سجن "جفعون": رحلة عذاب الأشبال الفلسطينيين

سجن "جفعون": رحلة عذاب الأشبال الفلسطينيين

21 نوفمبر 2015
المفرج عنه محمد أبو الهوى (فيسبوك)
+ الخط -
كشف أحد الفتية المقدسيين الذين أفرج عنهم من سجن "جفعون" الإسرائيلي، وهو سجن جديد افتتحته سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخيرًا في مدينة الرملة داخل فلسطين المحتلة عام 1948، ونقلت إليه عشرات الأسرى الأطفال من القدس والضفة الغربية، رحلة العذاب التي عاشها فيه على أيدي السجانين الإسرائيليين.


وفي إفادة أدلى بها لمركز معلومات وادي حلوة المتخصص بشؤون القدس، أوضح الفتى محمد أبو الهوى (14 عاما)، أنه تعرض للصعقات الكهربائية عندما نقل إلى هذا السجن، حيث تقمع إدارة سجون الاحتلال الأسرى الأطفال، والذين يطلق عليهم الفلسطينيون "الأشبال"، داخل السجن لأي سبب، وتعرضهم للضرب أو الصعقات الكهربائية أو العزل في غرف انفرادية.

اقرأ أيضاً: مؤسسات حقوقية تقاطع محاكم الاحتلال ردّاً على واقعة "مناصرة"

ونقل المركز المقدسي عن المحامي محمد محمود أن قاضي المحكمة المركزية في القدس قرر الإفراج عن موكله الفتى محمد أبو الهوى، بكفالة مالية وبشرط الحبس المنزلي المفتوح، فقد اتهم بإلقاء الحجارة على القوات الإسرائيلية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.

وعرض المحامي محمود على قاضي المحكمة المركزية شريطاً يظهر فيه أن الفتى كان يسير في حي (واد قدوم ببلدة سلوان) برفقة شقيقه باتجاه محل البقالة في الحي، ولم يكن هناك أي مواجهات في المنطقة، وكان يتواجد مجموعة من الفتية بالمكان.

واستند المدعي العام الإسرائيلي بأقواله إلى "شهادة شرطي إسرائيلي يقول إنه رصد تحرك الفتى عبر المنظار، حيث قام بإلقاء الحجارة"، إلا أن الشريط فند أقوال الشرطة.

اقرأ أيضاً: "هيومن رايتس": إسرائيل تعتقل الأطفال الفلسطينيين وتنتهك حقوقهم

بدوره، أوضح أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أن إدارة السجون نقلت إلى سجن "جفعون" الأسرى الأشبال من سجون (المسكوبية ومجدو والشارون، وعوفر)، معظمهم من القدس، موضحاً أن سجن "جفعون" يحوي تسع غرف، مساحة كل غرفة 24 متراً مربعاً، ويعيش ستة أسرى في كل غرفة.

وأشار أبو عصب إلى أن الأسرى الأشبال في السجن يشكون من سوء المعاملة والتضييق الخانق والمستمر عليهم من قبل إدارة سجون الاحتلال.

ويشتكي الأشبال من نوعية الأغطية المتوفرة لهم، بأنها فرش "بطانيات" بالية قديمة تملؤها الرطوبة ولا تحمي أجسامهم الصغيرة من برد الشتاء القارس، في وقت منع الأهالي من إدخال ما يلزم لأبنائهم من الملابس والبطانيات بشكل كاف، كما أن النوافذ مفتوحة بمقدار خمسة سنتيمترات، ما يزيد الشعور بالبرد، فيما لا يتمكنون من إغلاقها ومنع دخول الهواء أو الغبار.

ويفتقر سجن "جفعون" لأبسط مقومات الحياة، وهو قسم قديم ذو غرف صغيرة جداً وبحاجة لإعادة تأهيل، أما عن الطعام المقدم للأسرى الأشبال فهو "رديء الكمية والنوعية"، إذ إن بعض الأطعمة المقدمة للأطفال غير ناضجة.




كما أن إدارة سجون الاحتلال صادرت من الأسرى "سخان المياه"، ولا يوجد كذلك في السجن "البلاطة" المخصصة لطهي الطعام، إضافة إلى ذلك لا توجد مياه ساخنة، وقبل عدة أيام سمح لهم بالشراء من الكانتين (وهو مكان يتمكن فيه الأسير من شراء احتياجاته الأساسية).

أما المرحاض فهو داخل الغرف وهو عبارة عن "حفرة داخل الأرض"، ولا يوجد في الغرفة أدوات للتنظيف تمكن الأشبال من التنظيف بعد استخدام الحمامات، كما يقوم الأسرى الأشبال بغسل ملابسهم بأيديهم.

المساهمون