بيوت السوريين اشتاقت لـ"كعك العيد"

بيوت السوريين اشتاقت لـ"كعك العيد"

09 يوليو 2022
الصراعات وارتفاع الأسعار عالمياً أنهكت القدرة الشرائية للمواطن السوري (فرانس برس)
+ الخط -

"عندما يكون سعر كيلو الحلويات أكثر من الأجر الشهري للموظف السوري، سنكتفي بالنظر إليها في واجهات المحال، أو البحث عن بدائل رخيصة وإن كان مشكوكاً بجودة موادها"، هكذا اختصر العامل السابق في وزارة الكهرباء بدمشق، وسيم قاسم حال السوريين في عيد الأضحى.

وأكد عدد كبير من المواطنين أن بيوتهم اشتاقت لكعك العيد، الذي أصبح سلعة شبه مفقودة على موائدهم مع ارتفاع الأسعار وتزايد الحاجة للإنفاق على أمور أكثر أهمية في حياتهم اليومية.

وقال قاسم إن هناك أولويات بالنسبة للأسر السورية، بعدما بات كعك العيد وحتى ألبسة العيد، كماليات، أو قضايا مؤجلة بواقع البحث عن الغذاء اليومي والمحروقات، وسط ارتفاع الأسعار وقلة المداخيل، "اليوم يمكنك أن تسعد أسرتك بأسطوانة غاز أو ببعض الفواكه، هذا إنجاز بهذا الزمان الصعب".

وفي حين قدر العامل السوري قاسم تكاليف العيد "بمليون ليرة بالحد الأدنى" أكد أن راتبه التقاعدي نحو 75 ألف ليرة "فكيف لي أن أفكر بكعك العيد إن كان سعر الكيلو بين 100 و120 ألف ليرة"، ملمحاً إلى عدم قدرته على سرد تفاصيل المعيشة، لأن قانون العقوبات الإلكترونية قد يطاوله بعقوبة خمسة ملايين ليرة وربما السجن "احسبوها أنتم على طريقتكم".

وتتفاوت أسعار الحلويات بدمشق، على حسب النوع والمواد الأولية وحتى مناطق المبيع، بحسب ما قاله خالد شباط من حي دمر بدمشق، إذ تبدأ من 30 ألف ليرة لكيلوغرام المعمول بالعجوة و80 ألفا للمعمول بالفستق الحلبي، وصولاً إلى 120 ألف ليرة للحلويات الشامية المصنوعة بالسمن الحيواني "عش البلبل، وآسية وسوار الست".

وأشار شباط إلى الركود الشديد في محال مبيع الحلويات هذا العام، مقدراً تراجع المبيع بأكثر من 50 في المائة، إذ إن غالبية السوريين، بحسب المتحدث، تكتفي بتأمين الغذاء اليومي والحسرة أمام طلبات الأولاد.

وحول أسباب ارتفاع الأسعار أضاف أن أسعار المواد الأولية تضاعفت، ليأتي ارتفاع أجور العمالة وأسعار الغاز والمازوت وانقطاع الكهرباء، كتكاليف إضافية يضيفها الباعة على أسعار منتجاتهم النهائية و"المشكلة أولاً وأخيراً بقلة الدخل والأجور".

وأكد نائب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات بدمشق، ماهر نفيسة ارتفاع أسعار الحلويات بنحو 25 في المائة خلال الفترة الماضية، مرجعاً السبب إلى الارتفاع "الجنوني" لأسعار المواد الأولية من جهة، وإحجام الناس عن الشراء من جهة أخرى.

كانت الأسر السورية تنشغل قبيل عيد الأضحى بصناعة كعك العيد، إلا أن الأزمات المعيشية غيّبت الحلويات عن الموائد

وأضاف نفيسة خلال تصريحات لإذاعة "ميلودي إف إم" المحلية، أن أبرز المعوقات التي تواجه قطاع صناعة الحلويات تتمثّل في تأمين المحروقات والغاز، وانخفاض ساعات وصل التيار الكهربائي، مشيرًا إلى أن 20 في المائة فقط من السوريين يشترون الحلويات.

وشهدت صناعة الحلويات السورية الشهيرة تراجعات كبيرة، بعد ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأولية الداخلة بالصناعة، إذ يصل سعر كيلو الفستق الحلبي في سوق البزورية بدمشق القديمة إلى 80 ألف ليرة، وكيلو الجوز نحو 60 ألفا، وكيلو التمر "عجوة" 30 ألفا، والسمن الحيواني 85 ألفا، كما ارتفع سعر كيلو الطحين إلى 2500 ليرة والسكر إلى نحو 4 آلاف ليرة، الأمر الذي خفض الإنتاج، بحسب تصريح سابق لعضو مجلس اتحاد حرفيي دمشق، محمد تيسير الإمام.

المساهمون