هل من تأثير لوزن ترامب وعمره في مواجهته كورونا؟

هل من تأثير لوزن ترامب وعمره في مواجهته كورونا؟

02 أكتوبر 2020
ترامب آخر زعيم عالمي يصاب بالعدوى (Getty)
+ الخط -

كشخص بدين يبلغ من العمر 74 عاماً، يواجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عدة مخاطر بعد إصابته بفيروس كورونا، ويشير خبراء إلى أنه من الصعب توقع كيف سيتأثر بمرض يترك البعض دون أعراض، فيما يودي بحياة آخرين.

وبات ترامب أرفع مسؤول يصاب بفيروس كورونا الجديد الذي انتشر في جميع أنحاء العالم وقتل أكثر من مليون شخص، من بينهم أكثر من 200 ألف أميركي. والرئيس الأميركي حالياً "بخير" بحسب طبيبه الرسمي، وسيواصل أداء "واجباته من دون انقطاع" من المكتب البيضاوي خلال الحجر الصحي.

وقال الخبراء إنه في حين يواجه ترامب العديد من عوامل الخطر المرتبطة بأشكال حادة من الإصابة بكورونا، لأنّه كبير في السن ويعاني من زيادة في الوزن، فمن الصعب تحديد كيفية تأثير المرض عليه.

وقال أستاذ طب التمثيل الغذائي في "جامعة غلاسكو"، نافيد ستار، إنّ "خطر الإصابة بأمراض خطيرة والموت يعتمد على العديد من العوامل بعضها غير قابل للقياس، لذلك هناك دائماً عدم يقين وليس من السهل استخلاص استنتاجات من شخص أو اثنين فقط".

وتابع أنّ المخاطر قد تتم "موازنتها" من خلال عوامل أخرى، بما في ذلك ما إذا كان ترامب لا يعاني من أمراض مزمنة ونشط بشكل معقول، مشيراً إلى حب الرئيس الأميركي لممارسة الغولف.

وفي أحدث فحص طبي له، نُشر في يونيو/ حزيران، كان وزن ترامب 110.67 كيلوغرامات، وبالنسبة لطوله، البالغ 1.91 متر، فهذا يعني أنه تجاوز العتبة الرسمية للسمنة للعام الثاني توالياً.

ووفقًا لـ"المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها"، من المرجح أن يحتاج الشخص في هذه الفئة إلى رعاية في المستشفى ثلاث مرات أكثر من الشخص ذي الوزن المنخفض.

وأفاد المركز بأنّ ثماني من كل 10 حالات وفاة مرتبطة بكورونا في الولايات المتحدة هي لأشخاص تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ويذكر المركز على موقعه الإلكتروني "بشكل عام، يزيد خطر إصابتك بكورونا بشدة مع تقدمك في السن".

وقال كبير الباحثين في الصحة العالمية في "جامعة ساوثهامبتون"، مايكل هيد، إنّ ترامب سيصنف طبياً على أنه "ضعيف"، وأضاف أنّ "العديد من الأشخاص في السبعينيات من العمر، سيعانون أيضاً من حالات مرضية مشتركة تزيد من مخاطر الإصابة بمرض أكثر خطورة".

في الوقت الراهن، يبدو أنّ الرئيس الأميركي يعاني من أعراض قليلة إن وجدت، وأوضح طبيبه الرسمي، شون كونلي، أنّ الزوجين الرئاسيين "كلاهما بخير في الوقت الراهن"، وقالت السيدة الأولى ميلانيا ترامب في تغريدة "نشعر بأننا بحالة جيدة، وقد أجلت كل الارتباطات القادمة".

ويمكن أن تبدأ عدوى فيروس كورونا بوتيرة بطيئة، وغالباً ما تستغرق عدة أيام قبل ظهور الأعراض.

وقال الأستاذ في "جامعة ليستر" جوليان تانغ: "تشير معظم الدراسات إلى أنّ المصابين بعدوى كوفيد-19 المصحوبة بأعراض، يمكن أن يظلوا خارج المستشفى خلال الأيام الخمسة إلى السبعة الأولى من المرض، ولكن بعد ذلك قد يصبح الأمر أكثر خطورة ويتطلب دخول المستشفى أو يبدأون في التعافي بأنفسهم".

وترامب آخر زعيم عالمي يصاب بالعدوى، إذ دخل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، المستشفى جراء إصابته بالفيروس في إبريل/ نيسان، وأمضى ثلاث ليال في العناية المركزة قبل أن يتعافى ويعود إلى العمل.

وقال تانغ إنه "ليس من المستغرب" إصابة الزعيمين بالفيروس، بالنظر إلى العدد الكبير من التواصل الذي كانا يجريانه كجزء من واجباتهما اليومية.

 وتردد ترامب في الموافقة على تدابير الحماية الشخصية، وظهر لأول مرة على الملأ واضعاً كمامة في يوليو/ تموز، لكن مذاك نادراً ما شوهد وهو يضع واحدة.

وقال أستاذ علم الأوبئة وعلم البيانات في جامعة إدنبرة، رولاند كاو، "لم تكن إصابة دونالد ترامب بالعدوى أمراً حتمياً، ولكنه يتفق مع كونه مرشحاً عالي الخطورة للإصابة".

وأشار إلى أن هذا يرجع إلى "مواقفه الواضحة تجاه تدابير الحماية الشخصية" مثل الحفاظ على مسافة جسدية ووضع كمامة الوجه، فضلاً عن العدد الكبير من جهات التواصل.

وقال كاو إن هذا أثار أيضاً مخاوف بشأن آخرين، ربما يكون هو وفريق عمله تواصلوا معهم خلال الأيام الأخيرة، وأضاف أنّ "أفعاله الآن لها أهمية كبيرة فيما يتعلق بالحد من خطر ظهور بؤر جديدة".

وأثار ترامب ضجة، في وقت سابق من هذا العام، بقوله إنه يأخذ "هيدروكسي كلوروكين" كإجراء وقائي، على عكس نصيحة العديد من السلطات الطبية، وثبت من خلال عدة تجارب أن الدواء، الذي أوقف الرئيس الجمهوري استخدامه لاحقاً، ليس له فائدة كعلاج لكورونا.

(فرانس برس)

المساهمون