مغتربون عراقيون يحولون مبالغ الأضاحي للنازحين

مغتربون عراقيون يحولون مبالغ الأضاحي للنازحين

11 سبتمبر 2016
مساعٍ لتوفير الأضاحي لتخفيف معاناة النازحين(حيدر حمداني-فرانس برس)
+ الخط -
استغل ناشطون عراقيون في خارج بلدهم مواقع التواصل الاجتماعي لحث بعضهم بعضاً على جمع مبالغ مالية وإرسالها إلى العراق، حيث يقوم ناشطون بتوفير الأضاحي وتوزيعها للنازحين.


فالعيد مناسبة يستغلها الناشطون لجمع الأموال للنازحين والمتضررين من أعمال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مناطق بالعراق.


ويتوجه المسلمون لنحر الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى، كما يحاول ناشطون توجيه أكبر عدد ممكن من لحوم الأضاحي إلى المتضررين، خاصة النازحين.


وشهد العراق منذ سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة فيه، بدءاً من يونيو/حزيران 2014، عمليات نزوح كبيرة، حتى بلغ عدد النازحين ثلاثة ملايين نازح. ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى نحو خمسة ملايين، في حال انطلقت معركة الموصل التي يتمركز فيها التنظيم، وتعتبر ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد، وفقاً لـ"اللجنة الدولية للصليب الأحمر" في بيان لها في يوليو/تموز الماضي.


الناشط محمد المرسومي يؤكد أن ثمن أكثر من مائة أضحية وصلت إلى حسابه المصرفي قبل وقفة عرفة، ويقول "إنها دفعة أولى"، وما زال أصدقاؤه في عدد من دول العالم يتلقون مال الأضاحي، لجمعها وإرسالها له، قبل انتهاء موعد النحر، كيلا يسقط حقهم في الانتفاع من أجر الأضحية، إذ يجب نحر الأضاحي خلال الأيام الثلاث الأولى من العيد.


ويروي لـ"العربي الجديد" أن بإمكانهم شراء ضعف عدد الأضاحي من خلال اعتمادهم على علاقاتهم مع مربي الماشية، فـ"هذه ليست المرة الأولى، هناك مَن يعرفنا ويثق بنا من مربي الماشية، لذلك يتساهلون كثيراً في الأسعار، هم غايتهم المساهمة في الأجر ومساعدة النازحين".


منير حاتم في مهمته الأولى كناشط بين العراقيين المغتربين في أستراليا، قال إن الأمر لا يتطلب أكثر من أن يكون متصدر مثل هذه الحملات موضع ثقة بين الآخرين، ولم يستبعد وجود منتفعين يستغلون بعض الأحداث لجمع المال أو القيام بعمليات احتيال على الآخرين.




حاتم المغترب منذ أكثر من 17 عاماً، يتمتع بعلاقات جيدة بين أوساط المغتربين، وهو ما ساعده في مهمته التي وصفها بأنها "أنبل وأشرف مهمة قمت بها في حياتي".


حاتم يقول إن أصدقاء له في العراق كلفوه بتلك المهمة "هم ناشطون في مجال العمل الإنساني، وسبق أن قدموا مساعدات للنازحين إضافة إلى أعمال عديدة يتبنونها خدمة للمجتمع".


نازحون في بغداد أكدوا لـ"العربي الجديد" أن المناسبات، خاصة الإسلامية منها، كالأعياد وشهر رمضان تشهد فيها مخيمات النزوح توافداً مستمراً للناشطين ومنظمات مدنية ومواطنين يقدمون تبرعاتهم وهداياهم.


وفي عيد الأضحى أكثر ما يصل للنازحين لحوم الأضاحي، بحسب ناصر الدلف، النازح من مدينة الأنبار.


شعور آخر يعيشه النازحون وهم يرون اهتمام الآخرين بهم، محاولين إزاحة همومهم، "السؤال والزيارة أمر أراه أهم من المساعدة، إنهم بتواصلهم يزيلون الكثير من همومنا" بحسب جاسم العكيدي، الذي يسكن خيمة داخل مخيم "الكسنزان" في بغداد.


العكيدي يقول إنه تلقى اتصالات من قبل عراقيين في الخارج، تواصلوا معه من خلال ناشطين، مشيراً في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "العراقيين في الخارج يهتمون بالسؤال عن العراقيين في مخيمات النزوح، وهم يحاولون المساعدة بحسب طاقتهم".


لكنه يشير إلى أن النازحين يعانون مشاكل مختلفة، لم يعد الطعام من بينها، فـ"الغذاء متوفر، وإن كان محدوداً أحياناً" وفق رأيه، مستطرداً بالقول: " احتياجاتنا كثيرة ومختلفة. الكثير من الأسر تعاني من مرض أحد أفرادها، بعضهم بحاجة إلى عمليات جراحية تكلف مبالغ طائلة، لذلك نحاول أن نوصل تلك المعاناة من خلال التواصل مع الآخرين في داخل وخارج البلاد".


وانتهى إلى أن "العيد فرصة لتبيان معاناة النازحين، حيث يتوجه الكثير من الناس بهذه المناسبة لزيارتنا أو الاتصال بنا". 



المساهمون