4 سنوات على "وفاء الأحرار".. بانتظار تبادل أسرى جدد

4 سنوات على "وفاء الأحرار".. بانتظار تبادل أسرى جدد

19 أكتوبر 2015
زادت جرعة الأمل لدى الفلسطينيين بصفقة تبادل جديدة (Getty)
+ الخط -
أربع سنوات مرّت على صفقة "وفاء الأحرار"، التي أُفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي ظلّ أسيراً لدى حركة "حماس" في غزة لنحو خمس سنوات. ومنذ إتمام عملية التبادل وحتى الأيام الحالية، ما زال أكثر من ستة آلاف أسير وأسيرة، ينتظرون صفقة تبادل جديدة للتحرر من سجون الاحتلال. وقد زادت جرعة الأمل لديهم ولدى ذويهم بعد حرب غزة الأخيرة صيف عام 2014، التي أَسَرَت فيها "حماس" جندياً إسرائيلياً، وأعلنت إسرائيل فيها عن فقدان اثنين من جنودها.

في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، بادلت "حماس" شاليط بـ1027 أسيراً وأسيرة، في صفقة اعتُبرت في حينها واحدة من أهم وأكبر عمليات التبادل بين العرب وإسرائيل. وكان التبادل برعاية مصرية، لكن القاهرة لم تكمل بنودها، وخصوصاً بعد أنّ اعتقلت إسرائيل عدداً من المُفرَج عنهم في الصفقة، في حملات اعتقال أخيرة.

وكانت "حماس" قد تمكنت من أسر جندي إسرائيلي، في عملية نوعية شرق حيّ التفاح بمدينة غزة، خلال العدوان الأخير صيف العام الماضي. وبعد ذلك بأيام، أعلنت إسرائيل عن فقدان الاتصال بأحد ضباطها ويدعى هدار غولدن في رفح، جنوبي قطاع غزة، وبعد انتهاء العدوان، أعلنت تل أبيب عن فقدان "مدني" إسرائيلي على حدود غزة، ورجحت أنّ يكون المفقود أسيراً في يد "حماس".

ويقول القيادي في "حماس"، مشير المصري، لـ"العربي الجديد"، إنه "من المبكر الحديث عن أي صفقة تبادل جديدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن، خصوصاً في ظلّ عدم التزام الاحتلال بالإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار، الذين أعاد اعتقالهم العام الماضي".

ويشير إلى أنّ "كافة الخيارات ستبقى مفتوحة أمام حركة حماس، وجناحها العسكري كتائب القسام، في ملف الجنود الأسرى الموجودين بحوزتها، ولن تُقدّم أي معلومات مجانية لصالح الاحتلال، من دون أن يدفع ثمنها". ويوضح المصري أنّ "صفقة وفاء الأحرار شكّلت محطة تاريخية فاصلة في تاريخ المقاومة، بعد أنّ استطاعت كسر كافة المعادلات والشروط التي وضعها الاحتلال لرفض أي صفقة، وفرضت عليه الإفراج عن مئات الأسرى والأسيرات".

ويُبيّن القيادي في "حماس"، أنّ "الصفقة السابقة ستُشكّل بوابة لسلسلة من صفقات التبادل من أجل تحرير الأسرى وإفراغ السجون الإسرائيلية من أسرانا، بذات النمط والطريقة التي تمت فيها عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وصفقة التبادل التي جرت بعد خمس سنوات من أسره".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يواصل اعتقال 54 أسيرًا من محرري "وفاء الأحرار"

ويلفت إلى أنّ حركته "ستواصل العمل بشكل دائم من أجل إجبار الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن نحو ستة آلاف أسير فلسطيني، كما فعلت في صفقة وفاء الأحرار قبل سنوات عدة، وستستخدم كافة الطرق والوسائل المتاحة، من أجل الوفاء بتعهداتها تجاه ملف الأسرى".

من جهته، يقول مدير مركز "أبحاث المستقبل"، إبراهيم المدهون، لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتلال الإسرائيلي ينتهج أسلوب التسويف في ملف الجنود المفقودين خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع صيف 2014 من أجل عدم تشكيل أي ضغط من قبل الرأي العام الإسرائيلي يمكن للمقاومة الفلسطينية استغلاله".

ويشير المدهون إلى أنّ "الاحتلال يريد إبعاد أي ضغط رسمي وشعبي داخلي عليه، من خلال التزامه الصمت وفرض حظر إعلامي بالنشر في قضية الجنود المفقودين لدى وسائل الإعلام الإسرائيلية، في ظل رغبة الحكومة الحالية عدم فتح الملف في الوقت الراهن".

ويلفت إلى أن "الاحتلال يهدف من خلال أسلوبه الحالي إلى عدم التورّط في صفقة تبادل ضخمة مع المقاومة، على غرار صفقة شاليط، وإلى عدم رفع المقاومة لسقف مطالبها، عبر قيامه بالتسويف الزماني للملف وعدم الحديث فيه بشكل رسمي".

وعن الأسلوب الذي تتعامل به حركة "حماس" مع الملف، يوضح المدهون أنّ "الحركة بغزة تعلّمت من ملف الجندي الإسرائيلي شاليط كثيراً، بعد استغراق عملية أسره خمس سنوات، انتهت بإنجاز صفقة التبادل والإفراج عن الأسرى. حماس تلعب على عامل الوقت الذي يصبّ في صالحها".

ويضيف أن "حركة حماس ستعمل على استثمار الملف بشكل جيد، عبر التزامها الصمت وعدم نشر أية تفاصيل متعلقة بالجنود الأسرى لديها، والاستمرار في سياسة الضغط واستغلال المتغيّرات السياسية التي قد تشهدها الساحة الإسرائيلية، لفتح الملف وإجبار الاحتلال على مطالبها".

ويؤكد المدهون على "أهمية استمرار حماس بالمحافظة على الصمت والتعامل مع الملف بهدوء، كونه قد يمتد لسنوات طويلة في ظل وجود مراجعات قانونية إسرائيلية، ستُعقّد عملية أي تبادل في المرحلة الراهنة، وستدفع إلى إطالة المدة الزمنية لبقاء الجنود في قبضة المقاومة".

اقرأ أيضاً: للمرة الأولى منذ 26 عاماً...عائلة عطون خارج سجون الاحتلال