السعودية وإيران تطيحان بفرص توصل أوبك لاتفاق تثبيت الإنتاج

السعودية وإيران تطيحان بفرص توصل أوبك لاتفاق تثبيت الإنتاج

27 سبتمبر 2016
جانب من اجتماعات أوبك (وكالة الأناضول)
+ الخط -
أطاحت السعودية وإيران، اليوم الثلاثاء، بفرص توصل كبار منتجي النفط سواء أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أو من خارجها إلى اتفاق يقيد مستويات الإنتاج النفطي في اجتماع غير رسمي يعقد، غداً الأربعاء، بالعاصمة الجزائرية، إذ قالت مصادر من داخل المنظمة إن الخلافات بين الرياض وطهران ما زالت كبيرة.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحافيين "هذا اجتماع تشاوري... سنتشاور مع كل طرف آخر وسنستمع للآراء، ولأمانة أوبك وللزبائن أيضاً".

وعرضت الرياض خفض إنتاجها نصف مليون برميل يومياً، في مقابل تثبيت إيران إنتاجها عند المستوى الحالي البالغ 3.6 ملايين برميل يومياً.

وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة "إنه ليس وقتاً لصناعة قرار".

وأضاف في إشارة إلى الاجتماع الرسمي المقبل لأوبك الذي سيعقد في فيينا يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري "سنحاول التوصل إلى اتفاق لنوفمبر".

وتعقد أوبك مباحثات غير رسمية الساعة 1400 بتوقيت غرينتش، غداً الأربعاء، بالجزائر، كما يلتقي أعضاؤها مع منتجين من خارج المنظمة مثل روسيا على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم منتجين وزبائن.

وانخفضت أسعار النفط إلى أقل من النصف، منذ منتصف عام 2014، بسبب تخمة المعروض من الخام مما دفع منتجي أوبك ومنافستهم روسيا إلى السعي لإعادة التوازن إلى السوق بما يعزز إيرادات صادرات النفط ويدعم موازناتهم.

والفكرة السائدة، منذ أوائل 2016، بين المنتجين، هي الاتفاق على تقييد الإنتاج على الرغم من أن مراقبي السوق يقولون، إن مثل هذا الإجراء لن يقلص وفرة المعروض من الخام.

وقالت مصادر لـ"رويترز"، الأسبوع الماضي، إن السعودية عرضت تقليص إنتاجها إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج، وهو الأمر الذي يمثل تحولاً في موقف الرياض إذ رفضت المملكة من قبل مناقشة تقليص الإنتاج. خاصة خلال اجتماع الدوحة في أبريل 2016.

وقال زنغنة، أمس الإثنين، إن التوقعات يجب أن تكون متواضعة، في حين قال عدد من مبعوثي أوبك، إن مواقف السعودية وإيران ما زالت متباعدة كثيراً.

وانخفضت أسعار النفط أكثر من واحد في المئة في تعاملات اليوم الثلاثاء.

وقالت ثلاثة مصادر في أوبك، إن إيران التي ظل إنتاجها عند 3.6 ملايين برميل يومياً تصر على حقها في الوصول بمستويات الإنتاج إلى ما يتراوح بين 4.1 و4.2 ملايين برميل يومياً في حين تريدها دول الخليج الأعضاء في أوبك أن تثبت إنتاجها دون 4 ملايين برميل يومياً.

وقال مصدر من أوبك على دراية بالمباحثات "لا تتوقعوا أي شيء ما لم تغير إيران رأيها بشكل مفاجئ وتوافق على تثبيت (للإنتاج). لا أعتقد أنهم سيفعلون".

* ما تريده إيران

ومن المنتظر أن يلتقي وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بزنغنة، اليوم الثلاثاء، فيما تقول مصادر، إنها محاولة جديدة لإقناع طهران بالموافقة على التحرك.

وقالت مصادر في قطاع النفط الإيراني، إن طهران تريد أن تسمح لها أوبك بإنتاج 12.7 بالمئة من إجمالي حجم ما تضخه المنظمة، بما يعادل ما كانت تستخرجه قبل 2012 عندما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على طهران بسبب أنشطتها النووية.

ورفعت العقوبات الغربية عن طهران في يناير/ كانون الثاني 2016.

وخلال الفترة بين 2012 و2016 زادت السعودية والدول الخليجية الأخرى الأعضاء في أوبك مستويات الإنتاج للمنافسة على الحصة السوقية مع المنتجين مرتفعي التكلفة مثل الولايات المتحدة.

ونتيجة لذلك تعتقد إيران أن حصتها العادلة في الإنتاج يجب أن تكون أكبر من حجم ما تضخه حالياً والذي تقول إنه ينبغي أن يزيد حالما توقع طهران على استثمارات جديدة مع شركات نفط عالمية.

وقال وزير النفط الروسي، اليوم الثلاثاء، "إيران تعتقد أن هذا الحجم الذي كان لها قبل العقوبات عادل. جرت مناقشة هذا أكثر من مرة".

ويعتمد اقتصادا السعودية وإيران بشدة على النفط، لكن الأخيرة ترى أن الضغوط تتراجع مع خروجها من سنوات العقوبات.

وعلى الجانب الآخر تواجه الرياض عاماً ثانياً من العجز القياسي في الموازنة العامة يبلغ نحو 87 مليار دولار للعام الجاري وتضطر إلى تخفيض أجور موظفي الحكومة وتجميد بعض المشروعات الاستثمارية ورفع أسعار الطاقة.

غير أن الفالح قال، إنه متفائل إزاء سوق النفط على الرغم من أن عودة التوازن تأخذ وقتاً أطول مما كان متوقعاً.

وقال الفالح "السوق تسير في الاتجاه الصحيح، ولكن بوتيرة أبطأ مما كان مأمولاً على مدى الأشهر القليلة الماضية. لكن الأساسيات تمضي في الاتجاه الصحيح".

وأضاف "من هذا المنطلق نشعر بالارتياح بشأن السوق وأعتقد أن استعادة التوازن بدأت لكنها تأخذ (وقتاً أطول) مما كنا نأمل به".

وأشار إلى أن مخزونات الخام التي بلغت مستوى قياسياً على المستوى العالمي بدأت تتراجع قائلاً، إن الوتيرة التي سيحدث بها هذا "تعتمد أيضاً، على اتفاقية الإنتاج. إذا حدث إجماع على واحدة في الأشهر القليلة المقبلة فستكون المملكة العربية السعودية مع الإجماع".

وقال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، اليوم الثلاثاء، إن من الصعب التكهن بما إذا كانت المحادثات بين منتجي النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها والتي ستعقد في الجزائر، غداً الأربعاء، ستسفر عن اتفاق لإعادة الاستقرار للسوق.

ورداً على سؤال لـ"رويترز" حول ما إذا كان أي اتفاق لتحقيق الاستقرار في السوق متوقعاً، هذا الأسبوع، قال نوفاك "من الصعب التكهن فالمشاورات ما زالت جارية".

وسيلتقي أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي سيضم منتجين ومستهلكين في الجزائر، خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر/ أيلول. وستحضر روسيا غير العضو في أوبك المنتدى أيضاً.

تراجع الأسعار

وتراجع سعر النفط في التعاملات الآجلة، اليوم الثلاثاء، مع تبدد حالة التفاؤل إزاء التوصل لاتفاق يكبح جماح الإنتاج في اجتماع لمنتجي النفط في الجزائر الذي أخفق، حتى الآن، في أن يفرز أي اتفاق يسهم في تقليص أكبر تخمة في المعروض في تاريخ السوق.

وبددت السعودية، اليوم، الآمال في أن يتوصل منتجو النفط لاتفاق في الجزائر، الأسبوع الحالي، إذ قالت مصادر في المجموعة المصدرة للخام، إن هوة الخلاف بين المملكة وإيران واسعة جداً.

ونزل مزيج برنت الخام 80 سنتاً إلى 46.55 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 0851 بتوقيت جرينتش بعد أن حقق مكاسب 1.46 دولار ما يوازي 3.2 في المائة في الجلسة السابقة.

وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68 سنتاً إلى 45.25 دولاراً للبرميل بعد أن صعد 1.45 دولار ما يعادل 3.3 في المائة في الجلسة السابقة.

وقال أوليفييه جاكوب، محلل النفط في بتروماتريكس "الأمر المهم حقاً ما يحدث في الجزائر .. إمكانية التوصل لاتفاق بشأن الإمدادات أو عدم إمكانية حدوث ذلك. ليس هناك تطور رئيسي أهم من الجزائر".

وقال وزير النفط الروسي، اليوم الثلاثاء، إن بلاده ترغب في تثبيت الإنتاج عند المستويات الحالية. وفي الآونة الأخيرة سجل الإنتاج الروسي أعلى مستوياته على الإطلاق عند 11.75 مليون برميل يومياً.

المساهمون