السودانيون يعوّلون على "القوقو" في عيد الأضحى

السودانيون يعوّلون على "القوقو" في عيد الأضحى

09 يوليو 2022
ارتفاع أسعار الأضاحي ومختلف مستلزمات العيد (Getty)
+ الخط -

تكاد تخلو أسواق السودان قبيل عيد الأضحى من الزبائن، حيث يسود الركود وضعف القدرة الشرائية، في ظل شكاوى التجار من تراجع الطلب إلى درجة إغلاق المتاجر.

والأزمة المعيشية ليست السبب الوحيد، إذ صدرت قرارات لرفع الضريبة وتجديد الرخصة على التجار، ما زاد من أعبائهم، كما يلجأ عدد كبير من المواطنين إلى المتاجر الإلكترونية بسبب رخص أسعار السلع المعروضة فيها، وأيضاً إلى أسواق الملابس المستعملة التي تشهد رواجاً كبيراً، الأمر الذي ضاعف من معاناة التجار في الأسواق التقليدية.

وقال إسماعيل آدم، تاجر في سوق أم درمان، إن رسوم تجديد الرخصة التجارية السنوية كانت بمبلغ 1200 جنيه فارتفعت بنسبة 600 في المائة. أضاف أن الضرائب السنوية كانت في حدود 20 إلى 30 ألف جنيه سنويا وزادت إلى مليون و500 ألف جنيه.

كذا، يشكو التجار من انخفاض مريع في عدد المتسوقين مقارنة بالأيام التي سبقت عيد الأضحى العام الماضي. وقال التاجر مهند الزين، إن الكثير من التجار اتجهوا إلى الإنترنت لعرض السلع خاصة الملابس والأحذية مع وجود خدمة توصيل إلى المنازل، حتى لا يتعرضوا لمضايقات من الجهات الحكومية التي أصبحت تفرض يوميا رسوما كبيرة.

وقال إن القوة الشرائية تكاد تكون معدومة لدى المواطنين وهذا يكبد التاجر خسائر بالغة. ومن جانبه، تخوف التاجر عبد الجليل علي من استمرار حالة الركود ودخول التجار السجون بسبب التزاماتهم المالية المتأخرة.

واستقرت أسعار الملابس في حدود معقولة كما يراها بعض التجار بين 10 و25 ألف جنيه، وما بين 20 و30 ألف جنيه لملابس الكبار، في ظل وفرة في المعروض وغياب شبه تام للمشترين.

وأوضح التاجر بابكر محمدين أن الكثير من التجار أصبحوا يبيعون بالكسر، لتلافي حالة الركود الشديد بأسواق الملابس.

وأكد مواطنون أن سبب الركود يعود إلى الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي جعلت الكثيرين يتراجعون عن دخول الأسواق لشراء ملابس أو غيرها من مستلزمات العيد الأخرى. وقالوا إن شراء الملابس في ظل هذه الأزمة أصبح غير ضروري.

ويتجه مواطنون نحو أسواق تبيع الملابس بأرخص الأثمان في أيام الأسبوع عبر المزادات الخاصة بها "الدلالة"، حيث يتم عرض البضاعة القديمة عند أطراف الأسواق الكبيرة والأزقة خلف المتاجر أو الأسواق الأسبوعية في الأحياء.

وقالت الحاجة ثريا جاد الرب: "أصبحنا نذهب إلى "سوق القوقو" أي سوق الملابس المستعملة. كثيرون يسمونه "قوقو مول" لأنه يوفر الملابس المستعملة بمختلف أنواعها، وتتوافر هناك أفضل الماركات التي لم تتوافر في محلات بيع الملابس المنتشرة في الأسواق الرئيسية أو المولات الكبرى، وبأسعار مناسبة جداً.

يفضل السودانيون شراء ملابس العيد المستعملة، نظراً لارتفاع الأسعار، فيما يشكو التجار من الركود والأعباء

وتنتشر أسواق الملابس المستعملة في أسواق متعددة من العاصمة الخرطوم والولايات السودانية الأخرى، ووجدت إقبالا غير مسبوق من المواطنين قبل عيد الأضحى، خاصة من قبل الشباب والأمهات والأطفال.

وقال أحد تجار سوق الملابس المستعملة، إن السوق أصبح قبلة للنساء والشباب لأنه يعرض ماركات عالمية شهيرة وبأسعار في المتناول لا تجدها في الأسواق الأخرى. وأضاف أن هذه الملابس تأتي من الأسواق العالمية من دول أميركا اللاتينية وهي تعد أكبر مصدر للسودان، ثم السوق الأوروبية وأخيراً أسواق الدول العربية وشرق آسيا. وأكد أن غالب هذه الملابس فائض من مخزون الأسواق العالمية من ضمنها ملابس غير مستعملة.

وأوضح التاجر إبراهيم الشيخ أن الملابس المستعملة رسومها ضئيلة جدا، وتأتي في شكل حزم كبيرة معبأة في جوالات أو طرود كبيرة.

وقال محمود إسحق وهو موظف، إنه "في السابق كنا نرفض شراء هذه الملابس، ولكن مع اشتداد الأزمات وجدنا أنها مناسبة، كما أنها ماركات عالمية وإن كان بعضها مستعملاً إلا أن أسعارها أفضل بكثير من الملابس الجديدة التي تباع في الأسواق الرئيسية.

واعتبر أن ما ساهم في انتشار هذه الأسواق، السياسات التي ظلت تتبعها الحكومات من فرض رسوم جمركية وضرائب، ما زاد الأسعار وأحدث ركوداً دفع الكثير من التجار إلى ترك المهنة والاتجاه إلى قطاعات أخرى.

وأكد أنه رغم انتعاش سوق الملابس المستعملة "القوقو"، إلا أن الركود ساهم في ارتفاع نسبة البطالة بسبب إغلاق عدد كبير من المتاجر أبوابه أمام العمالة.

المساهمون