تبدو الخيارات المتاحة أمام النظام السوري لاستعادة حقل الشاعر للغاز من يد تنظيم "داعش"، الذي يتابع توسّعه في ريف حمص الشرقي، مكلفة جداً، عسكرياً واقتصادياً، في ظلّ عدم قدرته على قصف الحقل جواً، أو استقدام تعزيزات جديدة.
قام تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش) بإعدام خمسة أشخاص، اليوم الإثنين، في ريف دير الزور، بينهم أب وابناه الاثنان، وجاء ذلك بعد يومين من إعدام ثلاثة أشخاص من عشيرة الشعيطات في قرية القورية بريف دير الزور أيضاً.
تمكنت فصائل المعارضة من تحقيق تقدم بريف درعا الشمالي، وسيطرت على قرية الدلّي وخربة عين عفا، وأجزاء جديدة من اللواء (82)، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات من قوات النظام، في حين قتل 15 عنصراً من "الجيش الحر".
"العشائرية، الجهل، حب السلطة" ثلاثة مؤهلات لا بد من توافرها في أمراء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". يبدو التصنيف السابق واضحاً وبشدة بمحافظة دير الزور أكبر مدن الشرق السوري التي غير التنظيم اسمها بعد سيطرته الكاملة عليها إلى "ولاية الخير".
لم يسع تنظيم "الدولة الاسلاميّة"، مع بدء غارات التحالف ضدّه، إلى استمالة السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرته بشكل مباشر، لكن يبدو أن الغارات التي حادت أحياناً عن أهدافها وكان لها انعكاساتها على حياة المدنيين اليومية، تجعلهم والتنظيم في خندق واحد.
يبدو أن الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي بدأت تستشعر ضعف فاعلية الغارات الجوية في القضاء على "داعش"، وهو ما تثبته جردة ببنك أهداف الغارات التي بدأت قبل تسعة أيام.
فيما تتواصل الغارات ضد "داعش"، لم تصل صواريخ التحالف الدولي إلى المواقع والآبار التي تسيطر عليها الأحزاب الكردية، كما لم تصل الطائرات إلى منطقة البادية النفطية التي يسيطر عليها النظام السوري.
لم تلقَ الضربات الجوية التي وجهتها طائرات التحالف ضد مواقع "داعش" و"النصرة" صدى إيجابياً في الشارع السوري؛ ثلاثة أسباب تقف وراء ذلك: تسببها بمقتل مدنيين، وقصفها لمنشآت نفطية، وتنسيقها غير المعلن مع "غارات" النظام.
لم يقف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حائراً أمام ضربات قوات التحالف لمقارّه ورجاله وآلياته، فأخفى بعضهم ونقل البعض الآخر، وأخلى أمكنة عدة، فيما يؤشر أن المعركة لا تزال في بداياتها.