أكد المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية أن حصيلة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش المصري منذ أمس السبت، أسفرت عن مقتل 59 شخصا، واعتقال 4 آخرين، بدعوى انتمائهم للجماعات الإرهابية، في مناطق رفح والشيخ زويد والعريش في محافظة شمال سيناء.
ارتفع عدد القتلى من المدنيين المصريين، إلى ما لا يقل عن تسعة قتلى، حتى اللحظة، بسبب قصف الطيران الحربي المصري، مساء الجمعة، القرى والتجمعات السكنية في محافظة شمال سيناء، شرقي مصر.
حوّل تنظيم "ولاية سيناء"، أمس الأربعاء، محافظة سيناء إلى ساحة حرب شوارع تستنزف جنود الجيش المصري الذين قتل منهم 80 عنصراً، بعدما نفذ التنظيم هجمات متزامنة وغير مسبوقة، تحمل الكثير من المؤشرات
أفادت مصادر أمنية بمحافظة شمال سيناء، شرق مصر، لـ"العربي الجديد"، أن 6 قذائف مدفعية وصاروخية "غراد"، سقطت على مطار قوات حفظ السلام "UN" التابع للأمم المتحدة بقرية الجورة جنوب الشيخ زويد، وسارع تنظيم "ولاية سيناء" لتبني العملية.
شكّلت الحرب ضد تنظيم "ولاية سيناء"، فشلاً جديداً للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال عامه الأول في الحكم، إذ فشل الجيش بحسم المعركة في ظل اعتماده على استراتيجية أمنية بحتة في التعامل مع الأزمة، فضلاً عن استعداء قطاعات واسعة من الأهالي.
لا يحتاج الأمر إلى كثير من التمحيص للاستخلاص بأن تكتيك الجيش المصري في مقاتلة المسلّحين في سيناء فشل. وأوضح صورة تعبّر عن ذلك قيام الجيش بدعوة قبائل سيناء لمساندته في محاربة المسلّحين، ثم قصف منازلها واعتقال أبنائها في الوقت نفسه.
يصرّ النظام المصري على تدفيع أهالي سيناء ثمن معاركه مع تنظيم "ولاية سيناء". الحصار الذي بدأه الجيش منذ أيام على أهالي الشيخ زويد ورفح بمنع المواد الغذائية والأدوية عنهم، بحجة مواجهة "حرب الإمدادات" التي يخوضها التنظيم ضده، يعزز هذا التوجه.
لا يمكن أن ننسى أو نتناسى الدور البطولي والشجاع والمهم لأهالي سيناء طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي ومساندتهم وتضحياتهم مع رجال القوات الخاصة والصاعقة في تنفيذ عملياتهم خلف خطوط العدو خلال حرب الاستنزاف.
تتمدّد سيناء على خارطة من الدم والرصاص، لتصبح ساحة لعنف وقتل لا ينتهيان. تاريخ سيناء وجغرافيتها الاجتماعية والقبلية وموقعها وحساسياتها جعلها نموذجاً للإهمال وتربة خصبة للناقمين على سلطات لا تعترف بسيناء، تحديداً شمالها، إلا كمختبر لأعمالها الأمنية.