لليوم الثاني على التوالي، ساد، أمس، هدوء حذر، شمال غرب سورية، تطبيقاً للهدنة التي أعلنتها الأطراف المشاركة بمباحثات أستانة 13 الأخيرة، وسط تشكيك من قبل فصائل المعارضة بنوايا النظام والتزامه بالهدنة، في ظلّ ما أثبتته التجارب من نقضه لكل الاتفاقات.
تواصل قوات النظام السوري، بغطاء جوي روسي، عمليات التقدم في ريف حماة الشمالي، فيما انطلقت في العاصمة الكازاخية نور سلطان الجولة 13 من مباحثات أستانة، والتي يتوقع أن يتم التركيز فيها على موضوع التصعيد الدموي في إدلب.
تكتسب الجولة الجديدة من مفاوضات أستانة أهمية استثنائية في مسار الصراع السوري، فإما اتفاق روسي تركي يعيد الهدوء إلى جبهات القتال، أو فشل يدفع ثمنه ملايين المدنيين في محافظة إدلب ومحيطها، فيما كانت روسيا والنظام استبقا الجولة بشن حرب إبادة.
صعّد الروس عملياتهم العسكرية في سورية عشية اجتماع أستانة، الذي ينطلق اليوم الخميس، في محاولة لإضعاف الدور التركي الهادف إلى وضع حدّ لفرض النظام رؤيته "الاعتيادية" في كل منطقة يهاجمها.
على غرار الجولة السابقة من مفاوضات أستانة، أجرت فصائل المعارضة والنظام السوري عشية الجولة الجديدة من المفاوضات التي تبدأ غداً، عملية تبادل محدودة للأسرى شرق مدينة حلب شمالي سورية.
قال وفد المعارضة السورية إلى أستانة اليوم الثلاثاء، إنهم ذاهبون إلى الجولة القادمة من المحادثات في كازاخستان من أجل الدفاع عن المعتقلين ووقف القصف الروسي على المناطق المحررة.
تعمل الولايات المتحدة على اعتماد مقاربة جديدة لها في سورية تتضمن 3 عناصر أساسية: إخراج إيران من سورية، هزيمة تنظيم "داعش" بشكل كامل، وإطلاق عملية سياسية تغيّر سلوك النظام السوري بطريقة جوهرية. لكن هذه المقاربة لا تخلو من مهددات ومخاطر.
واصل النظام السوري وروسيا حملتهما العسكرية على شمال غربي سورية، بقصف بلدات عديدة في المنطقة، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا، وسط أحاديث عن استخدام أسلحة جديدة في القصف، ليسقط ذلك أي آمال بالعملية السياسية.