حملات شبابية لجمع ملابس العيد للنازحين في العراق

حملات شبابية لجمع ملابس العيد للنازحين في العراق

12 سبتمبر 2016
حملات شعبية تؤكد أصالة الشعب العراقي (العربي الجديد)
+ الخط -



على غير العادة أسهم التقصير الحكومي والأممي تجاه ملايين النازحين العراقيين في تحريك المجتمع العراقي، لمساعدتهم في بادرة إنسانية تتجاوز الطائفة والدين والعرق، وتؤكد على أصالة المجتمع العراقي.

إنها حملات شعبية تنتشر، وعادة ما تكون نواتها أو محركها الرئيس مواقع التواصل الاجتماعي والمقاهي والنوادي الشبابية المنتشرة في البلاد.

وبرزت منذ أيام حملة "ملابسك قديمة بالنسبة لهم جديدة"، وتركز على جمع الملابس من العوائل وغسلها وكيها ثم تغليفها وتقديمها للنازحين في مخيمات النزوح لمساعدتهم في الاحتفال بالعيد، فضلا عن جمع أموال وشراء ملابس جديدة لهم.

وتأتي هذه الحملة تزامنا مع حملة أخرى أطلقها إعلاميون وناشطون حملت وسم "أضحيتي للنازحين" لجمع لحوم الأضاحي، وتوزيعها على النازحين في المخيمات، مع دخول عيد الأضحى، في خطوة وصفوها بالمهمة، لإضفاء لمسة التكافل الاجتماعي وإشعارهم بالاهتمام.

وقال الناشط عمر المحمدي إن "هذه الحملة تأتي ضمن مساعي التكافل الاجتماعي وإشعار النازحين والفقراء بالاهتمام بهم، ورسم البسمة على شفاه أطفالهم مع دخول عيد الأضحى، في وقت يفتقرون فيه لأبسط مقومات العيش".

ويضيف المحمدي لـ"العربي الجديد" هذه الحملة سبقتها حملات عديدة لإغاثة النازحين وتوزيع المساعدات الإنسانية لهم نظمها عدد من منظمات المجتمع المدني والمتبرعين الميسورين، وتتزامن مع حملة أخرى لتوزيع لحوم الأضاحي على النازحين في المخيمات".

النازحون من جانبهم يفتقرون للمال اللازم لشراء ملابس العيد لأطفالهم الذين تمزقت على أجسادهم ملابسهم القديمة، بسبب الفقر الشديد الذي يعانونه في مخيمات النزوح.

حاجات النازحين لم توفرها الحكومة ولا المنظمات الأممية (العربي الجديد)



يقول حميد الجميلي (49 عاماً): "لم نعد نفرح بقدوم العيد، ونحن نعيش وسط المخيمات في حياة بدائية جداً بلا ماء ولا كهرباء ولا وسائل اتصال بالعالم الخارجي، وفوق ذلك ننظر إلى أطفالنا قبل قدوم العيد بملابسهم البالية بحزن شديد، ونحن لا نقدر على شيء".

ويتابع الجميلي "لولا المنظمات الإنسانية والناشطون المدنيون وبعض المتبرعين لهلكنا خلال العامين الماضيين في مخيمات النزوح من الجوع والعطش، فالحكومة أهملتنا ولم توفر لنا أبسط مستلزمات العيش الإنساني".

الناشط والإعلامي عمر الدليمي أوضح من جانبه أن "النازحين قبيل عيد الأضحى يمرون بظروف قاسية تستدعي وقفة تضامنية من قبل الجميع، وما هذه الحملات إلا رسالة إلى الحكومة العراقية والأمم المتحدة عن حجم المعاناة القاسية في مخيمات النزوح".

التعاطف مع ظروف النازحين تعيد لهم ملامح العيد الضائعة (العربي الجديد)



وأشار الدليمي لـ"العربي الجديد" إلى جولات ميدانية مستمرة يقوم بها مع العديد من الناشطين "نتفقد عبرها أحوال النازحين في المخيمات. وتأتي حملة جمع الملابس من الميسورين وتوزيعها على النازحين والفقراء كخطوة مهمة في ظرف عصيب تمر به البلاد".

وتزامنت حملة جمع الملابس مع حملة أخرى حملت وسم "أضحيتي للنازحين". إذ لم يذق النازحون طعم اللحم منذ نحو عامين، في وقت اعتمدوا فيه على بعض الطعام المقدم من المنظمات الانسانية وبعض المتبرعين الميسورين. في حين اقتات أغلبهم خلال العامين الماضيين على الحشائش والأعشاب المنتشرة حول المخيمات في المناطق الصحراوية.

مدير منظمة رحمة الإنسانية حسن العاني بين أن "الحملات الشبابية بين آونة وأخرى أثبتت فاعليتها الكبيرة للتخفيف من معاناتهم في المخيمات، وإيصال صوتهم إلى العالم لكشف حقيقة ما يجري لهم من مأساة إنسانية كبيرة".

ويرى العاني أن "على الأمم المتحدة أن تأخذ دورها الحقيقي، وتخرج عن صمتها أمام معاناة النازحين، وكذلك الحال بالنسبة للحكومة العراقية التي لم تقدم شيئاً لهم. ووقعت الكثير من الوفيات بين النازحين بسبب الجوع والعطش والمرض خلال العامين الماضيين، وهذا يدلل على الإهمال الحكومي الواضح لملف النازحين".