حرمان أسرى غزة من الزيارة يفاقم المعاناة

حرمان أسرى غزة من الزيارة يفاقم المعاناة

17 ابريل 2016
معاناة الأسرى في سجون الاحتلال (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يعتصر الألم قلب أم أحمد شمالي، والدة الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، المحكوم عليه بالسجن 18 عاماً، بعد أن أخبرها العاملون في منظمة الصليب الأحمر بغزة، رفض الاحتلال، السماح لها بزيارته قبل أسابيع، دون إبداء أسباب.

ويعاني ذوو الأسرى في قطاع غزة بشكل كبير، خلال زيارتهم لأبنائهم في سجون الاحتلال، نظراً للساعات الطويلة التي تقضيها هذه العائلات عبر الحواجز الإسرائيلية، وإجراءات التفتيش المبالغ بها، والتحكم في توقيت ومدة الزيارة.

وتقول شمالي لـ "العربي الجديد"، إن الصليب الأحمر فاجأها قبيل موعد الزيارة الأخيرة في مارس/آذار الماضي، بقرار سلطات الاحتلال بمنعها من زيارة نجلها في سجن نفحة الصحراوي، والسماح لزوجته ونجله الأكبر بذلك.

وتشير إلى تفاصيل المعاناة التي تقضيها الأسر المسموح لها بزيارة أبنائها داخل سجون الاحتلال، والخروج مع ساعات الفجر للتجمع أمام مقر الصليب الأحمر، ثم الانتقال إلى معبر بيت حانون/إيرز شمال القطاع، للوصول إلى السجون الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

وتلفت إلى أن تباعد الفترات الزمنية بين كل زيارة وأخرى من أهم المشكلات التي تواجه عائلات الأسرى الغزيين، والتي تصل في بعض الأحيان إلى زيارة واحدة كل ثلاثة أشهر لا تزيد في مجملها عن ساعة واحدة فقط.

أما حال زوجته رسمية شمالي، فيبدو أفضل من والدته، بعد أن تمكنت من زيارته مؤخراً برفقة نجلها، على الرغم من المعاناة التي عاشتها بفعل الفترة الطويلة، وصعوبة الإجراءات الإسرائيلية المتبعة منذ وصول عائلات الأسرى إلى حين مغادرتهم. وتؤكد لـ "العربي الجديد"، أنّ ذوي الأسرى الغزيين يواجهون صعوبة بالغة في زيارة أبنائهم وأزواجهم نتيجة القيود الإسرائيليين المفروضة، واختيارهم للأشخاص المسموح لهم بالزيارة في كل مرة.

إجراءات التدقيق  (عبد الحكيم أبو رياش)


وتبدي استياءها من الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المتبعة عند الزيارة، كالعزل الزجاجي الموجود بين الأسير وعائلته، واستخدام نظام الاتصال الهاتفي، إضافة إلى منع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ثمانية أعوام من لقاء أبائهم داخل السجن.

وتوضح شمالي، أن الاحتلال يمنع في كثير من الزيارات إيصال الملابس والأغطية وغيرها من المستلزمات التي تحضرها العوائل لأبنائها الأسرى، ويقوم إما بإعادتها أو مصادرتها، فضلاً عن سياسة افتعال الأزمات خلال الزيارات.


وتبين زوجة الأسير شمالي، أن المعاناة الكبرى التي تعترض عائلات الأسرى هي التحرك منذ ساعات الفجر الأولى والعودة مع ساعات المساء المتأخرة إلى القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية المتبعة.

وكانت السلطات الإسرائيلية أعادت استئناف برنامج زيارات عوائل أسرى قطاع غزة بعد توقف استمر خمس سنوات، عقب خوض الأسرى إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في أبريل/ نيسان 2012، انتهى بعد 28 يوماً، بتوقيع اتفاق بين قادة الحركة الأسيرة ومصلحة السجون يتضمن سلسلة من الحقوق يحصل عليها الأسرى مقابل وقف إضرابهم.

ويقول رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، إن أهم الإشكاليات التي تواجهها عائلات الأسرى بغزة هي عدم انتظام البرنامج، والخضوع للاشتراطات الإسرائيلية المخالفة لكافة القوانين والمواثيق الدولية.

ينتقلون لزيارة أسراهم (عبد الحكيم أبو رياش)


ويؤكد فروانة لـ "العربي الجديد"، أنّ الاحتلال هو من يختار المسموح لهم بزيارة الأسرى، ويرفض استبدالهم، رغم عدم مقدرة بعضهم على إتمام الزيارة بسبب ظروفهم الصحية أو تقدمهم في السن، لافتاً إلى أنّ الزيارات بواقعها الحالي تخالف الاتفاق المبرم بين الحركة الأسيرة والاحتلال عام 2012، والذي كفل إعادة برنامج الزيارات كما كان عليه في السابق، ووقف كافة الإجراءات والممارسات العنصرية بحق الأسرى.

ويوضح فروانة، أن إجمالي ما يحصل عليه الأسرى الغزيون المسموح لعوائلهم بزيارتهم لا يتجاوز أربع زيارات سنوياً، مع وجود عائلات كثيرة لا تحظى بأية زيارات لأسراها بفعل تحكم الاحتلال باختيار الأسماء المسموح لها بالزيارة.

ويطالب، بضرورة تحمل الصليب الأحمر مسؤولياته تجاه قضية الأسرى، وبرنامج الزيارات الخاصة بأسرى القطاع، والعمل على زيادة حصة زيارات الأسرى الغزيين، ووقف كافة الإجراءات والممارسات التي يقوم بها الاحتلال.

المساهمون