منذ قرنين... هكذا يقاوم "سوق أم درمان" الاندثار

منذ قرنين... هكذا يقاوم "سوق أم درمان" الاندثار ويتمرّد على الحداثة

الخرطوم

العربي الجديد

العربي الجديد
27 يوليو 2020
+ الخط -

على امتداد نحو قرنين من الزمان، قاوم سوق أم درمان غربي الخرطوم الحداثة، وظل محافظاً على التراث السوداني، حتى بات معلماً بارزاً لاحتوائه على الصناعات الحرفية والتقليدية واليدوية.

يفوح من أزقته عبق الماضي، لكن السوق متجدد بذوق وفن الحرفيين داخله، حيث تنتشر فيه  محلات اليمنيين، وسوق اليهود الذي ما زال يحمل اسمه، رغم مغادرة أصحابه البلاد في سبعينيات القرن الماضي، بجانب محلات التجار الهنود، وتجار من صعيد مصر ومتخصصين  في المنسوجات.

كاميرا "العربي الجديد" جالت شوارع السوق، الذي يجلس فيه الحرفيون وآخرون في صناعة المنحوتات الخشبية والأواني الفضية، بالإضافة إلى انتشار بائعات الشاي والقهوة.

ويقول التاجر فوزي عوض مجوس، المتخصص في صناعة الخرز والمشغولات اليدوية، إن سوق أم درمان في الماضي كان مقسماً إلى 3 أقسام: الأول سوق الشوام، المتخصص في القماش، والثاني النجادية في السجاد، والثالث الجلابة في الخرز والسكسك، لكن مع مرور الزمن دخلت فيه أصناف جديدة.

ويشكو فوزي أزمة في سوق الخرز والسكسك، من قلة الطلبيات خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أنه توارث هذه المهنة عن والده، حتى بات المتخصص الوحيد في سوق أم درمان في الخرز.

أما التاجر، عبد الله رمضان عبد الله، فيشير إلى أن أجداده كانوا يصبغون الجلود في المدابغ، لتُوزَّع على الصنايعية في السوق، لتصنيع "المراكيب البلدية" ( أحذية محلية الصنع) ، وتباع للزبائن من خارج المدينة.

ويضيف  أن أنواع الجلود التي كان يعتمد عليها أجداده من الماعز والخراف، والبقر، مؤكداً أن سوق الجلود يتأثر بالظروف الاقتصادية والسياسية التي تمرّ بها البلد، لكنه أكد أنه مستمر في الصناعة حتى الممات.

ويؤكد شيخ الصاغة، محمد ميرغني أحمد، أن سوق أم درمان على مرّ قرنين من الزمان لا يزال يحافظ على مواريثه ومشايخه ونظاره، موضحاً أن جميع المحلات تتطور يوماً تلو آخر لمواكبة الحداثة، والحفاظ على صناعات مهنة الأجداد.

ذات صلة

الصورة
تحقيق تهريب السوريين

تحقيقات

للمرة الثانية يضطر السوريون إلى ترك كل ما يملكون وراء ظهورهم للنجاة بحياتهم، فراراً من حرب السودان، إذ يسلكون دروباً صحراوية شديدة الخطورة للانتقال إلى مصر
الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة

سياسة

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 300 ألف شخص فروا من القتال على جبهة جديدة في حرب السودان مع دخول مقاتلين من قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش مدينة ود مدني.
الصورة
جانب من مظاهرة للتضامن مع غزة ضد عدوان الاحتلال (محمد حمود/Getty)

اقتصاد

رغم شح المنتجات البديلة في الأسواق المحلية، وسّع اليمنيون حملات مقاطعة سلع الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة.

المساهمون