الملح والخميرة لتسمين الأضاحي في موريتانيا

11 سبتمبر 2016
انتقادات لضعف رقابة السلطات على الأسواق (Getty)
+ الخط -
وقع عدد من الموريتانيين ضحايا أساليب الغش التي يقوم بها تجار الماشية لزيادة حجم الأضحية، وألقوا باللائمة على السلطات التي لم تبادر إلى مراقبة الأسواق وفحص الأضاحي واختبار الأعلاف التي يقدّمها التجار للماشية.

وعلى الرغم من توفر الأعلاف بفضل معدلات سقوط المطر التي سجلت على فترات متفاوتة هذا العام، إلا أن ذلك لم يمنع الوسطاء وتجار الماشية من اللجوء إلى أساليب الغش والخداع لتسمين الماشية وعرضها بأسعار مرتفعة.

ويقول محمد الأمين ولد الغيلاني (43 عاماً، مدرس) إنه وقع مثل كثير من الموريتانيين ضحية لخداع تاجر مواشٍ باعه خروفاً كبير الحجم، لكن بعد يوم واحد تغيّر حال الخروف وأصبح هزيلاً جداً لا يقبل على العشب إلا قليلا، مما اضطر محمد الأمين إلى الاستعانة بطبيب بيطري حتى لا يفقد الخروف، وقد أكد له الطبيب أن الخروف تناول مادة الخميرة وخليط الملح والقمح ليبدو أكبر حجماً، وقام بمنحه أدوية بيطرية ساعدت على معالجة الخروف من تلك السموم.

وينتقد محمد الأمين غياب الرقابة على سوق المواشي وترك المواطن ضحية جشع وخداع الوسطاء والتجار، ويطالب بمحاسبة المسؤولين عما يجري في أسواق المواشي من احتكار ومضاربات وخداع، خاصة أن التجار يقدمون أعلافاً فاسدة للماشية علناً، ولا يخشون مساءلة السلطات لهم.      

وحذّرت جمعية حماية المستهلك بموريتانيا، من أساليب الغش والخداع التي يمارسها تجار الماشية لتبدو أغنامهم أكبر حجماً، غير آبهين بمخاطرها على صحة المستهلكين في عيد الأضحى، وأكدت الجمعية أن بعض بائعي الأضاحي يمارسون أساليب من الغش لإظهار أغنامهم سمينة وتتوفر على المواصفات المطلوبة.


وقالت الجمعية إنّ هناك انتشاراً لأساليب الغش التي يلجأ إليها بعض باعة الأغنام لإظهار أغنامهم بالشكل المطلوب، من خلال سقيها الماء المُملح أو استخدام بعض مواد الخميرة أو القمح الطري، وذلك حتى تبدو سمينة ومنتفخة أمام الزبون.

ودعت الجمعية في بيان صحافي، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إلى تدخل السلطات لفرض الرقابة على أسواق الأضاحي وحماية المستهلكين من الغلاء والغش والاستغلال، وأضافت أنه من واقع مواكبتها أسواق الأغنام لاحظت استشراء المضاربات في الأسعار والانتهازية في تحقيق أي أرباح، حتى ولو كانت مجحفة من خلال استغلال حاجة المواطنين لشراء الأضاحي وفي غياب أي مظهر لرقابة السلطات.

ودعت الجمعية إلى التأكد من جودة الأعلاف المستخدمة في تسمين الأضاحي، مشيرة إلى أن بعض الباعة "لا يتورعون عن عرض أغنام داجنة، تربت على فضلات الأطعمة، ومكبات القمامات في المدن، مما يجعل لحومها غير صالحة للاستهلاكي الآدمي".

وناشدت الجمعية السلطات المعنية بضرورة تنظيم أسواق المواشي والأغنام وإخضاعها للرقابة البيطرية، والتصدي لظاهرة الذبح العشوائي قبل حلول عيد الأضحى، وقالت إن انتشار الذبح العشوائي الذي تغيب عنه أبسط المواصفات البيطرية، قد يؤدي إلى تلوث اللحوم وانتشار عدوى الفطريات والسموم.

وشدّدت على ضرورة إغلاق كل المسالخ الأهلية أو التابعة للبلديات في العاصمة نواكشوط حتى التأكد من مطابقتها المعايير الصحية المطلوبة، وأكدت أنه لا مبرر لارتفاع أسعار الأضاحي في ظل وفرة العرض وجودة موسم الربيع هذا العام ومحدودية الطلب.

وشهدت أسعار الأضاحي ارتفاعا كبيرا في موريتانيا، في وقت كان الموريتانيون ينتظرون انخفاض أسعارها، ويقول يحيى ولد بابانا (39 عاما، موظف) إنّ المضاربات رفعت أسعار الأضاحي إلى مستويات كبيرة، إذ أرغم جشع الوسطاء الكثير من الموظفين على الاقتراض من أجل تغطية مصاريف العيد.

ويضيف ولد بابانا، والذي فضل الانتظار من أجل شراء خروف في اللحظات الأخيرة، إن "السلطات لم تتدخل لمنع المضاربات واتخاذ إجراءات لخفض الأسعار والتخفيف من الأعباء المادية للعيد، خاصة أن البلاد استفادت من موسم أمطار جيد ساعد على توفير الأعلاف، غير أن المواطن لم يستفد منه بسبب تصدير المواشي للسينغال ومالي".

 

دلالات