"ستارز أون بورد"… استغلال لمأساة اللاجئين السوريين

"ستارز أون بورد"… استغلال لمأساة اللاجئين السوريين

03 ابريل 2017
عابد فهد وزينة اليازجي (Getty)
+ الخط -
ابتعد برنامج "ستارز أون بورد" عن أسلوبه الصاخب والمواضيع المبهجة التي يختارها عادةً، إذ قرَّر صناع البرنامج أن يصوروا المسافرين، والنجوم على متن باخرتهم بشكل درامي وأكثر إنسانية في الحلقة الماضية، فاستغلوا قصص رحلات الموت التي يقوم بها اللاجئون السوريون عن طريق البحر، في محاولة لشحذ العواطف بطريقة وصفها البعض بأنها مبتذلة وانتهازيّة. 

فعلى سطح السفينة الفاخرة، "سفينة النجوم"، ووسط مظاهر من الترف والمتعة والاستجمام، وقف كل من الفنان السوري عابد فهد، وزوجته الإعلامية زينة يازجي، مختلقين حواراً إنسانيّاً مفتعلاً، في محاولة للادعاء بأنه حوار يومي وطبيعي بين فهد وزوجته، رغم وضوح تدخّل الإخراج المستمر في تحريك الحدث والكاميرات.

الحوار يضم صيغاً شعرية مبالغاً فيها، إذ جاء فيه مثلاً: "مبارح بليل، وأنا عم اتطلع عالبحر طول الوقت عم فكر بهدول الناس يلي غرقوا، وهنن عم يحاولوا يلجؤوا لمدينة تانية بس كانت مغامرة صعبة كتير، هربوا من موت لموت". وتمنى فهد وزوجته لو أن السفينة تتمكن من إقامة جولتها على الشواطئ الساحلية المتوسطية للبلدان العربية كاللاذقية وصور وغزة وقرطاج. وقرّرا في نهاية النقاش أن يخلقا الحدث، فاتجها نحو غرفة القيادة، إذ استخدمت يازجي التجهيزات الصوتية للسفينة لتطلق هتافاتها الإنسانية، وخاطبت جميع ركاب السفينة وقالت: "مرحبا لكل الموجودين على سفينة "ستارز أون بورد"، كتير مننا جايين من البلاد العربية من لبنان من سورية، من العراق، من تونس ومن فلسطين، هيدا البحر جميل جداً، ولكن حمل للأسف أحلام كتيرين فقدوا أرواحهم فيه، بطلب منكم بهي اللحظة أنو نوقف لحظة صمت لنتذكر أحلامهم وأرواحهم، لعل الغد بيكون أفضل ودايماً في أمل". ثم بدؤوا بالعد العكسي لهذه الوقفة الإنسانية والحضارية مع أرواح اللاجئين السوريين، وتخلل العد العكسي لقطات للركاب السوريين والعرب المترفين الذين يشاركون برحلة "ستارز اند بورد".

هذه ليست المرة الأولى التي تحاول اليازجي فيها لفت الضوء إليها من خلال بعض المواضيع الحساسة. فمع بداية الثورة السورية في عام 2011، قدمت يازجي استقالتها من قناة "العربية" دون مبرر، لتترك مساحة للجدل، ولتسيّس استقالتها وتبقى في دائرة الضوء. ومع نهاية عام 2016، أصدرت زينة إشاعة مشاركتها التمثيل إلى جانب زوجها في مسلسل "أوركيديا"، وبعد انتشار الإشاعة بشكل واسع، عادت زينة لتنفي الخبر، وتدعي بأنها كانت تمازح جمهورها لا أكثر، وأنه ليس لديها رغبة في خوض تجربة التمثيل، قبل أن تلجأ لحكايات نداء البحر لتعود للأضواء من جديد، وبرفقة عابد فهد هذه المرة.

ويبدو أن استغلال قصص اللاجئين السوريين، والتطرق لحكاياتهم المحزنة والمأساوية، بشكل مبتذل، أصبح طقساً لا بد من التعريج عليه في برامج تلفزيون الواقع في الوطن العربي، فمشهد البحر ودقائق الصمت في "ستارز أون بوردز" لا يختلف بهزليته عن التباكي المرافق لاستقبال كل طفل سوري في برنامج "ذا فويس كيدز"، ولا يختلف عن حكايات اللاجئين التي يتم استعراضها ببرامج المواهب، ولكنه أكثر فجاجة، بسبب استحضاره لفضاء البحر ومظاهر الثراء الفاحشة.



المساهمون