الأضاحي تزاحم ركاب النقل العام شمال الكاميرون

الأضاحي تزاحم ركاب النقل العام شمال الكاميرون

11 سبتمبر 2016
يستعدون لقدوم العيد (بيتر كام / الأناضول)
+ الخط -
قبيل حلول عيد الأضحى، أو ما يصطلح على تسميته في اللغة المحلية "تاباسكي"، لم تعد خدمات النقل العام، في أقصى الشمال الكاميروني، تقتصر على الأشخاص فحسب، بل والأضاحي أيضاً. 


الماعز والخراف باتت تملأ العربات، التي تعجّ بها تلك المنطقة الحدودية مع نيجيريا، وبالأضاحي كذلك، في مشهد يتحدّى احتمالات وقوع هجمات لجماعة "بوكو حرام" المسلحة، في كل لحظة.


سيارات تجوب الطرقات الضيّقة وغير المعبّدة في مجملها، محمّلة بالركاب والماعز والخراف، بل والطيور كذلك، وفي حال تعذَر شحن تلك الحيوانات مع الركاب، يضطر السائق إلى وضعها على سطح عربته دون إغفال إحكام وثاقها بحبال سميكة تمنع تدحرجها خلال الرحلة.


إجراء يبدو ضرورياً بالنسبة لعربات تجوب ذهاباً وإياباً الطريق الرابطة بين مدينتي "غاروا" و"ماروا"، كبرى مدن أقصى الشمال الكاميروني، ولا سيّما أن السائق قد يغيّر في أي لحظة هذه الطريق، ليسلك أخرى جانبية غالباً ما تكون ترابية ومليئة بالحفر، في حال تأكّد له وجود ازدحام من شأنه أن يعيق مساره ويقلّص من عدد رحلاته، وبالتالي من إيراداته اليومية.


حمولة غير متجانسة تماماً، كما لا تعتبر مشاهد الأطفال الصغار وهم يحتضنون الماعز في تلك العربات، بالأمر الغريب. أما الطيور، ومنها الدجاج، والتي غالبا ما تحتل أسطح تلك السيارات المحمّلة أصلاً بالحقائب والسلع وغيرها، نظراً لخفّة أوزانها، فتقضي رحلتها وهي تتأرجح في الفضاء الفاصل بين الحبال السميكة التي تربطها وسطح العربة، حتى أن صياحها يعلو في العديد من المرات كلما ارتطمت السيارة بمطب ترابي.


الركّاب من جانبهم، لا يبدو عليهم التذمّر.. ذات الابتسامة تزيّن وجوه الجميع، إذ كيف يتذمّرون وهم أصحاب الماعز والخرفان الذين يستعدون للاحتفال بـ"التاباسكي"، كما يقولون.



رضاهم نابع من تعوّدهم على تلك المشاهد في مثل هذا الوقت من كل عام، فقبل عيد الأضحى بأيام، يدبّ النشاط في مفاصل مدن وقرى المنطقة، حتى أن السكان يجازفون بالتنقّل بحثا عن احتياجاتهم سواء من الطعام أو الأضحية تحضيراً للمناسبة الدينية، متحدّين المخاطر الأمنية الناجمة عن احتمال استهدافهم من "بوكو حرام" في كل لحظة.


وبما أن معظمهم لا يمتلكون سيارات خاصة، فإنهم يضطرون لاصطحاب أضحيتهم معهم، وإنْ اضطروا لأن يتقاسموا معها مقاعدهم في عربات النقل العام.


قبول سائق السيارة بالأمر يحتكم إلى شروط مسبقة أو إلى مدى جاذبية العرض الذي يقدّمه له الراكب لقاء الموافقة على نقل الأضحية، كأن يعرض عليه مبلغاً مالياً إضافياً أو يمنحه بعض الدجاج بمثابة "هدية العيد".

عروض "مغرية" غالباً ما لا يرفضها السائقون، مع أن مثل هذه الممارسات قد تعرّضهم لعقوبات قانونية تفرض غرامة تصل إلى حدود 25 ألف فرنك أفريقي (نحو 50 دولاراً)، وتسدد الغرامات بشكل فوري يجمعها موظفون بالمكان.


أما من لا يمتلك المبلغ المطلوب، فيتم تحرير مذكّرة بشأنه لإحالتها إلى المحكمة، لكن بالتزامن مع عيد الأضحى تبدي السلطات بعض "التساهل".


ويمثّل مسلمو الكاميرون 20  في المائة من إجمالي السكان المقدّر عددهم بنحو 20 مليون نسمة، بحسب الأرقام الرسمية.

(الأناضول)