زوجات الأسرى.. شريكات في النضال والصمود

زوجات الأسرى.. شريكات في النضال والصمود

17 ابريل 2016
زوجة الأسير نضال البرعي وأبناؤها(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"امرأة حامل، وأم لطفلين، أكبرهما في الثانية من عمره"، هكذا كان حال المواطنة الفلسطينية، منال البرعي (45 عاماً)، من شمال قطاع غزة، عندما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي زوجها نضال البرعي في 17 يناير/كانون الثاني 1996، وهو في طريقه لإكمال مسيرته التعليمية.

الولادة الثالثة للمواطنة البرعي كانت صعبة للغاية بغياب الزوج، وحرمان المولود وأشقائه من والدهم، الذي درس اللغة العربية في جامعة الأزهر في مدينة غزة، واتجه إلى دراسة علم النفس في روسيا، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال على معبر رفح.

تقول البرعي، التي درست تكنولوجيا المعلومات في جامعة الأزهر، إنها حملت عبء تربية أطفالها محمد، ومعين، وعمار، إلى جانب عائلة زوجها، وإن الظروف اضطرتها للعمل مدربة رياضية حتى تتمكن من إعالة أطفالها.

وتضيف البرعي، لـ"العربي الجديد"، أن النقود التي تركها زوجها نفدت قبل أن تتمكن من الحصول على راتب زوجها من وزارة الأسرى والمحررين، بعد خمس سنوات من اعتقاله، مبينة أن تلك الظروف لم تعقها عن الاهتمام بتربية أبنائها "أحسن تربية".

وتوضح أنه بعد 20 عاماً من أسر زوجها، الذي حُكم عليه بالسجن 30 عاماً تمكنت من تعليم أبنائها، فدَرَس ابنها الأكبر محمد (23 عاماً) نظماً جغرافية، وشقيقه معين (22 عاماً) هندسة الديكور، بينما حصل الابن الأصغر عمار على الثانوية العامة، ويتطلع إلى إكمال دراسته.

وعن أصعب المواقف التي حدثت معها في حياتها، تقول البرعي إنها بكت بحرقة، هي وجميع أفراد العائلة، عندما سمعت الرسالة الصوتية التي أرسلها زوجها الأسير، وتم تشغيلها في حفل عرس ابنه الأوسط معين، بعدما منعه الاعتقال من المشاركة الجسدية في مراسم الزفاف.


وتوضح أنها واجهت صعوبات كثيرة منذ اعتقال زوجها، كانت بمثابة تحديات حقيقية، لكنها تجاوزتها عبر إصرارها على إتمام رسالتها، وإكمال مشوار زوجها، مبينة أن أقاربها وأحباب زوجها ساعدوها على تجاوز العقبات التي وقفت في طريقها.

وتشير البرعي إلى ضرورة التفاف الجميع حول قضايا الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، واهتمام الإعلام بعائلات الأسرى، وعكس آلامهم ومعاناتهم المتواصلة، داعية زوجات الأسرى إلى مواجهة كل الظروف والمعيقات، وإكمال الرسالة على أكمل وجه.

الظروف لم تختلف كثيراً عند مئات الحالات المشابهة. وتقول أم مصعب الحمادين، زوجة الأسير حامد الحمادين، من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، الذي اعتقل في الرابع من نوفمبر/تشرين الأول 2006، وحكم عليه بالسجن 12 عاماً، إنه ترك لها ستة من الأولاد والبنات، أكبرهم في الخامسة عشرة، وأصغرهن في الرابعة.

وتوضح لـ"العربي الجديد"، أنها قامت بدور الأب والأم في تربية أبنائها، مما استحوذ على كل طاقتها خلال السنوات العشر الماضية، مبينة أنها تغلبت على كل المعوقات والصعوبات التي واجهتها بمساعدة أهلها، وأهل زوجها الأسير.

وتشير أم مصعب إلى أنّ ابنها الكبير، مصعب، تخصص بالتربية الإسلامية في جامعة القدس المفتوحة، بينما درست ابنتها نادية تخصص دعاة ومحفظين، ولم يتسن لابنها محمد إكمال دراسة هندسة الأدوات الطبية، بسبب حادث سبب له عجزاً في السمع، لافتة إلى أن ذلك زاد من المسؤولية الملقاة على عاتقها.

وتقول الحمادين إنها قامت بتربية أبنائها وسط الخوف والقلق والضغوطات، بعد أن فقدت الزوج والمعيل، داعية زوجات الأسرى إلى حفظ كل ما تركه أزواجهن، والصبر على كل الأذى والصعوبات، إكراماً لصمود الأسرى وتضحياتهم وعذاباتهم داخل السجون الإسرائيلية.

المساهمون