الدراما العربية في رمضان... لا جديد

الدراما العربية في رمضان... لا جديد

18 يونيو 2015
نادين نسيب نجيم في "تشيللو"
+ الخط -
لا تعيش الدراما العربية أفضل أيامها.على العكس تماما ثمة تباعد واضح بين المنتجين أنفسهم وبين الممثلين بالطبع، وبين السباق على قضم "كعكة " رمضان.
هكا نشهد هروباً من قبل المنتجين إلى تقديم وجبة درامية من دون هوية إلى المشاهد العادي الهارب من واقعه العربي، في اتجاه جرعة من الترفيه في موسم دراما الأكثر ربحاً خلال الشهر الكريم.
يقع الجميع في الفخ دون استثناء، فالإسلام الدرامي استهلك نفسه على مدى أربع سنوات، إن في الدراما المصرية أو السورية، وحدث مزيد من ردود الفعل بين مؤيد ومعارض للفكرة. الرأي الأول بدا شامتا بعد رحيل هذا التيار عن الحكم، والبعض الآخر يقول إن ما رأيناه على الشاشة الصغيرة هو واقع يومي نعيشه بتفاصيله ولا مانع في عرضه، فالدراما وليدة الواقع.
القاهرة كانت كما كل عام "ولاّدة " في أعمالها الخاصة برمضان: أكثر من 32 مسلسلاً سينتظرها المشاهد بصورة يومية. ومنافسة القنوات المصرية تعتبر الأقوى على عرض المسلسلات، فتقاسمت "الحياة" و"النهار" نجومية هيفا وهبي في عملين الأول هو "مولد وصاحبه غايب" والثاني "مريم". المنافسة هنا بالنسبة للمحطتين مشروعة جداً وذلك بسبب وجود هيفا، مما يوحي بزيادة متابعة المحطة خصوصاً وأن عروض هيفا في القاهرة ترتكز على الحصرية، التي تشدد عليها محطات التلفزة المصرية. أمام هذا الواقع لوحظ حضور عدد كبير من الشباب في الخريطة الدارمية لعام 2015: آسر ياسين وكريم قاسم وأحمد السقا وغيرهم من نجوم العقد الأخير، النجوم الذين استطاعوا القبض على المشهد الدرامي. كذلك ينتظر كثيرون قصة الأم التي يخطف ابنها منها في "الكابوس" لغادة عبد الرازق وكريم قاسم وإخراج إسلام خيري، وبين القمامة وتربية طفلها تدور أحداث المسلسل المشوقة بحسب المتابعين.
السوريون قللوا ولو جزئياً من استثمار أزمات ما بعد الثورة السورية، التي طافت بها مواضيع الدراما السورية لسنوات. "غداً نلتقي" يعتبر واحداً من الأعمال التي أرّخت بمعالجتها واقع سورية الآن، فيما كان الاتجاه السياسي لأعمال درامية يتوقف على تنافس شركات الإنتاج المعارضة للنظام السوري والموالية له في إثبات مقدرتها، وكأن التحدي يخرج هنا من إطار المضمون أو الهدف الدرامي إلى اتجاه سياسي مخيف، وقع فيه "العرابون"، مسلسلين حملا الاسم نفسه، وشكل بالنسبة لبعض الناس صدمة غير إيجابية بالمرة، إضافة إلى بعض "العنتريات" التي يزايد عليها السوريون في صناعة مسلسلاتهم، ربما ذلك ما دفع بعضهم للهجرة أو العودة مجدداً للتاريخ الجميل مع "الإسقاط" السياسي، كما هو الحال في "بنت الشهبندر" لهوزان عكو وسيف الدين سبيعي. وكذلك غابت المواضيع الاجتماعية، التي صبغت سنوات الدراما السورية، وقيل إنها تطرقت إلى مواضيع محرمة، كالسلطة الأبوية ومفهوم المجتمع الذكوري، ويبدو أن أجواء لبنان بعد النزوح السوري الفنّي إلى بيروت هو ما جعل تأخر الدراما السورية يتجه إلى بيروت ويستلهم من أجواء بيروت بعدا فنياً آخر.

في الكوميديا السورية الساخرة دون شك سينتظر المتابعون عودة "دنيا" (أمل عرفة وشكران مرتجى) في قالب من الحماس المزروع في ذاكرة جمهور عربي كبير، من دمشق مروراً ببيروت وصولاً إلى الخليج، لمتابعة حكاية دنيا أسعد سعيد، الشابة السورية الفضولية والثرثارة، الطيبة صاحبة النخوة.
وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت مسلسل" صرخة روح" بجزأيه الأول والثاني وبضرورة وقفه، لأنه يتناول موضوع الخيانة كخط أساسي فيه، إلا أنه سيكمل هذا العام عرضه الرمضاني، فيما تتجه سلافة معمار، مثلا، إلى الأعمال التاريخية هربا ربما من التقليد أو الوقوع في الفخ كما كل بنات جيلها في"بنت الشهبندر"، كما تشارك في "نادي الشرق" الذي انقسم على نفسه بين مؤيد ومعارض للنظام السوري، حيث تتنافس شركتا إنتاج سوريتان قصة وإنتاج عمل عالمي هو "العراب".

أما على الصعيد الخليجي، فالاتجاه هذه المرة أيضاً كان باتجاه الكوميديا الاجتماعية، التي اعتاد عليها المواطن الخليجي، فمسلسل "حرب القلوب" الكويتي سيواجه من دون محالة "حال المناير" مع حياة الفهد. وكذلك يُشكل "دبي لندن دبي" نقلة جيدة لصالح الدارما الخليجية، إن عرف الكاتب، عيسى الحمر، كيفية توظيف قضاء شباب الخليج غربتهم وهو من إخراج جمعان الرويعي.

في المحصلة ثمة تساؤلات حول فرض المنتج شروطه على الممثل وعلى المحطات. وما هي الأسباب وهل ضاع المنتج إلى هذا الحد. أحياناً نجد أن بعض الأعمال تستخف بعقول المتابعين، ومع ذلك تحظى برعاية ومتابعة عالية جداً، خصوصاً تلك التي أصبحت تعتمد على الوجوه الشابة، أو ما يُسمى الدراما المشتركة، وهذا ما يدفعنا للتساؤل في كل موسم يعتمد على الدراما ويحاول إنقاذها: لمن تتوجه دراما اليوم؟

المساهمون