أحمد دومة

الرد الإيراني على استهداف إسرائيل لقنصليتها في دمشق، مهمّ ومؤسّس للقادم، لا بحسابات العسكرة، بل لأنّه يقول بإمكان الفعل لو امتلك أحدٌ الإرادة للفعل.

يخسر الكلّ وتكسب السلطة إلهاءها للكلّ بالكلّ، وتبادلهم للاتهامات، وانشغالهم بحالهم عنها، استنزافًا للطاقة في وقت هم أحوج فيه لتركيز طاقتهم على صاحب الجريمة.

الشعوب لبعضها، والنضالُ واحدٌ، وكما يتكاتفُ المستبدّون لقمعنا وقهرنا ونهب بلادنا وحقوقنا، لا حلّ أمامنا إلا التكاتف لانتزاع الحقوق وتحرير البلاد.

تبرّر الحكومة الألمانية موقفها الداعم لإسرائيل بضرورة التكفير عن ماضيها النازي تجاه اليهود. لكن كيف يمكن تبرير الجريمة بجريمة أخرى؟

كان في السابق يمثل لهم معنًى أو رمزًا، وبقدر ما رفعوه وقت الترميز، يهاجمونه الآن على وسائل التواصل بقوة تصل إلى حدّ الشيطنة. من أعطاهم هذا الحق؟

في وقتٍ اعتاد فيه العالم أخبار الاستشهاد جوعًا، أو سوء تغذية، أو تسمّمًا بغير صالحٍ للبشر، ترى قوافل الإمداد لا تنقطع عن معابر العدوّ وموانئه لتعويض العجز!

ليس على السجين أن يفكّر في أشياء كثيرة حين يلقي الليل ثقله على روحه. يكفيه ما به. ربّما عليه أن يطفئ الضوء ويفكّر في أشياء حلوة، قبل أن يأتي النوم.

الحروب الصليبيّة، الاحتلال الإنكليزي، الحرب العالميّة، الحرب الإسبانيّة، صراعات الداخل، ومعارك الثورة.

ليس تفلسفًا، بل لوثَة. لعنة تُقَرُّ فيَّ كنبوءةٍ، أنّ جيلنا كلّه لن يتمكّن من مواصلة الحياة كلِّها، لا الحياة الطبيعيّة الهادئة فحسب، بل الحياة مطلقًا.

خلال عدوان إسرائيل على غزّة عام 2021 كنت في المعتقل، واعتقدت حينها أنّ وجودنا خارج المعتقل سيشكّل فارقًا ما، أنّ معرفتنا للجريمة قد تمنعها أو تخفّف منها!