المغرب: ارتفاع أسعار الأضاحي رغم وفرة المعروض

المغرب: وفرة المعروض لم تخفض أسعار الأضاحي

17 يوليو 2021
عودة المغتربين العام الحالي رفعت الطلب على الأضاحي (فرانس برس)
+ الخط -

رغم تجاوز العرض للطلب على الأضاحي، إلا أن أسراً تشتكي من ارتفاع الأسعار، وهو ما يبرره مربّون بمستوى أسعار الأعلاف المركبة التي تتدخل في التسمين.
وتؤكد وزارة الفلاحة والصيد البحري أن العرض من الأغنام والماعز هذا العام يقدّر بنحو 8 ملايين رأس، إذ تصل الأغنام إلى 6.5 ملايين رأس، والماعز إلى 1.5 مليون رأس.
ويتجاوز ذلك العرض، في تقدير الوزارة، الطلب، الذي ينتظر أن يصل إلى 5.5 ملايين رأس، منها 5 ملايين رأس من الأغنام و500 ألف رأس من الماعز.
وتولى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية تسجيل وترقيم الأضاحي المعروضة للبيع.
ويتوقع عبد الله البشعيري مربي الأغنام أن تساعد عودة المغتربين في العام الحالي في دعم الطلب على الأضاحي، بعد كان قد أدى تفشي فيروس كورونا والقيود المفروضة إلى عدم عودة المغتربين العام الماضي.
ولاحظت أسر ارتفاع الأسعار في العام الحالي، حيث تتراوح بين 200 و500 دولار للرأس، بحسب الأصناف، ما يدفع بعض الأسر إلى الانتظار إلى الثلاثة أيام الأخير قبل العيد في انتظار انخفاض تلك الأسعار.
وعمدت صناديق التقاعد إلى صرف معاشات المتقاعدين قبل موعدها من أجل تمكينهم من إيرادات تخول لهم شراء الأضاحي، وكذلك فعلت العديد من الشركات التي مكنت العاملين لديها من تسبيقات مالية.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

 

ويشير البشعيري إلى أن أسعار الأضاحي لم ترتفع كثيراً في العام الحالي، رغم تحمل المربّين مصاريف كثيرة من أجل التسمين في ظل غلاء الأعلاف المركبة في السوق.
ويرى مربي الأضاحي عبد الفتاح بنعمار أن سعر الصردي الذي يكثر عليه الطلب بمنطقة الشاوية ارتفع بحوالي 15 في المائة في العام الحالي، مؤكدا أن ذلك يعزى إلى سعر الأعلاف.
ويعتبر المغرب مستوردا خالصا لبعض مدخلات الأعلاف، مثل الذرة والصويا والشعير، غير أن المتساقطات المطرية التي شهدتها المملكة في الموسم الأخيرة ساهمت في توفير التبن، مقارنة بالموسم الماضي.
وكانت دراسة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط قد خلصت إلى أن أضاحي العيد تمثل 41 في المائة من مجمل استهلاك الأسر المغربية من اللحوم الحمراء، وهي نسبة ترتفع إلى 65 في المائة لخمس الأسر الأكثر فقراً، بينما تنخفض إلى 31.1 في المائة بين خمس الأسر الأكثر غنى.
وتخصص للعيد في المتوسط  29 في المائة من الموازنة الشهرية للأسر، غير أن تلك النسبة يمكن أن تصل إلى 57 في المائة من موازنة 10 في المائة من الأسر الأكثر فقرا و15 في المائة لـ10 في المائة من الأسر الأكثر غنى.
وينتظر أن تصل إيرادات مربي الأغنام والماعز بمناسبة عيد الأضحى إلى 1.25 مليار دولار، إذ يرتقب أن تساعد تلك الإيرادات، بحسب الوزارة، في دعم النشاط الزراعي في الأرياف.
ويشير بنعمار إلى أن الإيرادات لا تكاد تغطي بالنسبة للمربين الصغار المصاريف التي بذلت من أجل تسمين الأضاحي، مشيرا إلي أن الوسطاء اعتادوا على أن يستفيدوا من فرصة العيد على حساب المربين.
ويوضح أن التقديرات تستحضر فقط الثمن المحتمل الذي يبيع به المربي الأضاحي، غير أن يرى أنه يجب النظر إلى الجهد الذي يبذله المربون من أجل إعدادها للعيد، علما أن الظرفية الصحية والجفاف ساهما في تكبد بعض المربين خسائر في العام الماضي.

المساهمون