تراجع صادرات الماشية يُخفض أسعار الأضاحي في الصومال

تراجع صادرات الماشية يُخفض أسعار الأضاحي في الصومال

18 يوليو 2021
تتراوح أسعار الأضاحي بالأسواق بين 90 و100 دولار (فرانس برس)
+ الخط -

تواصل أسعار الأضاحي في أسواق المواشي بالعاصمة الصومالية مقديشو هبوطها التدريجي، نتيجة توقف شبه تام لتصديرها إلى دول الخليج للعام الثاني على التوالي، جراء تفشي فيروس كورونا.
تراجع الصادرات كبد خسائر مالية ضخمة لتجار الماشية الذين كانوا يأملون في تحقيق أرباح جيدة خلال موسم الحج، ما أثر سلبا على حياة شرائح كبيرة من المجتمع.
وتعد الثروة الحيوانية دعامة أساسية للاقتصاد الصومالي، حيث تشكل ثلاثة أرباع إجمالي صادرات البلاد.
عام 2019 صدر الصومال إلى الأسواق الخليجية ومصر واليمن نحو مليوني رأس، ليتراجع هذا العدد إلى نحو 200 ألف عام 2020، ومن المتوقع ألا تتجاوز صادرات العام الجاري هذا الرقم، وفق خبراء اقتصاديين.

وتتراوح أسعار الأضاحي بالأسواق بين 90 و100 دولار، بينما كانت العام الماضي بين 150-170 دولارا.
 ضربة قاضية للاقتصاد
التاجر عبد الرحمن عمر، يقول إن تراجع صادرات الماشية أربك حسابات الكثير من التجار، وهدد أرزاق العديد من العائلات المعتمدة على صادرات الماشية إلى الخارج.
وأضاف أن تراجع الصادرات إلى ما دون نصف مليون في بلد تساهم الثروة الحيوانية بنحو 70 في المئة من اقتصاده، وسط غياب حكومي لتعويض هذه الخسائر، من شأنه توجيه ضربة قاضية لنصف المجتمع الصومالي.
وأكد أن "الموانئ الرئيسية في البلاد كميناء مقديشو، وبربرة، وبوصاصو، وكسمايو، كانت تستقبل عشرات السفن الكبيرة قبل شهر رمضان وذي الحجة لنقل الماشية".
واستدرك: "لكن العام الجاري اختلف الوضع تماما، حيث لم يصل لتلك الموانئ سوى عدد محدود من السفن"، محذرا من تدهور اقتصادي في البلاد ما لم تتوفر أسواق عالمية أخرى.
قدرة شرائية ضعيفة
يعاني سوق "دينيلى" غربي مقديشو، من إقبال ضعيف على الشراء وسط المعروض الكبير من الأضاحي من قبل التجار، الذين يحاولون تعويض خسائرهم المالية الباهظة العام الماضي باللجوء إلى الأسواق المحلية.
ويقول التاجر مهدي موسى، إنه لم يشهد طوال الـ30 عاما الماضية هذا الركود المخيم على الأسواق رغم وفرة الماشية، معربا عن تخوفه من استمرار الركود خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن "أسعار الخراف منخفضة جدا مقارنة بالأعوام الماضية أي قبل كورونا، تمكنت من بيع 4 رؤوس ماشية فقط طيلة اليوم بينما كنا نبيع سابقا أكثر من 10".

ويرجع مهدي سبب وفرة الأضاحي في الأسواق هذا العام، إلى خشية الرعاة من أن يؤثر تذبذب هطول الأمطار سلبا على ماشيتهم، ولهذا يعرضونها للبيع تفاديا لنفوقها في مواسم الجفاف.
من جهتها، أفادت فاطمة علي، وهي تنهمك في التفاوض مع تاجر، بأن "توفر الماشية لا يعني انخفاض الأسعار، فالأسعار الحالية لا تناسب أصلا جيوب المشترين، نتيجة الظروف الاقتصادية للبلاد، التي تحدد القدرة الشرائية للمواطنين".
وأضافت: "اشتريت خروفين للأضحية لكن بفارق ضئيل عن العام الماضي".
(الأناضول)

المساهمون