خسائر "كورونا" تهدد أميركا...هبوط حاد للأسهم وخسائر إضافية للنفط

خسائر "كورونا" تهدد أميركا... هبوط حاد في الأسهم وخسائر إضافية للنفط

01 فبراير 2020
خسائر كبيرة لمؤشرات وول ستريت (فرانس برس)
+ الخط -

هبطت مؤشرات بورصة وول ستريت الأميركية بشكل حاد، الأسبوع الماضي، مع تزايد القلق من اتساع نطاق الخسائر التي يخلفها انتشار فيروس كورونا الجديد، حيث اتخذت الولايات المتحدة، إجراءات استثنائية للتصدي للوباء، الذي تجاوز حدود الصين ليصل إلى أميركا والعديد من الدول الأوربية والآسيوية.

وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي، بنسبة 2.5 في المائة، وانخفض ستاندرد آند بورز 2.1  في المائة وناسداك بنسبة 1.8 في المائة، حيث سجل المؤشران داو جونز وستاندرد اند بورز، أكبر خسائرهما الأسبوعية من حيث النسبة المئوية منذ الأسبوع المنتهي في الثاني من أغسطس/آب من العام الماضي 2019.

وأصاب انتشار فيروس كورونا المستثمرين بالهلع، بينما تحاول الإدارة الأميركية التحوط من ضربات الفيروس القاتل. وأعلن وزير الصحة أليكس عازار، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، يوم الجمعة، أنه اعتباراً من الساعة العاشرة من ليل الأحد بتوقيت غرينيتش سيمنع على كل مواطن أجنبي كان في الصين خلال الأيام الـ14 الماضية من دخول الولايات المتحدة.

وأضاف أنّ الأميركيين الذين كانوا في مقاطعة هوبي (وسط الصين)، بؤرة تفشي الفيروس، سيفرض عليهم حال عودتهم إلى الولايات المتحدة حجر صحي في مبان خاصة لمدة تصل إلى 14 يوماً، في حين سيطلب من الأميركيين الذين كانوا في مقاطعات صينية أخرى أن يفرضوا على أنفسهم حجراً صحياً من تلقاء أنفسهم مع إخضاعهم لرقابة السلطات الصحية.

وأعلنت السلطات الصحية في الصين، اليوم السبت، أن عدد وفيات فيروس كورونا ارتفع إلى 259 شخصا، بينما لا يزال الحجر الصحي سارياً في "هوبي"، حيث أُغلقت الطرق وتوقفت وسائل النقل العام، لكن أعدادا صغيرة من المسافرين تواصل كسر حالة الإغلاق.



وقال بنك الاستثمار العالمي جولدمان ساكس، أمس، إن تفشي فيروس كورونا من المرجح أن يقتطع 0.4 في المائة من النمو الاقتصادي في الصين خلال العام الجاري، ومن المحتمل أن يكون له أيضا تأثير سلبي بدرجة أقل على نمو الاقتصاد الأميركي. وعدًل البنك بالخفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين هذا العام إلى 5.5 في المائة من 5.9 في المائة.

وأربك فيروس كورونا، الكثير من الأنشطة الاقتصادية في الصين والعديد من الدول، لا سيما حركة الطيران، التي قال محللون ومتعاملون إن تفشي الفيروس أصابها بالضرر، ما قد يخفض الطلب على النفط بأكثر من 250 ألف برميل يومياً في الربع الأول من العام الجاري، ويتسبب في انخفاض أسعار النفط المحاصر بالفعل بفائض من الإمدادات.

وانخفضت أسعار النفط، أمس، وسجلت رابع خسارة أسبوعية على التوالي، حيث أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول منخفضة 13 سنتا لتبلغ عند التسوية 58.16 دولارا للبرميل، وتنهي الأسبوع على خسارة بحوالي 4 في المائة.

كما هبطت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 58 سنتا لتنهي الجلسة عند 51.56 دولارا للبرميل، موسعة خسائرها على مدار الأسبوع إلى 4.8 في المائة.

وسيتلقى الطلب على وقود الطائرات في الصين أغلب الضرر، إذ أن الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم، كما أنها واحدة من أسرع أسواق الطيران نمواً في العالم.



وقالت يوجياو لي، المحللة في مؤسسة "وود ماكنزي" العالمية لاستشارات الطاقة، لرويترز،  "في الوقت الذي تركّز فيه الإجراءات الوقائية بشكل أساسي على الطيران والنقل العام للركاب، سيكون وقود الطائرات الأكثر تأثراً، وقد يتقلص طلب الصين على النفط بأكثر من 250 ألف برميل يوميا في الربع الأول من 2020".

وفرضت العديد من المدن الصينية قيوداً صارمة على السفر، بينما أوقفت شركات طيران عالمية الرحلات المباشرة إلى المدن الرئيسية بالصين أو قلصتها.

وقالت شركة الاستشارات "جيه.إل.سي" إن نشاط المصافي الصينية هوى بنسبة 15 في المائة في الأسبوع الماضي، وقالت وكالة صينية معنية بالتجارة الدولية، أمس، إنها ستقدم اعتمادات لفرض حالة القوة القاهرة للشركات غير القادرة على الوفاء بعقود نتيجة الفيروس.

وبدأ الذعر من الفيروس بالفعل في محاصرة أسواق النفط الخام ومشتقاته حول العالم. وقبعت هوامش ربح نشاط التكرير في آسيا من وقود الطائرات قرب أدنى مستوياتها في عامين ونصف العام، بينما تراجعت أسعار الطلب لأصناف من الخام من مصادر بعيدة مثل أنغولا، التي كانت يوماً مرغوبة في السوق الصينية، إلى أدنى مستوياتها في حوالي عام.

وقدرت شركة "إف.جي.إي" للطاقة التراجع في الطلب على النفط بما يصل إلى 840 ألف برميل يومياً في فبراير/شباط الجاري، لكن السوق تبدو مقبلة على تأثير على الاقتصاد الأوسع نطاقاً في حال فشل جهود احتواء المرض.



وهبطت أيضا أسعار النحاس، إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر، مع إقبال المستثمرين على البيع، توقعا لتباطؤ الطلب في الصين، أكبر مستهلك للمعدن الأحمر.

وأنهت عقود النحاس القياسية جلسة التداول في بورصة لندن للمعادن، أمس، منخفضة 0.4 في المائة إلى 5567 دولارا للطن. وأظهر مسح رسمي نشر، الجمعة، أن نمو نشاط المصانع في الصين تعثّر في يناير/كانون الثاني مع هبوط طلبات التصدير.

وتأتي خسائر الأسواق العالمية، رغم معارضة منظمة الصحة العالمية، الخميس الماضي، فرض قيود على السفر أو التجارة مع الصين وأبدت ثقتها في قدرة الصين على احتوائه.

وفي المقابل، أمعن الذهب في فرض سطوته على عرش الملاذات الآمنة للاستثمار، لترتفع أسعار المعدن النفيس في المعاملات الفورية، أمس، بنسبة 0.7 في المائة إلى 1584.77 دولارا للأوقية (الأونصة)، موسعا مكاسبه منذ بداية يناير/كانون الثاني إلى أكثر من 4 في المائة، وهو أفضل أداء شهري منذ أغسطس/آب 2019.