الفتى الفلسطيني شادي..أسيرٌ يُحاكَم بزعم حمله سكيناً

الفتى الفلسطيني شادي..أسيرٌ يُحاكَم بزعم حمله سكيناً

17 ابريل 2016
أسرة شادي تنتظر تحريره (العربي الجديد)
+ الخط -
تحاول عائلة الفتى الأسير شادي أنور فرَّاح (12 عاما)، من سكان حي سميراميس، جنوب رام الله، وسط الضفة الغربية، إعلاء صوتها وإظهار معاناة ابنها المعتقل منذ خمسة أشهر في مركز تأهيلي للأحداث مع مساجين جنائين.

وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت الفتى فرَّاح لدى خروجه من مدرسته في قرية كفر عقب، الواقعة شمال القدس المحتلة، بزعم حمله سكيناً، وأخضعته لتحقيق قاس دام أربعة أيام في مركز تحقيق المسكوبية في القدس الغربية.

ويقول والده، لـ"العربي الجديد"، إن سلطات الاحتلال استخدمت وسائل تعذيب ضد شادي، منها تعريته من ملابسه، وسكب الماء البارد على جسده وتهديده، موضحاً أن شادي يعاني من ضغوط نفسية نتيجة لما جرى معه.

وعلى هامش فعالية إحياء يوم الأسير الفلسطيني، بمدينة رام الله، اليوم الأحد، تقف والدة شادي، فريهان دراغمة، برفقة زوجها وثلاثة من أبنائها، عمر أصغرهم ثلاثة أعوام والأكبر 14 عاما، وهم يحملون صوراً لشادي.

بعد 12 ساعة من غياب الفتى عن منزله، عقب انتهائه من تقديم امتحانه في الصف السابع الأساسي، والخروج من المدرسة يوم 29 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وبعد إبلاغ العائلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية ووسائل الإعلام، تبيّن لاحقا أنه معتقل لدى قوات الاحتلال في مركز تحقيق المسكوبية. وأبلغتهم سلطات الاحتلال أن شادي اعتقل في مدينة القدس وبحوزته سكيناً، وأخضع للتحقيق دون وجود مرافق من عائلته أو حتى محاميه، وهو ما يخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية في التعامل مع الأطفال، تقول دراغمة لـ"العربي الجديد".

اعتقل شادي، وهو لا يحمل أية وثيقة شخصية لعدم بلوغه السن القانوني، وتدحض والدته ادعاء قوات الاحتلال، وتقول "شادي طفل، أنا أساعده في ارتداء ملابسه، فكيف له أن يطعن أحداً، هم من وضعوا السكين بجانبه وادّعوا ذلك، هم يحاسبونه على النية فقط، وإن كان كذلك فليحاكموا الشعب كله".

إخوة "شادي فرَّاح" الذي تحاكمه إسرائيل على النية (العربي الجديد)


عقدت للطفل شادي 10 جلسات محاكمة، والتي يتم تأجيلها دون معرفة الأسباب، فيما ستعقد له جلستا محاكمة يوم غدٍ الاثنين، من قبل ضابط الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية، ومحاكمة أمنية أخرى، بتهمة "محاولته تنفيذ عملية طعن"، ولا تعرف عائلته ما سيحل بمصير فتاها المجهول، وتوجهت للعديد من المؤسسات الحقوقية دون جدوى، لكنها تدعو الجميع للضغط على إسرائيل للإفراج عنه.

تقول فريهان "أنا أدرك أن الأطفال الفلسطينيين يتأثرون بالواقع الذي نعيشه والذي فُرض علينا رغماً عنا، لكنني مستغربة جداً من قاضٍ إسرائيلي برتبة عالية يقف أمام طفل لمحاكمته!".

ويقف في ميدان الشهيد ياسر عرفات، وسط مدينة رام الله، أشقاء شادي الثلاثة ميس (8 أعوام)، ومروان (6 أعوام)، وريان (3 أعوام)، بجانب والديهم وهم يحملون صور شادي، ويعبّرون عن شوقهم له ويتابعون ما يجري من فعاليات، أصبح شقيقهم جزءاً من مكوناتها برغم صغر سنه.

عائلات الأسرى الأطفال في ميدان ياسر عرفات (العربي الجديد) 


يتذكر الأطفال الثلاثة لعبهم مع شقيقهم شادي وحبه لهم. وتقول ميس لـ"العربي الجديد"، بكلمات كبيرة رغم صغر سنها، "أنا مشتاقة لشادي كثيرا. إسرائيل دولة احتلال ومش عادلة. شادي أخوي طفل صغير كيف بده يطعن!".

تصر سلطات الاحتلال على محاكمة شادي، وتواصل اعتقاله الفعلي منذ خمسة أشهر، فيما تعيش عائلته القلق على مصيره المجهول من دولة عنصرية تعتقد أن اعتقالها للأطفال يحقق لها الأمن، لكن ذلك يزيد من حقدهم عليها، يقول أنور فراح، والد شادي.