"إن بي سي" في قلب فضيحة هارفي وينستين

"إن بي سي" في قلب فضيحة هارفي وينستين

14 أكتوبر 2017
عمل فارو في إدارة أوباما سابقاً (غيلبرت كارسكويلو/فيلم ماجيك)
+ الخط -
اهتزّت هوليوود بعد فضيحة المخرج المخضرم، هارفي وينستين، إذ تتواصل الادعاءات بالتحرش والاعتداء الجنسي ضده، من نساء (ممثلات حاليات وسابقات تحديداً) في أنحاء العالم كافة، وعلى مرّ عقود. الشرطتان الأميركية والبريطانية تحققان في المزاعم. "شركة وينستين" للإنتاج السينمائي طردت المنتج، زوجته هجرته، زملاؤه في المجال دانوه، وزاد الأمر سوءاً اتهام أربع نساء له بالاغتصاب، بينهن الممثلة روز ماكغوان.

وفي الوقت نفسه، ترسخت مكانة صحيفة "نيويورك تايمز" ومجلة "ذا نيويوركر" في العالم عامة، والولايات المتحدة خاصة. وأثبتتا مجدداً أن العمل الصحافي الاستقصائي لا يزال قيّماً، بل أكدتا أن الصحافة لا تزال تملك سلطة على الرأي العام، وإن زعم كثيرون انحصار دورها هذا على يد منصات التواصل الاجتماعي.

في الوقت نفسه، تواجه شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية انتقادات واسعة، على رفضها نشر القصة أولاً، إذ عرض المراسل غير المتعاقد في الشبكة، رونان فارو، التحقيق على الشبكة، لكنها صدته، فتوجه إلى "ذا نيويوركر".

ودافع رئيس قسم الأخبار في الشبكة، نواه أوبينهاين، عن القرار، مشيراً إلى أن القصة "افتقدت عناصر ضرورية جعلتها غير صالحة للنشر"، وأردف "لكننا لم نرد الوقوف في وجه فارو، لذا تركناه ينشرها في (ذا نيويوركر)".

لكن "هاف بوست" نشرت قصة مختلفة، وأشارت إلى أن فارو امتلك مصادر ومعلومات مهمة تستحق البث، إلا أنه توجب إرسال القصة إلى رئيس مجلس الإدارة في "إن بي سي نيوز"، أندي لاك، للحصول على الموافقة، ثم عرضها على نائب الرئيس التنفيذي لشركة "كومكاست" والرئيس التنفيذي لـ "إن بي سي يونيفرسال"، ستيف بورك، ما يعد مستوى عالياً جداً من التدقيق، وفقاً لثلاثة من العاملين في الشبكة الذين لم يشهدوا سابقاً على الحاجة إلى مراجعة بورك في أي قصة قبل النشر.

كما ردّ فارو على "إن بي سي نيوز"، وقال "دخلت من باب (ذا نيويوركر) وبحوزتي قصة توجب نشرها في وقت سابق. وعلى الفور، من الواضح أن (ذا نيويوركر) لاحظت قيمتها. وليس من الدقة القول إن القصة لم تصلح للنشر حينها، بل على العكس، يوجد العديد من التقارير التي تؤكد صلاحيتها للنشر في إن بي سي".

وسبّب رد فارو بلبلة في أوساط الصحافيين والإعلاميين داخل "إن بي سي" وخارجها، وبرزت أسئلة عدة تشكك بالوقائع، وتراجع معايير جودة التحقيقات الصحافية، وتتساءل عن السبب الذي يمنع شبكة عريقة من نشر مثل هذا السبق الصحافي حول شخصية مشهورة ومهمة ومؤثرة سياسياً، مثل هارفي وينستين.

كما أن ربط قرارها بعدم نشر فضيحة وينستين بإقدامها، الخريف الماضي، على تأخير إطلاق تسجيلات أظهرت المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية حينها، دونالد ترامب، متباهياً أمام مقدّم البرامج في الشبكة، بيلي بوش، حول التحرش الجنسي، يزيد الأمور سوءاً. 

تجدر الإشارة إلى أن الصحافي رونان فارو نشر تحقيقاً من 8 آلاف كلمة، في مجلة "ذا نيويوركر" الأميركية، مطلع الأسبوع الحالي، وعرض فيه شهادات 13 امرأة وتجربتهن مع سلوك وينستين الجنسي.

وتلقى عرضاً لتقديم برنامج مسائي على "القناة الرابعة" البريطانية. ويعمل في برنامجه الجديد مع المنتجة الأميركية، مادلين سميثبرغ، التي تعدّ أحد مؤسسي برنامج "ذا دايلي شو" (يقدمه تريفور نواه) في الولايات المتحدة الأميركية.

وأفادت "القناة الرابعة" البريطانية أن البرنامج يهدف إلى "تقديم رؤية ساخرة عن المملكة المتحدة من خلال عين أميركية"، وتتعاون في الإنتاج مع الشركة الكندية "سوشيفي" Soshefeigh.

فارو عمل في إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما. وهو ابن الممثلة ميا فارو والمخرج وودي آلن الذي اتهم، عام 2014، بالتحرش بابنته المتبناة، ديلان فارو. لكنه أنكرها كلها، واعتبر الأمر حملة "تشويه سمعة" من ميا فارو.