شكاوى امتحانات مصر

شكاوى امتحانات مصر

20 يناير 2020
امتحانات غير مطمئنة (العربي الجديد)
+ الخط -
تسيطر حالة من الغضب داخل عدد كبير من الأسر المصرية، بسبب امتحان "التيرم" (الفصل) الأول للصفين الأول والثاني الثانوي، التي بدأت يوم 11 يناير/كانون الثاني الجاري، ومن المقرر أن تنتهي يوم الخميس المقبل. الغضب سببه صعوبة الامتحانات، فبالرغم من قرار الوزارة بأنّها بنظام "أوبن بوك"، أي السماح باستخدام الكتب والمراجع، فقد كانت الأسئلة من خارج المنهج، مما تسبب في انهيار كثير من التلاميذ.

ومن الأسباب التي أدت إلى حالة من الانزعاج بين التلاميذ، والتي ما زالت مستمرة هي أزمة "التابلت" (الأجهزة اللوحية) لعدم تجهيز المدارس إلكترونياً، للعام الثاني على التوالي، وهو ما أدى إلى قرار وزارة التربية والتعليم في مصر، بأداء تلاميذ الأول الثانوي امتحاناتهم هذا العام ورقياً. كذلك، يستمر تعطل "السيستم" (النظام الإلكتروني) لدى تلاميذ الثاني الثانوي، منذ العام الماضي، وقد تأخر دخولهم إلى منصة الامتحان الإلكتروني منذ انطلاق امتحان اللغة العربية، السبت قبل الماضي، وجرى تحويلهم لأداء الامتحان ورقياً في عدد من المحافظات. ووصل الأمر إلى استخدام التلاميذ "فلاش ميموري" (ذاكرة وميضية) بناء على تعليمات من الجهات المسؤولة بالمدارس لعدم وجود شبكة إنترنت مجهزة، بالإضافة إلى تداول الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي قبل بداية الامتحانات. وكان الرد المعتاد في تلك الأزمة لوزارة التربية والتعليم، سواء هذا العام أو في السنوات الماضية: "سندرس حالات الغش التي هي فردية، ونتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، مع إحالتها إلى الشؤون القانونية في الوزارة".




ذكر التلاميذ أنّ الامتحانات جميعها جاءت بطريقة غير تلك التي تدرّبوا عليها، وبطريقة فيها نوع من الالتفاف، كما أنّ الأسئلة في جميع المواد جاءت طويلة جداً، وصلت في بعض المواد إلى ما بين 35 و40 سؤالاً معظمها إجباري، مما جعل الجميع في حالة قلق على مستقبلهم. وردد البعض من التلاميذ وأولياء الأمور، أسئلة من قبيل: ما الذي تريده الحكومة ووزارة التربية والتعليم من هذا التطوير؟ هل هذه هي البداية لإنهاء الثانوية العامة وعدم الالتحاق بالجامعات؟ ما الذي جعل الجميع في حالة من الخوف والذعر؟ يؤكد التلاميذ أنّه لا جدوى من الأموال التي أنفقوها طوال العام.

ذكرت مصادر في وزارة التربية والتعليم، أنّ الوزارة لم تدرب التلاميذ على نظام الامتحانات، سواء تلاميذ الصف الأول الثانوي الذين يؤدون الامتحانات ورقياً، أو الثاني الثانوي الذين يؤدون الامتحانات إلكترونياً، لناحية مواصفات الورقة الامتحانية وعدد الأسئلة وكيفية صياغتها، للتعامل معها في الامتحان، وهو ما جعل الجميع في حالة من الخوف على مستقبلهم، مع أولياء أمورهم. وأكدت المصادر أنّ غرفة العمليات في الوزارة ومديريات التعليم بالمحافظات، تلقت الآلاف من الشكاوى لتلاميذ الصفين الأول والثاني الثانوي، بأنّ الامتحانات كانت مفاجئة والأسئلة شتتت انتباههم، ما أفقدهم التركيز في الامتحان. وأضافت المصادر أنّ هناك حالة من الفوضى داخل لجان الامتحانات في جميع المحافظات، وحالة غضب شملت المعلمين أيضاً.

وكشف أحد الموجهين لمادة اللغة العربية، أنّ الإجابات قد يكون لها أكثر من نموذج إجابة ربما كلها صواب، مشيراً إلى أنّ مصحح المادة ملتزم بإجابة واحدة فقط جرى تعميم تلك الإجابات على مديريات التعليم في المحافظات، بإشراف عام من موجه المادة بالوزارة، وبالتالي فالمصحح في أزمة، كونه ملتزماً بتلك الإجابة المحددة، بالرغم من أنّ إجابة التلميذ قد تكون صحيحة، لكن ليست مطابقة لمواصفات إجابات الوزارة، وبالتالي يجري منح التلميذ درجة "صفر" عن السؤال. وتوقع رسوب عدد كبير من التلاميذ، وبالتالي إعادة الامتحان، موضحاً أنً ما يحدث "مسرحية" بطلها الوزارة والنظام، والكومبارس والضحية فيها التلاميذ وأولياء الأمور. تابع أنّ منظومة التعليم الجديدة التي يتبناها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، ما زالت تثير حالة من الجدل في الوسط التعليمي داخل البلاد.




يوضح تلاميذ وأولياء أمور، أنّهم أنفقوا آلاف الجنيهات على الدروس الخصوصية منذ بدء العام الدراسي، مؤكدين أنّ الامتحانات جميعها جاءت بطريقة مخالفة. يقول محمود رمضان، وهو تلميذ في الثاني الثانوي، إنّه تأخر في الدخول إلى منصة الامتحان الإلكترونية لمدة ساعة ونصف الساعة، موضحاً أنّ بعض زملائه في اللجنة لم يتمكنوا من الدخول إلى المنصة وجرى تحويلهم لأداء الامتحان الورقي. يخشى من بقية الامتحانات. بدورها، تقول تلميذة الأول الثانوي، سميرة جمال، إنّ الامتحانات ليست سهلة أو صعبة، لكنّ أسئلتها محيرة. وتقول سلوى علي، وهي والدة تلميذة: "ما يحدث للثانوية العامة أصاب الجميع بحالة من الضغوط. لماذا استمرار وزير فاشل أضاع التعليم أكثر مما هو ضائع؟". تبدي غضبها من صعوبة الامتحانات وطول الأسئلة وخسارة المال الذي أنفقوه خلال الأشهر الماضية. وتلفت التلميذة فاطمة محمد، من الصف الثاني الثانوي، إلى أنّها أدت الامتحان "باستخدام التابلت الذي أصابنا بالإحباط والتوتر بسبب أعطاله". تتساءل: "كيف سيكون هذا النظام العام المقبل، ونحن في الصف الثالث الثانوي؟ أتوقع أن يحرمنا من التعليم الجامعي. الامتحانات بالرغم من أنّها أوبن بوك، فالإجابة من الصعب الحصول عليها، وبالتالي ما يحدث هو تعجيز للتلاميذ".

وأغضب قول وزير التربية والتعليم المصري، طارق شوقي، إنّ "أسئلة الامتحانات ليست من خارج المنهج لكنّها ليست من الكتاب" فعبّروا عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ردّ أحمد طاهر: "حسبي الله ونعم الوكيل، أهانوا أولادنا ودفعوهم إلى كره المدرسة". وقالت ليلى عيد: "ما يحدث هدم وتحطيم لجيل كامل للأسف. الوزير يريد إنهاء التعليم الثانوي، وجعل الجامعات لأبناء الأغنياء فقط".

المساهمون