مسؤول فلسطيني يحذّر من تطبيق التغذية القسرية بحق الأسرى

مسؤول فلسطيني يحذّر من تطبيق التغذية القسرية بحق الأسرى

رام الله

العربي الجديد

العربي الجديد
19 ابريل 2017
+ الخط -

حذّر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، اليوم الأربعاء، من أن تقوم إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية بتطبيق قانون التغذية القسرية على الأسرى المضربين عن الطعام، والذي قد يؤدي إلى ارتقاء شهداء بينهم، على غرار ما حدث في إضراب سجن "نفحة" عام 1980.


وأكد قراقع، خلال مؤتمر صحافي عُقد في رام الله، أن هناك وزراء من حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوّحوا باستخدام هذا القانون "المجحف"، مشيرا إلى أن الاحتلال أقر نحو 13 قانونا عنصريا بحقهم هذا العام.

ورفض قراقع تصريحات وزير جيش الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، الداعية إلى إعدام الأسرى من خلال تركهم يموتون جوعا، معتبرا أنها بمثابة إعلان حرب، وتزيد التوتر في الشارع الفلسطيني، مشددا على ضرورة وضع حد لهذه التهديدات.

وأوضح أن نحو 1500 أسير فلسطيني يخوضون الآن إضرابا مفتوحا عن الطعام، وهذا العدد قابل للازدياد، في ظل عزم أسرى جدد على الانضمام له، إذا ما استمرت إدارة مصلحة السجون بتعنّتها وعدم تجاوبها مع مطالب الأسرى العادلة والإنسانية.

ولفت إلى أن الاحتلال بدأ باتخاذ إجراءات قمعية ضد الأسرى المضربين، حيث تم منع محاميهم وعائلاتهم من الزيارة، وأبلغوا الصليب الأحمر بذلك، بالإضافة إلى زج عدد منهم في زنازين العزل في سجن "الجلمة" و"إيلان" في بئر السبع، وفتح أقسام عزل جماعية إضافية في معظم السجون.

وتابع قراقع أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال صادرت مقتنيات الأسرى الشخصية، وجردتهم من ملابسهم، ولم تبقِ سوى زي السجن الخاص "الشاباص"، وفرشاة الأسنان ومعجون الحلاقة، كما تحاول الضغط النفسي عليهم لثنيهم عن مواصلة الإضراب، من خلال اقتحام غرفهم وتفتيشها وإجراء تنقلات بين صفوفهم.

وأكد أن الأسرى كانوا قد أبلغوا إدارة مصلحة سجون الاحتلال نيتهم خوض الإضراب المفتوح عن الطعام قبل شهور، وطالبوها بتحسين شروطهم والاستجابة لحقوقهم، لكنها لم تتجاوب.
وقال إن "إدارة مصلحة سجون الاحتلال تتعامل مع الأسرى بطريقة فاشية، حيث تحرمهم من العلاج الطبي، والفحوصات الدورية، والذي أدى إلى حصول مضاعفات صحية لدى العديد من الأسرى، أسفرت منذ العام 2011 عن استشهاد نحو 13 أسيرا".

وتحدث قراقع عن أن هناك العديد من الأسرى بحاجة لإجراء عمليات جراحية عاجلة، لكن الاحتلال يماطل في تحديد مواعيد لهم، تصل أحيانا إلى ثلاث سنوات، كما يقوم بنقل الأسرى من خلال "البوسطة"، وهو ما يفاقم وضعهم الصحي، ما يدفع العديد منهم إلى رفض الذهاب للعلاج.

وشجب قراقع محاولات الاحتلال تشويه صورة الأسرى، واتهامهم بـ"الإرهابيين" و"المجرمين"، معتبرا أن وجود الاحتلال هو أعلى أشكال الإرهاب، قائلا إن "أسرانا محميون بموجب القوانين الدولية التي يجب على إسرائيل الالتزام بها"، داعيا المؤسسات الدولية لتحمّل مسؤوليتها، ووقف المخاطر التي قد تحدق بالأسرى.

وحمّل المسؤول الفلسطيني، الاحتلال الإسرائيلي، مسؤولية تفجر الأوضاع، مشيرا إلى أنه تم الطلب من السلك الدبلوماسي الفلسطيني والأجنبي من داخل فلسطين وخارجها، بإجراء الاتصالات مع الدول والمؤسسات الحقوقية، لنقل صوت الأسرى ورسالتهم، وتوفير حماية لهم في ظل الهجمة التي يتعرضون لها.

ورفض قراقع مشروع القانون الذي طرح في الكنيست الإسرائيلي أخيرا، ويقضي باحتجاز 250 مليون شيقل بالعملة الإسرائيلية من عائدات الضرائب، بحجة تمويل أسر الأسرى والشهداء.
من ناحيتها، طالبت النائبة في المجلس التشريعي، خالدة جرار، الصليب الأحمر، بالسماح لعائلات الأسرى بالزيارة الثانية التي تم شطبها بصفتها مؤسسة إنسانية ودولية.

وتحدثت جرار عن أوضاع الأسيرات في سجون الاحتلال، مشيرة إلى أن بينهن أسيرات قاصرات ومصابات ويحتجن إلى علاج وعناية باستمرار، وهو ما ترفضه إدارة سجون الاحتلال.

وأوضحت النائبة أن الاحتلال يقوم بنقل الأسيرات بالبوسطة مدة تصل أكثر من 22 ساعة، يحرمن خلالها من استخدام الاحتياجات الإنسانية اليومية، داعية الدول الموقعة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية إلى محاسبة الاحتلال ومساءلته عن انتهاكاته لحقوق الإنسان.

بدوره، اعتبر مدير مؤسسة الحق (مؤسسة حقوقية فلسطينية)، شعوان جبارين، أن احتجاز السكان ونقلهم قسريا خارج حدود الدولة خرق فاضح لاتفاقية جنيف الرابعة.

ذات صلة

الصورة
عمر عساف خلال مشاركته في فعالية تضامنية قبل اعتقاله (العربي الجديد)

مجتمع

كبيرة هي المعاناة التي عايشها الأسير المحرر عمر عساف خلال ستة أشهر من الاعتقال، في ظل سياسة التجويع المعتمدة في سجون الاحتلال، وخصوصاً بعد السابع من أكتوبر.
الصورة

مجتمع

اتسعت حركة الاحتجاج بين طلاب جامعات أميركية ضد سياسة دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة التي تنتهجها إدارة جو بايدن
الصورة

مجتمع

استشهدت فلسطينية حامل وتم إنقاذ جنينها، فيما أصيب آخرون، السبت، بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً وأرضاً زراعية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.