب، وفحص الرحلات القادمة من الخارج بفرق طبية منعا لتفشي أي مرض محتمل، وتم توفير كل الأدوات الوقائية مع الفرق الطبية في مطار القاهرة لفحص القادمين من الخارج.

وكشف الطيار محمد منار، وزير الطيران المدني، أن إجلاء المصريين الموجودين في مدينة ووهان الصينية، منبع فيروس كورونا، خلال وصولهم اليوم الاثنين، تم بإجراءات صحية مشددة، من بينها عزلهم جميعاً لمدة 14 يوماً بـ"الحجر الصحي"؛ للتأكد من عدم إصابة أي فرد منهم، والقيام بفحص طبي للجميع بمن فيهم طاقم الطائرة، ووضع كمامات ومطهرات خلال رحلة الطائرة من الصين كإجراء طبي، فيما تفقدت وزيرة الصحة الإجراءات الوقائية في مطار العلمين لاستقبال الطائرة المقرر وصولها خلال الدقائق القليلة القادمة، والتي تقل المصريين العائدين من الصين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين المقيمين في مدينة ووهان الصينية.

ونفى سفير الصين في القاهرة، لياو لي تشيانج، وجود تأثير لفيروس كورونا على حركة الملاحة البحرية وانتقال البضائع بين الموانئ الصينية والمصرية، مؤكداً في مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم بمقر السفارة، أن منظمة الصحة العالمية أوصت في تقريرها بعدم الحد من رحلات التجارة الدولية والملاحة البحرية واستمرارها بشكل طبيعي، مشدداً أن تأثير الفيروس على حركة التجارة محدود جداً، نظرا لاتخاذ عدد قليل من الدول، منها الولايات المتحدة، لقرارات غير مسؤولة بوقف التجارة مع الصين، مطالبًا بالحذر من مثل هذه القرارات.

وشدّد السفير على أنّ الفيروس قابل للسيطرة عليه وهو مؤقت وستتغلب عليه الصين في النهاية، مؤكدًا أنّ التواصل الطبيعي بين مصر والصين لن يتوقف. وأضاف السفير أنّه من الضروري أن يتعاون المجتمع الدولي مع الصين لمكافحة "كورونا" لصالح العالم وليس لصالح الصين وحدها.

المساهمون