سماسرة لبيع الأضاحي في ليبيا... والدفع "كاش"

سماسرة لبيع الأضاحي في ليبيا... والدفع "كاش"

08 يوليو 2022
سعر الأضحية يراوح بين 950 و1500 دينار، علما أن الدولار يساوي 4.87 دنانير (الأناضول)
+ الخط -

يتنقل المواطن مسعود الجلد بين أسواق المواشي في ضواحي العاصمة لعلة يتحصل على أضحية للعيد لأسرة مكونة من 10 أشخاص. الجلد يقول لـ"العربي الجديد": ليس بحوزتي مبلغ ألف دينار (207 دولارات) لأضحية العيد والبائع يشترط الدفع كاش ولا يقبل الصك المصرفي، مؤكدا أنه سحب مبلغاً من المصرف التجاري الوطني (500 دينار) وهو لا يكفي لشراء أضحية جيدة ولا توجد خيارات إلا انتظار الأسواق أو توفير سيولة للمصارف التجارية قبل العيد، ودخل المستهلك أنهكته أزمة السيولة ومعدلات التضخم المرتفعة.

وقبل أيام قليلة من عيد الأضحى، قفزت أسعار الأضاحي بنسب مختلف بين مناطق الغرب والجنوب والشرق، لكن مواطنين أكدوا أن الأضاحي دخلت بورصة الأسعار، وأصحاب الدخل المحدود لا طاقة لهم بها. ورصد "العربي الجديد" أسعار الأضاحي لدى مختلف الأسواق، حيث تبين أن متوسط سعر الأضحية يراوح بين 950 و1500 دينار، علما أن الدولار يساوي 4.87 دنانير. 

ويقول المواطن عبد الرحيم كشاكة لـ"العربي الجديد" إنه يذهب إلى السوق بشكل يومي لعله يظفر بأضحية سعرها يتماشى مع راتبة الشهري البالغ  630 دينارا، لافتا إلى أن الحكومة تترك السوق للطلب والعرض، لكن السماسرة رفعوا الأسعار ولا يوجد حلول بديلة. واعتبر حسين المطرشاني في سوق تاجوراء للمواشي أن المشكلة تكمن في أن المصارف وفرت سيولة قليلة لمستلزمات العيد وتكاد لا تكفي لشراء أضحية وبقية الضروريات. كما قال إن مختلف أسواق المواشي الموجودة عشوائية وكل سوق لديه تسعيرة من دون تدخل الحكومة لوضع آلية تسعير.

كما بيّن عادل الخويلدي في سوق الجمعة بالقرب من وسط طرابلس، أن هناك من يستغل موسم الأعياد ويرفع السعر، وقال لـ"العربي الجديد" إنه مع كثرة الأسواق توجد أضاح لكن لا يوجد مشترون بسبب غلاء كل شيء وتحول الظروف المعيشية إلى صعبة جدا.

وقال تاجر مواش في إحدى الأسواق بضواحي العاصمة يُدعى عبد العظيم حمودة لـ"العربي الجديد" إن أسعار الأعلاف ارتفعت للضعف والتكلفة كلها يتحملها المربي، وإن السعر للأضحية الجيدة السليمة بألف دينار إلى المستهلك يعتبر سعرا معقولا، وقال: سائر الأيام سعر كيلو اللحم بين 50 (10.3 دولارات) إلى 55 دينارا (11.3 دولارا) للخروف الوطني.

كما نشرت العديد من المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي مواضيع عن بيع الأضاحي مع توفير النقل مجانا، وقال الناشط في هذا المجال عبد الباسط العويني لـ"العربي الجديد" إن هناك إقبالا ضعيفا على الشراء مع توفير التوصيل المجاني والبيع بالصك المصرفي أو البطاقة المصرفية، لكن هناك ركودا في السوق أيضا.

كما يشكو العديد من المواطنين من أن الباعة يشترطون الدفع نقدا في المناطق الجنوبية تحديدا. وقال عثمان المقرحي من مدينة سبها إن الشراء بصك مصرفي يتم بزيادة سعرية تصل إلى 30% عن الدفع النقدي، مضيفا أن السيولة غير موجودة وأن السعر في مناطق الجنوب يعتبر جيدا هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

ويقول مربي الأغنام بوعجيلة الطابوني لـ"العربي الجديد" إن سبب الارتفاع يرجع إلى الجفاف والأزمة الأوكرانية تسببت في غلاء الأعلاف، إضافة إلى أن المربي يريد "الكاش" لأن أزمة السيولة مستمرة في المصارف التجارية. وقال: "لم تشهد عملية البيع إلا النذر اليسير في أسواق طرابلس، فالمواطن يسأل عن السعر وينصرف.. إقبال المواطنين على الشراء ضعيف جدا، والأسر تنتظر حتى آخر يوم لعل الأسعار تنخفض في النهاية.

وتستهلك ليبيا نحو مليون رأس من الأغنام بمناسبة عيد الأضحى، بحسب آخر إحصاءات متوافرة لوزارة الزراعة، بينما تشكل واردات المواشي نحو 60% من احتياجات السوق المحلي لأضاحي العيد. وقال المحلل الاقتصادي جمعة المنتصر لـ"العربي الجديد" إن المشكلة تكمن في أن أسعار اللحوم الوطنية ارتفعت منذ الأزمة الأوكرانية وسعر الكيلو للخروف الوطني بـ50 ديناراً مقارنة مع 40 دينارا قبل الأزمة، وإن سعر الأضحية يصل إلى ألف دينار بما لا يتناسب مع فئات كثيرة من أفراد المجتمع. كما أكد مورد المواشي مسعود خليل لـ"العربي الجديد" أن هناك كميات من الأضاحي المستوردة موجودة في السوق وسعرها يقل عن سعر المواشي المحلية بنحو 25%.

المساهمون