خيّم الهدوء الحَذر على مدينة بنغازي (شرقي ليبيا)، بعد معارك طاحنة شهدتها المدينة ليلة أمس، وتواصلت حتى ساعات الفجر، بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، وكتائب "الثوار"، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص.
تسعى حكومة عبد الله الثني في ليبيا إلى تأخير عملية تسليم السلطة لرئيس الوزراء الجديد، أحمد معيتيق، إذ أشارت مصادر ليبية إلى تأجيل عملية التسليم لنهاية الأسبوع نتيجة المماطلات، بالتزامن مع معاودة طائرات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر قصف بنغازي.
يوماً وراء يوم تتّسع دائرة الغموض التي تحيط بمدينة درنة الجبلية الليبية ذات الطبيعة الساحرة، في ظل انتشار شائعات عن سيطرة تنظيم القاعدة عليها، الأمر الذي دفعنا لتقصي خارطة الميليشيات في درنة والتحقّق ممّا يحدث فيها في التحقيق التالي
تزامن شنّ الطيران الحربيّ الليبي، التابع لقوات اللواء المنشق، خليفة حفتر، هجوماً على قوات تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، يوم أمس الأربعاء، في بنغازي، مع رفض رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الله الثني، الاعتراف بحكومة أحمد معيتيق.
اغتال مسلحون مجهولون الصحافي الليبي مفتاح بوزيد في مدينة بنغازي صباح اليوم. وكان بوزيد قد تلقى تهديدات عديدة بوجوب مغادرته البلاد، كما صادرت جماعات مسلحة متطرّفة جريدته "برنيق"، إحدى أبرز الصحف التي تصدر من بنغازي.
صوّت المؤتمر الوطني العام الليبي، يوم الأحد، على منح الثقة لحكومة أحمد معيتيق، بينما رفض "ثوار بنغازي"، الذي يضم عدداً من الكتائب الاسلامية، كلاً من العملية العسكرية للواء المنشق خليفة حفتر، والتطرف والإرهاب.
أعلن اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، اليوم، قبوله ما سماه "التفويض الشعبي بمحاربة الإرهاب"، وذلك بعد يوم، من تظاهرات مؤيدة له. وفي محاكاة لسيناريو الانقلاب في مصر، أكد بأن قواته لن تعود إلى الثكنات إلا بعد أن تسحق "الإرهاب".
الاشتباكات تلفّ غير منطقة في ليبيا، ووسط جنون السلاح يعيش أكثر من 300 ألف مصري بين خيارين: إما العودة إلى مصر والانضمام للائحة العاطلين من العمل، أو تحمل الأوضاع السيئة في ليبيا لحين هدوء الأزمة
في تعقيدات "المسألة الليبية"، يختلط حابل الكلام عن "الحرب الأهلية" و"محاولة الانقلاب" بنابل "الثورة المضادة". بعد ثمانية أيام من بدء الحملة العسكرية للواء منشق وحلفائه في بنغازي، والانتقال إلى طرابلس، بدأت خيوط الصورة تتّضح.
يسير المشهد السياسي والأمني الليبي، نحو المزيد من التعقيد والاصطفاف بين مؤيد ومعارض لمحاولة "الانقلاب" العسكري. ويعزّز من هذا الانقسام العمودي، عجز السلطات الليبية عن بناء خطاب سياسي يستميل الشارع الليبي.