على حدّ الكفاف

على حدّ الكفاف

29 اغسطس 2020
محمد مليحي/ المغرب
+ الخط -

... ولقد قُدِّر لنا، لسببٍ ما، أن نعرف من الذهب الإبريز والأخ العزيز "مونتسيكو"، أنَّ الشخصَ الذي تُعطى له سلطةً، يكون لديه ميلٌ طبيعيٌّ لإساءة استخدامها.

ووفقاً لهذا المبدأ، الذي يعمّ سواد أبناء آدم، وضعنا يدنا في أيدي أناس (أفضل منّا بكثير)، وقرَّرنا ألّا نرنو إلى أيّما سلطة، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا في منام ولا في صحو، بل ولا حتى أن نتبادل بعض المصالح، كي نُخفِّف من ظروف المعيشة، مثلاً.
وهكذا، مضت بنا الحياة، على حدّ الكفاف، فقُلنا لأنفسنا: منيح. غيرنا يعيش على حدّ السيف، أليس حالُنا بأفضل؟
فالحمد لمن يستحقُّ الحمد.

ومضينا إلى بلدٍ آخر، على الجانب الشمالي من المتوسِّط، يعيش الناس فيه بتكنيك تبادُل المنافع، فاعتكفنا في معزل، وعشنا، مرّةً أُخرى على حدّ الكفاف المُسمّى هنا: السوسيال.

وقلنا: منيح، برضو. فغيرنا يعيش هناك بلا سوسيال، ولا يمكن أن يطوله حتى وهو يحلم في العتمة.
فالحمد لمن يستحقُّ الحمد على أنّنا حُزنا في الأخير بعضَ احترامٍ لأنفسنا، وعلى تلك الثقة بأنَّ حالاً أسوأ من هذه الحال، لن تأتي، وإن أتت لن تدوم.
ذلك أنّنا نعيش في بلد، تُشكّل حكومته الميمونة أمّاً لك وأباً.
أليس هذا نوعاً من حُلم زهري؟


* شاعر فلسطيني مقيمٌ مؤقَّتاً في بلجيكا

المساهمون