الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ75 للنكبة وسط الضفة: حق واحد هو العودة

الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ75 للنكبة وسط الضفة: حق واحد هو العودة

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
15 مايو 2023
+ الخط -

قطعت 75 ثانية من صافرات الإنذار عند الواحدة بعد ظهر اليوم الإثنين بتوقيت القدس، كلمات المتحدثين في المهرجان المركزي وسط الضفة الغربية لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، حين تعرض الشعب الفلسطيني في عام 1948 للتهجير القسري الجماعي، بعدما طردت العصابات الصهيونية قرابة 800 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم، ودمرت أكثر من 500 مدينة وقرية، قبل تأسيس دولة الاحتلال على أرض فلسطين.

وتوقف الجميع عن الحركة قرب دوار المنارة وسط مدينتي رام الله والبيرة، طيلة الثواني الخمس والسبعين التي تدل على سنوات النكبة التي مرت، فيما أكدت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة أنها "صافرة الحداد".

انطلقت المسيرة المركزية من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وصولا إلى منصة قريبة من دوار المنارة، بمشاركة فرق من الكشفية الفلسطينية والتي كان أغلبها من مخيمات اللاجئين، تتقدمها فرقة الموسيقى العسكرية الرسمية، تحت الشعار الذي أطلقته اللجنة المنظمة هذا العام: "النكبة أصل الرواية والعودة حق".

وكان من بين الحاضرين لاجئون قدموا بأنفسهم لإيصال صوتهم، مؤكدين تشبثهم بحق واحد، هو العودة إلى أراضيهم التي سلبها منهم الاحتلال الإسرائيلي.

"أنا والنكبة توأم"

المسن عفيف غطاشة (75 عاماً) أحد هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين أكد لـ"العربي الجديد" أنه ولد في شهر فبراير/ شباط عام 1948، في بلدته بيت جبرين المهجرة، أي قبل النكبة بثلاثة أشهر فقط. وقال غطاشة إنه قدم من الخليل جنوبي الضفة الغربية ليوصل ما في خاطره، وهو "نقل حق العودة للأطفال والجيل الجديد".

"أنا والنكبة توأم" يوضح غطاشة، وفضلا عن كونه ولد في عام النكبة الفلسطينية وهجر رضيعا، إلا أن لعائلته قصة صعبة مع تلك الفترة.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ويشير في هذا الصدد إلى أن أهالي قريته بقوا بعد تهجيرهم قرب بيت جبرين لأسابيع على أمل العودة القريبة التي وعدوا بها، فلم تأخذ عائلته معها شيئا من ممتلكاتها. وأضاف أن والده الذي كان بعمر 27 عاماً آنذاك عاد مع خاله ليجلب بعض الأغراض من البيت والاطمئنان عليه، ليستشهدا بسبب لغم أرضي نصبته العصابات الصهيونية عند باب بيتهم، ليعود جد عفيف غطاشة لاحقا ليدفنهما في المنزل.

وبعد استشهاد والده، انتقل عفيف غطاشة مع عائلته للعيش في مخيم الفوار قرب الخليل بعد أن أنشأته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وبقيت العائلة فيه إلى اليوم.

حول سبب قدومه من الخليل يقول: "نريد نقل حلم العودة إلى أولادنا وأحفادنا وصغارنا، حتى يبقوا متمسكين به، حق العودة فردي وجماعي، ولكل الشعب الفلسطيني، وحقي أنا الشخصي، أنا على أمل والأمل بالله، ونحن متأكدون أن الاحتلال زائل لأننا أصحاب الحق".

"الحق لا يسقط بالتقادم"

سيطرت الأعلام الفلسطينية والسوداء على المسيرة وبعضها يحمل شعار مفتاح العودة، فيما أكد عضو اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، تيسير نصر الله، لـ"العربي الجديد" أن اللجنة ركزت هذا العام على إظهار أن القضية ما زالت حية في أذهان كل الشعب الفلسطيني، وخاصة الأجيال الناشئة التي شاركت في العروض الكشفية.

وأضاف "ولذلك ركزت معظم الفعاليات على الجيل الجديد الذي يحمل المفتاح وراية العودة والشعارات التي تقول: مهما تقادمت السنين على النكبة فإن الحق لا يسقط بالتقادم".

وتابع: "الفعاليات التي نظمتها اللجنة الوطنية العليا شملت كل الأماكن التي يوجد فيها كل الفلسطينيين في الضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 48، وفي مخيمات الشتات وأوروبا والولايات المتحدة، مع التركيز في الشعارات على أن النكبة مستمرة".

وأكد نصر الله أهمية الاعتراف الأممي هذا العام بالظلم الواقع على الفلسطينيين، وإحياء ذكرى النكبة في الأمم المتحدة، قائلا إن ذلك شيء مميز هذا العام، لكنه اعتبره استيقاظا لضمير العالم بعد 75 عاما، حيث لم يكن يعترف العالم بهذه النكبة، ولذا يؤكد نصر الله أن ذلك الاعتراف يجب أن يجسد بأفعال على الأرض، ومواقف دولية للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، أحمد أبو هولي، في كلمة له خلال المهرجان، إن "النكبة جريمة مستمرة، والعودة حق لا يسقط بالتقادم". وأكد أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "هي مؤسسة مؤقتة، وُجدت بعد أن عجز المجتمع الدولي عن أن ينفذ قرار 194 الخاص بحق العودة"، مطالبا دول العالم بتقديم الدعم المالي لها لتمكينها من مواصلة خدماتها، لحين إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

أما نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، فقال "المذابح ليست مقتصرة على عام 1948، فهي مستمرة ولم تتوقف، وما حدث في غزة الأسبوع الماضي ماثل أمامنا، والطائرات تقصف البيوت التي فيها النساء والأطفال، وما حصل في مخيم عسكر فجر اليوم، وأمس في جنين وأول أمس في نابلس، وما يحصل في القدس ورام الله ومسافر يطا، ومن مذابح أصبح واضحا". وأكد أن المقصود من تلك المذابح هو محاولة حسم الصراع بالقوة، مشيرا إلى أنه لم يعد أمام الفلسطينيين خيار، سوى المقاومة، والصمود في وجه المخططات الإسرائيلية.

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه

المساهمون