نجوم الشاشة الأردنية: نزوح إلى القاهرة

تئن الدراما الأردنية من الوحدة هذه الأيام، فلم ينقذها إقرار الحكومة الأردنية قبل عامين لقانون صندوق دعم الدراما، الذي ما زال القرار حبراً على ورق ولم يُنفذ. حيث جاء القرار بناء على اعتصام رمضاني للممثلين الأردنيين في مقر نقابتهم، زاد عن أسبوعين، حين طالبوا بمظلة تدعمهم وتُعيدهم إلى الساحة الفنية العربية.

اليوم لا تجلس مع أي فنان أردني إلا وحدثك عن إنجازات الدراما الأردنية في سبعينيات وثمانينات القرن الفائت، فنجوم تلك الأيام يتحسرون على البريق الذي فقدوه عربياً وسط تراجع فني درامي أردني كبير، لا ينقذه بروز أسماء فنية تصفق لوحدها في الدراما العربية، ولا ينقذها السمعة الطيبة عن المسلسل البدوي الأردني، الذي يُعد بشهادة فنانين عرب ماركة درامية أردنية مسجلة.

وعلى أعتاب انطلاق السباق الدرامي العربي، تقف الدراما الأردنية في مشهد المتفرج على الساحة الفنية، حيث لم تنتج الدراما الأردنية، هذا العام، سوى ثلاثة أعمال فقط لا غير، تنتمي كلها إلى اللون البدوي، حيث يراهن العاملون على صمود الدراما الأردنية عربياً بهذا اللون، دفاعاً عن آخر حصون الفن الأردني، حيث تصدى المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية لإنتاج عملي "وعد الغريب" و"مالك بن الريب"، فيما أنتج عصام حجاوي مسلسل "حنايا الغيث"، فيما يعد المسلسل البدوي "عين الهقاوي" إنتاجاً كويتياً على الرغم من تصويره كاملاً في الأردن بطاقم فني أردني.

فيما تبقى الدراما الأردنية ممثلة على صعيد عربي، عبر تواجد عدة فنانين أردنيين في الدراما المصرية، كالفنانين ياسر المصري ومنذر رياحنة وإياد نصار وصبا مبارك وصفاء سلطان، الذين يشاركون بأسمائهم الأردنية وأدوارهم كمصريين. فيظهر المصري في مسلسل "العهد" الذي تظهر فيه، أيضاً، صبا مبارك، كما تشارك الأخيرة في مسلسل "رد اعتبار" أيضاً. فيما سيكون منذر رياحنة نجماً لمسلسل "مملكة يوسف المغربي"، كما يظهر ضيف شرف في مسلسل "يا أنا يا أنت" مع سمية الخشاب وفيفي عبده، فيما ستطل صفاء سلطان في مسلسلي "علاقات خاصة" و"العراب".


وعد الغريب

يعد مسلسل "وعد الغريب" التجربة الإخراجية الثانية لحسين دعيبس، الذي قدم خلال مسيرته الفنية المئات من الأغاني المصورة مع نجوم الغناء العربي ككاظم الساهر ونجوى كرم وفضل شاكر وصابر الرباعي وعبدالمجيد عبدالله، لكنه اليوم حرك كاميرته باتجاه الدراما، عن نص مصطفى صالح، وبطولة ياسر المصري والسورية قمر خلف وأمل الدباس ونادرة عمران وزهير النوباني ونبيل المشيني ورحى الصفدي، والعمل متعدد الخطوط، حيث يتناول قصص حب سطّرها أبطالها من أهل البادية، كالوشم في ذاكرة صحرائهم، حيث تفجرت مشاعرهم الجيّاشة كالينابيع لتروي ظمأ الصحراء ولتمحي أثر الغدر والكراهية عن رمالها الملتهبة، ولتؤكد أن العاشق هو من ينتصر برقـّةِ قصائده على المعتدي وعلى حدّةِ سيفه.



مالك بن الريب

فيما يروي مسلسل "مالك بن الريب" الذي يُكنى بلقب "روبن هود العرب" جوانب متعددة من سيرة هذا الشاعر الجدلية، الذي بدأ حياته في مجتمع يحيطه الفقر والقحط والجدب، ما دفعه إلى التصدي لهذه الأوضاع المتردية بسيفه، ليصبح من الصعاليك المشهورين، مهاجماً مع رفاقه القوافل التجارية التي تعود إلى الأغنياء ليهب جزءاً من مردودها للفقراء. كما يلقي المسلسل الضوء على البيئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي سادت في تلك الحقبة التاريخية، فضلاً عن منظومة العادات والتقاليد التي كانت تحكم حياة القبائل العربية، ومنها قبيلة بني تميم التي ينتسب إليها الشاعر والممتدة في عدد من الدول العربية. والمسلسل من تأليف صالح الشورة وإخراج محمد لطفي ومن بطولة ياسر المصري وزهير النوباني ونادرة عمران ونبيل المشيني ومارغو حداد وأحمد العمري وهشام هنيدي ومحمد الإبراهيمي وعاكف نجم.


حنايا الغيث

وأخذ القائمون على مسلسل "حنايا الغيث" قصة شكسبير "عطيل" ليتم أردنتها وإسقاطها على مرحلة مبكرة من تاريخ الأردن، حيث كتب سيناريو العمل المؤلفة وفاء بكر وأخرجه حسام حجاوي، ويتدور الأحداث حول الفتاة حنايا التي تجسدها الممثلة الشابة، لونا بشارة، والشاب الغيث الذي يجسده النجم، منذر رياحنة، ويشترك في بطولة العمل الذي أنتجه عصام حجاوي بالاشتراك مع "O3 برودكشن" نخبة من النجوم، منهم: عبير عيسى ومحمد العبادي وجميل براهمة وجولييت عواد.


عين الهقاوي

تدور قصة مسلسل "عين الهقاوي" حول العادات والتقاليد العربية الأصيلة مثل الشجاعة والكرم والترابط الأسري، من خلال قصة الفارس صنيهيت الذي يهجر القبيلة للبحث عن والده، ويمر أثناء البحث على عدد من القبائل إلى أن يكتشف أن والده قتل غدراً، فيسعى إلى الانتقام ممن غدروه. في معالجة تقليدية لقصص الثأر البدوي المنتشرة قديماً، والمسلسل من إخراج شعلان الدباس وبطولة الكويتي شهاب جوهر ومعه عبير عيسى ومحمد العجيمي وسهير فهد وأحمد العونان وخالد العجيرب وعلي الحمدان وديانا رحمة وبدر ناصر وهيفاء الآغا ومحمد سميرات.