رحلة مع كمال الشيخ في مشواره السينمائي الطويل (5/6)

رحلة مع كمال الشيخ في مشواره السينمائي الطويل (5/6)

26 نوفمبر 2019
+ الخط -
نواصل في هذه الحلقة الحوار الذي أجريته مع المخرج الكبير كمال الشيخ عن مشواره السينمائي الطويل وعلاقته بالسياسة، والذي يُنشر في هذه المدونة لأول مرة، ونصل في هذه المحطة إلى بداية السبعينيات والتي افتتحها بإخراج فيلم (شيء في صدري) المأخوذ عن رواية لإحسان عبد القدوس.

.....

ـ في فيلم (شيء في صدري) اخترت تقديم رواية تم اعتبارها من أجرأ ما كتبه إحسان عبد القدوس في تصوير العلاقات الجنسية، ورسخت اتهامه بالإثارة وكتابة الإغراء، ومع ذلك حين أخرجت الرواية حرصت على أن تقديمك للمشاهد اللي فيها إشارة لهذه العلاقات، يكون محافظ أو خلينا نقول متحفظ؟
المهم عندي هو ترجمة الحدث والشخصيات، طالما المعنى وصل هو ده المهم، يعني مثلا علاقة رشدي أباظة بهدى سلطان وإنه اغتصبها، المهم إني أوصل اللي حصل مش مهم بالنسبة لي عرض الملابسات بشكل كامل.

ـ الخطوط الحمراء في الحالة دي كانت نابعة منك مش من الرقابة؟
طبعا، لإني مقدر وحاسس بأهمية القيم الأسرية في مصر، وبعدين إلى حد ما، لازم أحط في الاعتبار تأثير الجماعات الدينية اللي بتعتبر إن السينما حرام، حتى لو كان فيلم ديني، باعتقد مش لازم نساعد على هذا التصور، ولسه بدري قوي علينا عشان ننظر إلى الجنس زي ما أوروبا بتنظر إليه.

ـ لكن الجماعات الدينية والمحافظين بشكل عام مش بيعملوا اعتبار للتحفظ بتاع حضرتك على المشاهد الجنسية في الأفلام، ولا بتهتم بطريقتك المتحفظة في إخراجها، وبيعتبروا إن فيلمك (بئر الحرمان) واللي أقل منه بكتير أفلام جنسية، في الوقت نفسه نقطة إن صانع سينما يقرر الالتزام بجمهور معين ومراعاته، ده موجود حتى في أوروبا وأمريكا، على أية حال، عندنا بعد كده محطة مهمة في مشوارك، عدت فيها لتقديم فيلم مش هاقول سياسي عشان حضرتك هتعترض ولكن فيلم بيشتبك مع الواقع السياسي بشكل جرئ، اللي هو فيلم (الهارب)، ممكن تكلمني عن هذه التجربة؟
أنا عملت فيلم (الهارب) في الأساس، كفيلم بيستهدف لفت الانتباه إلى مراكز القوى في عز سطوتها بعد رحيل عبد الناصر وقبل ما السادات يطيح بيها في مايو 1971، وكنت رحت بالفيلم لوزارة الداخلية عشان كنا عايزين مساعدات من اللي بيدوها للأفلام، عربيات شرطة وملابس شرطة وما إلى ذلك، فلما قرأوا السيناريو عملوا تقرير لفتوا فيه النظر إلى إن الفيلم بيهاجم مراكز القوى، وتعطل الفيلم لفترة، وبعدين قبل حرب 1973 تظلّمنا من تعطيل الفيلم، وتم رفع الموضوع لوزير الثقافة يوسف السباعي ووصل إلى رئيس مجلس الوزراء، وقال لنا يوسف السباعي إن احنا في فترة مش عايزين أي هجوم على الداخل، حتى لو كان على مراكز القوى، مع إن الحكومة ضدها والسادات ضدها، لكن ده مش وقت إن احنا نبروز قضية زي دي، وتم إيقاف التصوير، وقمت أنا ورأفت الميهي كاتب السيناريو بتغيير بعض التفاصيل التي بتشير بشكل مباشر إلى مراكز القوى عشان نقدر نصور الفيلم، لكن المعالجة الأولى للسيناريو ما كانتش بالشكل الذي ظهر به.

ـ لكن الغريب إن فيلم (غروب وشروق) تم السماح بيه دون مشاكل، برغم إنه كان بيتكلم بشكل واضح عن سطوة البوليس السياسي، في رأيك هل مر الفيلم بسلام لإنه كان بيشير بوضوح إلى إنه بيحصل قبل الثورة، وكاتب القصة جمال حماد كان من الضباط الأحرار؟
يمكن، لكن كان الإسقاط واضح في الفيلم، على مسألة التعذيب واللي الكل عارف إنها بتحصل في ظل أي بوليس سياسي، والكثير من الجمهور قال لي إنه وصله المعنى ده وده اللي كنت باتمناه.

ـ يعني كنت سعيد إنك قدرت انت والأستاذ رأفت الميهي تضحكوا على الرقابة؟
(يبتسم) كنت سعيد إني قدرت أوصل هدفي، لإن الرقابة مستحيل هتقول لأ انت ورأفت الميهي تقصدوا فترة ما بعد الثورة، استحالة يمنعوا الفيلم عشان يلفتوا النظر لوجود تعذيب وسطوة للبوليس السياسي.

ـ والحقيقة إنه اتعمل بامتياز، وهو واحد من أجمل وأهم أفلام السينما المصرية؟ هو اتعرض بعد وفاة عبد الناصر ولا قبلها؟
هو اتعمل سنة 69 واتعرض قبل وفاته بشهور.

ـ طيب فيلم (الهارب) بدأ تصويره قبل حرب أكتوبر ولا بعدها؟
بدأ قبل الحرب و توقف عشان نغير في السيناريو بتعليمات رقابية، وبعدها حصلت الحرب واحنا بنصور فتوقفنا عن التصوير، وتم استكماله بعدها، لكن تم عرضه سنة 1974، طبعا بعد تغيير معالجته.

ـ هل استقبلت أخبار حرب أكتوبر بنوع من التشكك بعد تجربتك مع خمسة يونيو؟
أنا فاكر كنا بنصور مشهد من (الهارب) في شارع قصر النيل في مكتب شركة طيران، وبعدين سمعنا في الراديو إن الطيارات المصرية أغارت على مواقع العدو، ووقّفت الشغل من مفاجأة الحدث، كانوا قالوا في الأول إن إسرائيل بدأت بالعدوان وإن ده كان رد عليها، وطبعا وقّفنا الشغل واحنا عندنا مزيج من الحماس والحذر، وفضلنا نتابع الأخبار لغاية ما تأكدت معالم النصر.

ـ وبعد ما بدأت تظهر النتائج السياسية للحرب ويحصل خلاف حولها، كان موقفك إيه؟
كنا عارفين إن أمريكا ساعدت إسرائيل وبعثت لها دبابات في جسر جوي، وإن تأثير أمريكا كان في مصلحة إسرائيل، ولذلك كنت مقتنع بأهمية ما حصل والمهم إنها اتعملت خطوة وممكن نبني عليها.

ـ برغم رضاك عن الخط السياسي لنظام السادات، إلا إنك مع رأفت الميهي وفي وقت مبكر من حكم السادات، بالتحديد سنة 1975 قدمتم فيلم (على من نطلق الرصاص) اللي كان فيه جرأة كبيرة في الكلام عن الفساد الموجود في أجهزة الدولة، وهو فيلم ينفع نعتبر إنه بيتكلم عن الثمانينات وعن عصرنا الحالي، كانت إيه ظروف عمل الفيلم ده؟
كنت مشغول بفكرة تأثير الفساد على حياة المواطن، وفي حالة الفيلم كان الفساد الموجود في أجهزة الدولة والقطاع العام، واللي بيؤدي إلى موت المواطن، وكنت متشبع بما أسمعه من قصص وبما أقرؤه في الصحف واللي كان بدأ يبقى فيها انفتاح شوية في نشر قضايا الفساد، وده كان مؤثر على صياغتنا للفيلم.

ـ ما حصلش اعتراض من الرقابة على نهاية الفيلم، خصوصا إن في نقاد زي سمير فريد اعتبروا إن الفيلم بيدعو إلى الحل الفردي في تطبيق العدالة؟
أنا ما كنتش باقول إن ده هو الحل، كون إن البطل راح وأطلق الرصاص، ده مش معناه إن ده الحل، ومن هنا جاي السؤال بتاع على من نطلق الرصاص؟ وهل ده الحل؟ كان الفيلم مشغول بسؤال: هل الوضع في مصر اتغير ولا إيه الحكاية؟ هل فترة السادات هتكون مختلفة عن الفترة السابقة؟ ده الهاجس الرئيسي، وما كنتش أصلا باهدف لإيجاد حلول ولكن عرض قضية للتفكير فيها، وده اللي كنت بافكر فيه أنا ورأفت الميهي والعمل بينمو من فكرة لسيناريو لغاية ما اكتمل.

ـ وفي رأيك الوضع اتغير فعلا في فترة السادات؟
يكفي إن ما بقاش فيه حزب واحد، يعني بدأت بمنابر وبعد كده في أحزاب، ودي كانت خطوة للانفتاح السياسي، طبعا أنا كان عندي تحفظات على الانفتاح الاقتصادي، لكن رأيي إن جزء كبير من السلبيات كانت بتحصل من داخل الإدارة الرسمية وأجهزتها، يعني ساعات ممكن رئيس الجمهورية بياخد قرار معين إيجابي، لكن قدرة الموظفين والنظام على إفساد البلد مدهشة، وكانت بتشغل تفكيري في الوقت ده.

ـ انت كنت من المؤيدين لمبادرة السلام ولمعاهدة كامب ديفيد؟
آه.

ـ ومع ذلك عملت فيلم (الصعود إلى الهاوية) سنة 1978 عن قصة لصالح مرسي واللي البعض استغربوا إنتاجه في فترة تقارب مع إسرائيل؟
القصة كانت بتتكلم عن فترة ما قبل السلام طبعا، والأحداث حصلت في أوائل السبعينات، والقصة نفسها متاخدة من ملفات المخابرات، واتنشرت صورة البنت الجاسوسة اللي تم إعدامها في الصفحة الثالثة في الأهرام.

ـ انت اللي اخترت القصة عشان تعملها، ولا المخابرات هي اللي اختارتك؟
لأ مش أنا اللي اخترت.

ـ هم اللي اختاروك؟
القصة دي كان كتبها صالح مرسي في خمس ست صفحات في مجموعة قصصية في كتاب، وتم ترشيحي لعملها، لكن مضت مدة كبيرة جدا بين القصة والفيلم، والفيلم أعيدت كتابته ست مرات عشان أقتنع إني أعمله، فما كانتش الحكاية متعلقة فقط بالاختيار، كان لازم أقتنع باللي هاعمله.

ـ في الفترة اللي استغرقتها إعادة كتابة الفيلم انشغلت بمشروع تاني؟
قدمت فيلم (وثالثهم الشيطان) وكان فيه محاولة لتقديم فيلم اجتماعي مع التركيز على فكرة تأثير الظروف النفسية على العلاقات العاطفية، واتعرض في مهرجان دولي في الاتحاد السوفيتي، وحقق نجاح نقدي وفاكر الإشادة اللي أخذها من ناقد ألماني كبير وكنت سعيد بيها، لكن ما حققش نجاح في مصر لإنه ما قدمش الإبهار اللازم للجمهور، ومع إني كنت أقدر من خلال الفكرة إني أقدم مشاهد إغراء جريئة والفكرة تتحمل ده لكن ما عملتش ده، وده يؤكد على الموقف اللي سبق وقلت لك عليه فيما يخص (بئر الحرمان).

ـ حققت نجاح كبير في (الصعود إلى الهاوية) نقديا و جماهيريا، ويمكن بسبب هذا النجاح قعدت فترة طويلة ما تقدمش أفلام، وبعد أربع سنين تقريبا في 1982 خضت تجربة غير موفقة في فيلم (الطاووس)، كان إيه سر اختيارك للفيلم ده تحديدا؟
(الطاووس) كان عن رواية أجنبية قدمها لي السيناريست عبد الحي أديب، وفعلا كنت قعدت فترة طويلة أدور على موضوعات مختلفة، وما حبيتش كل اللي كان بيعرض علي من موضوعات، وعندي إحساس إني قدمته قبل كده، لغاية ما قريت الرواية دي وعجبني البناء المعماري للرواية، كنت في الفترة دي مشغول بفكرة العلاقة بين العمارة والموسيقى، العمارة والشعر، فعجبتني فكرة البناء أو معمار الرواية وطريقة حكيها، وبدأت أشتغل عليها مع عبد الحي أديب.

ـ وفي رأيك إيه سر عدم نجاح الفيلم؟
لا هو كان نجاحه معقول، وراح مهرجان في صقلية ولما اتشاف هناك في مهرجان قرطاج طلبوا الفيلم عشان يتعرض هناك.

ـ لكن بالتأكيد ما كانش على نفس نجاح أفلامك اللي قبله؟
(بعد صمت) أعتقد إنه كان في ميس كاستينج ـ سوء اختيار في تسكين الأدوار ـ وبالتحديد في دور الزوجة، هي كانت جميلة، فيمكن كمان كان لازم عشان الجمهور يقتنع إن الزوج يحب أختها ويرفضها هي لازم يبقى فيها عيب ما، يمكن ما كنتش موفق في اختيارها.

ـ يبدو أن تجربة (الطاووس) وعدم نجاحها بالشكل الكافي، أثر على اختياراتك التالية، ولذلك ظللت حوالي خمسة سنوات في حالة بحث حتى قررت الدخول في مجال الخيال العلمي وهو مجال جديد عليك وغير مطروق في السينما المصرية، فيلم (قاهر الزمن) الذي عرض سنة 1987، كلمني عن هذه التجربة؟
هو فعلا كان في حالة بحث ورفض للكثير من الموضوعات المشابهة لما قدمته، لكن أيضا جزء من الفترة دي كان في التحضير لفيلم (قاهر الزمن) وكتابة السيناريو المعتمد على قصة كاتب الخيال العلمي نهاد شريف، وكان برضه في تحسب للاصطدام مع الرقابة بسبب موضوع الفيلم، طبعا البعض بمجرد الإعلان عن فكرة الفيلم وقبل حتى مشاهدته اعتبر إننا بنقلد نوعية من السينما موجودة في أمريكا واليابان، مع إننا مختارين موضوع له علاقة وطيدة جدا بثقافتنا، وهي فكرة العلاقة بالزمن والتغلب على الزمن، بدليل إن في مشهد في الفيلم بيتكلم عن التحنيط عند قدماء المصريين، وهو موضوع لصيق جدا بفكرة الفيلم، صحيح هناك التحنيط له علاقة بالاعتقاد بمجيئ الروح في لحظة معينة للالتحام بالجسد، وفي الفيلم كان في التبريد بدلا من التحنيط للتغلب على مأساة وفاة الزوجة، واعتقاد البطل إنه قد يتمكن في المستقبل من علاجها بعد إعادة الروح إليها.

وبسبب الحرص على الابتعاد عن فكرة التغريب والتقليد، ربطنا الفكرة بقصة أهل الكهف الموجودة في تراثنا، وإزاي الإنسان يحس بفرق الزمن لو اختفى وغاب 300 سنة ورجع، وكان حصلت قصة مشابهة في أوائل الثمانينات في روسيا ونشرت في الصحف، إنه حصل انهيار طمر شخص تحت الثلج في الجبل، وتم إنقاذه وراح المستشفى فلقوه فارق الحياة، لكن عملوا إنعاش لقلبه وردت إليه الحياة مرة أخرى، لكن ما قعدش أكتر من يوم وتوفى، كل ده كان في بالنا واحنا بنحضر للفيلم، وحصلت قراءات كثيرة جدا في المنطقة دي، وفكرة الموت والعائدون من الغيبوبة، يعني حتى في حاجات ما كانش لها علاقة مباشرة بالقصة، لكن كنت باطلع عليها للتشبع بالموضوع.

وعلى فكرة بمناسبة كلامك عن البحث اللي خضته من بعد (الطاووس)، في ناس كتيرة ما تعرفش إني قريت قصة (قاهر الزمن) بعد ما نشرها نهاد شريف سنة 69 أو 70، مش متأكد بالضبط متى نشرت، لكني متأكد إني تعاقدت عليها من سنة 1970، وفضلت عندي لغاية سنة 1984 وبرغم إنها استهوتني جدا، لكني خفت من رد فعل الجمهور، ولم أجرؤ على عرضها على منتج، لغاية ما تحمست لعرضها على منتج ولحسن الحظ وافق.

ـ وفي رأيك التجربة نجحت؟
(بعد صمت) لأ

ـ تقصد جماهيريا ولا فنياً؟
أقول لحضرتك، الحقيقة أنا كنت عايز أحقق خيال معين، لم يظهر بالشكل الذي تمنيته، مع إني استعنت بخبرة أجنبية عشان بناء الديكور اللي فيه أجهزة التبريد، وكنت آمل إنها تبقى مشابهة للمقابر الفرعونية لتحقيق الربط مع فكرة التحنيط، ولكن بشكل حديث يعني تبقى شبه التوابيت الفرعونية لكن تكون زجاجية ويبقى الديكور شبه الكهف القديم أو المقبرة الفرعونية، يمكن ده لو كان اتحقق كان هيخلي الفيلم أنجح وأفضل فنياً.

ـ طيب يا افندم سنين طويلة مضت منذ (قاهر الزمن) ولم تقدم أي تجربة، إيه اللي حصل؟
لعلمك أنا وزملائي من جيلي، بيتعرض علينا في السنة من خمس إلى ست مشروعات، وأنا شخصيا وأعتقد هم كمان ما بنقبلهاش، لإن كلها أفلام تافهة، ما تستحقش عناء النزول من البيت.

ـ قرأت تصريح منذ فترة لشقيقك المونتير الكبير سعيد الشيخ، بيقول إنكم انتم الاثنين قررتم التوقف عن العمل لإن السينما اللي بتحلموا بها ما عادتش موجودة؟
أنا لم أتوقف، أنا أقرأ كل ما يعرض علي لكن مش لاقي فيه حاجة، وللأسف حتى طبيعة الشغل نفسها اختلفت، يعني أنا مثلا عشان أعمل فيلم (الصعود إلى الهاوية) قعدت فترة طويلة أقرا كل ما كتب عن هذه الفترة وعن تفاصيل الحرب بين مصر وإسرائيل، وقعدت أفكر في الموضوع فترة طويلة وباتعامل كإني باقدم فيلم تسجيلي مش درامي، عشان الجمهور يحس بمصداقية في كل التفاصيل، هل ده ممكن يبقى مقبول دلوقتي لو قلت لمنتج إني هاعمله، لا أعتقد طبعا.

ـ المنتج هيتعامل معاك على إنك بتخرب بيته؟
ده في حد فيهم مرة قال لي تعبير استفزني جداً، قال لي إنت بتعمل فن للفن، قلت له يعني إيه؟ أنا لو مؤمن بفكرة الفن للفن هاقدم صور ولوحات مش أفلام، أنا ما باعملش فن للفن، ومؤمن إن أي فيلم لازم يجيب تكاليفه على الأقل، وهدفي إن المنتج يكسب، وعارف إن السينما صناعة، لكن جزء من اللي يخلي الفيلم يجيب تكاليفه ويكسب المنتج هو التحضير الجيد والطويل عكس ما الغالبية فاهمين.

.....

نختم الحوار غداً بإذن الله.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.