فرحة العيد ينغصها الحنين... والحاجة

فرحة العيد ينغصها الحنين... والحاجة

10 سبتمبر 2016
الأوضاع ليست مشرقة دوما في دول إسكندنافيا(جونثان ناكستراند-فرانس برس)
+ الخط -


حين يحل سنوياً عيد الأضحى على الجاليات العربية والإسلامية في الدول الإسكندنافية، تحل معه قضايا تثار بين أبناء العرب أكثر من غيرهم. هذا العام يُطرح أيضا السؤال عن الأضاحي وعن الحج، واختلاف المسلمين.

"العيد الصغير"، وعلى عكس "العيد الكبير"، تكون فيه الزكاة واضحة في الجهة التي يتوجه إليها الناس فرديا، رغم أن المشهد فيه "مؤلم في اختلاف الناس على موعد العيد في اليومين الأخيرين من رمضان، فبعض الناس يعيّدون للأسف سياسيا" يقول "أبو مرعي"، مهاجر من اللد في فلسطين، مضيفاً أن "الأضحى يجب أن يوحدنا، منظرنا ليس جيدا أن يشار إلينا متفرقين في مجتمع الأغلبية. كنت أتمنى أن تكون الأضاحي هذا العام موجهة للاجئين السوريين، داخل وطنهم وفي دول الجوار. فصحيح أن أوضاعنا في بعض الدول لا تسر كثيرا، لكنني منشغل بهؤلاء الأطفال الذين يعيشون في وضع لا يطاق".

في هذا الاتجاه، وبينما تستمع "الحاجة سمية أم سعيد" اللاجئة منذ 3 سنوات من سورية، بالقرب من جزارة اللحم الحلال تتدخل فورا لتقول: "بارك الله فيك، إنك تفكر بغيرك. صدقني منذ سنين لم نذق طعم الفرحة الواجبة. صحيح هو واجب، لكن حين ترى ما يجري لشعبك لا يسعك أن تفرح وتكذب على نفسك".

يجتهد البعض في تنفيذ بعض رغبات وأمنيات "أبو مرعي"، إذ إن الملاحظة كما يقولها "أحمد" من برج البراجنة ببيروت "توجه الناس أكثر نحو إرسال مبالغ قبل العيد ليصار إلى شراء الأضاحي وذبحها هناك حيث الناس تحتاج، وخصوصا الأطفال، الذين يستحقون الابتسامة والفرحة ولو مرة في السنة".

ومما لا شك فيه أن الضائقة المالية باتت تصيب حتى هؤلاء الذين يعيشون في الدول الإسكندنافية، فمع تشديد قوانين الإعانة الاجتماعية، في الفترة الفاصلة بين تعلم اللغة والدخول إلى سوق العمل، باتت بعض العوائل تعيش بأدنى الشروط الاقتصادية في تحقيق رغبات الأطفال في ثياب جديدة للعيد.

أمر يلفت انتباه جمعيات خيرية محلية، وخصوصا بالنسبة للقادمين الجدد الذين يسري عليهم القانون الجديد، وهو أمر تتحدث عنه بكل صراحة "ميسم راوي" من العراق بالقول: "لا شيء مخجلا أو معيبا في أن ينتبه هؤلاء الأخوة إلى ضرورة إدخال الفرحة على أطفال عرب يعيشون في الغرب، ويظن البعض بأن أهاليهم أثرياء لمجرد أنهم وصلوا أوروبا. الصورة ليست كذلك أبدا، ولو سألتني عن رأيي في ما يخص الأضاحي لقلت بصدق بأنه وجبت مساعدة من يقيم هنا ولا يجد بالفعل مالا كافيا ليشتري لأطفاله شيئا في موسم العيد".

ويقول إبراهيم الذي حضر العام الماضي من سورية كلاجئ إلى السويد: "عشت العيد الصغير هنا، لم أشعر بأن هناك عيدا بصراحة. وأخشى أنني سأعيش العيد الكبير بنفس الطريقة. كل ما أتمناه أن يحل السلام في بلدنا ولا شيء آخر لنعود بكرامتنا إلى بلدنا، ونعيش بحرية فيه بعد هذا الليل الطويل.. قد لا يفهم كثيرون ما معنى الاشتياق للوطن سوى من عاش لوعة البعد الإجباري عنه.. لكنني أقول لكل العرب أينما كانوا: كل عام وأنتم بخير.. وأحبوا بعضكم".



المساهمون