إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات النقدية في الأدب والمسرح، والقراءات في التاريخ والفكر والقضايا الراهنة.
■ ■ ■
"حسرة الظل" كتاب جديد للشاعر والروائي والناقد الفلسطيني محمد الأسعد صدر عن "خطوط وظلال". يقدّم الأسعد "ثلاث قراءاتٍ تتقاطعُ أضواؤها، أو تسقط منفردةً، على تجاربَ شعرية تحمل صفتين: الشعرية النادرة والبساطة الجميلة". تقرأ الأولى تجربة الشاعر العراقي محمود البريكان، وتقرأ الثانية تجربة الشاعر الياباني ماتسو باشو، وتقرأ الثالثة تجارب ثلاثة شعراء من فلسطين وسورية ولبنان هم توفيق صايغ ومحمد الماغوط وأنسي الحاج. القراءات بحسب المقدمة هي "عرض لمفاهيم هي بمثابة أدوات تساعد على تلقي الشعر بصفته شعراً قبل أن يكون خطاباً من أي نوع آخر".
"غزّة: بحثٌ في استشهادها" عنوان كتابٍ للأكاديمي الأميركي نورمان فنكلستين (1953) نُشر عام 2018، وصدرت نسختُه العربية قبل أيام عن "مركز دراسات الوحدة العربية" بترجمة أيمن حدّاد. في ثلاثة عشر فصلاً، يسرد الكتابُ وقائع متداخلة لكفاح الشعب الفلسطيني، مُركّزاً على غزّة وما عاشته من مذابح متتالية وحصار خانق، وكيف ظلّ الإسرائيليون ينبذون عروض السلام، ويمارسون الضغوط، بمساعدة الأميركيين، في مختلف المحافل الدولية لإسكات الشهود والإفلات من المساءلة والعقاب، كما يستعرض حجج المدافعين عن "إسرائيل" ويقوم بتفنيدها.
ضمن منشورات "اتحاد الكتاب التونسيين"، صدر مؤخراً كتاب "مائة عام من الشعر العربي في تونس" للأكاديمي عبد القادر عليمي. يبدأ العمل بطرح إشكالية التحقيب لدراسة الشعر حيث يضيء للقارئ إشكاليات التأريخ للأدب، قبل أن يقدّم للقارئ نظرة عامة حول ما يسمّيه بـ"المنجز التحقيبي"، وضمنه لا يدرس الكتابات التي تصدّت لتأريخ الشعر بشكل مباشر، بل أيضاً كتب المختارات الشعرية باعتبارها شكلاً آخر من أشكال التاريخ الأدبي، ومن ثمّ يقدّم الباحث التونسي قراءة نقدية فيه ليفتح عمله على محاولة تقديم تصوّر لبديل تحقيبي.
"العدد والعقل" عنوان كتاب صدر مؤخراً للباحث الفرنسي باتريس غينيفيه عن منشورات "سار". يدرس العمل مرحلة ما بعد الثورة الفرنسية (1789) من زاوية تقارير التصويت باعتبارها مؤشراً حول موازين القوى بين نزعات اجتماعية وتوجّهات عقائدية متنوّعة. يرى المؤلف أن لحظة التصويت هي لحظة تكثّف كل المناورات والمفاوضات والاتفاقيات والخيانات، إذ تختصر في عدد قليل من الأعداد غلبة إرادة على أخرى ومن ثمّ تتحوّل إلى سلطة جديدة يخضع لها الجميع. كما يدرس غينيفيه في هذا الكتاب من كان لهم الحق في التصويت باعتباره تعبيراً عن مكانة.
صدر حديثاً عن داري "الروافد الثقافية" و"ابن النديم" كتاب "النّوازع والمصالح: حجج سياسية للرأسمالية قبل انتصارها" للاقتصادي الألماني آلبرت هيرشمان بترجمة سعيد أبو زينة. يعيد هيرشمان بناء المناخ الفكري للقرنين السابع عشر والثامن عشر لإلقاء الضوء على التحول الأيديولوجي المعقد الذي حدث، حيث لم يعد السعي وراء المصالح المادية يعتبر ضمن خطيئة الجشع. يقدم هيرشمان تفسيرا جديدا لصعود الرأسمالية يؤكد على الاستمرارية بين القديم والجديد على عكس افتراض حدوث انقطاع حاد كما يفترض التفكير الماركسي والفيبيري.
صدر حديثاً عن منشورات جامعة أوكسفورد كتاب "القانون والإمبراطورية والسلطان: السلطة الإمبراطورية العثمانية والفقه الحنفي المتأخر" للباحث الأكاديمي سامي أيوب، وفيه يدرس السلطة الإمبريالية العثمانية في الأعمال القانونية من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر، ويلقي ضوءًا جديدًا على فقهاء من المذهب الحنفي الذين لم يدرسوا بعد وفقاً لتقديم الكتاب. يوضح الكتاب أن الفقهاء الحنفيين منحوا أوامر وفتاوى السلطان العثماني قيمة إثباتية وسلطة، الأمر الذي انعكس في قدرة السلطان على الفصل في الخلافات الفقهية.
"لعبات صنوع التياترية وحوارياته.. دراسة تداولية" عنوان كتاب جديد للباحثة المصرية نجوى عانوس صدر مؤخراً عن "دار المعارف". ينقسم العمل إلى تمهيد وثلاثة فصول، حيث تعرّف الباحثة مصطلحات اللعبات التياترية والحواريات ودلالتها غربياً وعربياً وهي تقارن بين هذه الأشكال الحوارية أو المسرحيات القصيرة بين أصولها الأجنبية واقتباسات صنوع التياترية لتستنتج أنه لم يقدّم ضمنها مقترحات تطوير متنوّعة من حيث الشكل والمضمون. تثبت الباحثة المصرية أن صنوع استفاد كثيراً من ممارسة الصحافة الهزلية لتطوير هذه الأشكال.
صدر حديثاً عن دار "سوي" الفرنسية كتاب "جائحات. إنتاج صناعي" للصحافية لوسيل ليكلير. على عكس ما يوحي به العنوان فإن المؤلفة لا تتحدّث عن الجائحة التي تضرب العالم هذا العام، حيث تقدم تحقيقاً عن المخاطر الصحية التي تشكلها المواد الغذائية المصنّعة أو المعدّة صناعياً مثل اللحوم. تكشف الكاتبة عن أن الحلول موجودة، ومنها مقترحات سياسات زراعية، وتعديل العادات الغذائية لكن الإرادة التنفيذية تبدو غائبة لدى الحكومات. ترى ليكلير أن المزارع الصناعية للدواجن واللحوم أصبحت مصدرًا رئيسيًا للأوبئة لأنها بيئة مثالية لانتشار الفيروسات.
عن "الأهلية للنشر والتوزيع"، صدرت حديثاً طبعة جديدة من كتاب "تاريخ الناصرة من أقدم أزمانها إلى أيامنا الحاضرة" للقس أسعد منصور (1862 - 1941). يَضمُّ العمل، الذي صدر لأوّل مرّة عن "مطبعة الهلال" في القاهرة عام 1924، خمسة أبواب يتطرّق فيها المؤرّخ الفلسطيني بشكل تفصيلي إلى تاريخ الناصرة منذ أوّل ذكرها في السنة الخامسة قبل الميلاد وحتى عام 1923، متناولاً موقعها وأحياءها وأسواقها وأنساب سكّانها وطبائعهم ومذاهبهم وأديانهم. من إصداراته الأُخرى: "مرشد الطلّاب إلى جغرافية الكتاب" (1905)، و"رحلة إلى بلاد الإنكليز" (1930).
صدر حديثاً عن منشورات جامعة ستانفورد كتاب "الرواية والأخلاق الجديدة" للناقدة الأدبية دوروثي جيه هيل التي تتناول التركيز المعاصر على الأهمية الاجتماعية للأدب. وبحسب الكاتبة فإن هذه "الأخلاق الجديدة" للحظة المعاصرة لها أصلها في الفكرة الجديدة للشكل الروائي التي افتتحها هنري جيمس والتي تم تعزيزها من خلال تجارب السرد الحداثية وتم تطويرها على مدار القرن العشرين. في الكتاب فصول تتناول إلى جانب جيمس وتطور الجماليات التجديدية، الجمالية الأخلاقية عند زادي سميث والأخلاق الجديدة في كتابات جي. إم كويتزي وإليزابيث كوستيلو.
