مسيحيون يحيون الجمعة العظيمة في القدس تزامناً مع "درب جلجلة" غزة

مسيحيون يحيون الجمعة العظيمة في القدس المحتلة تزامناً مع "درب جلجلة" غزة

29 مارس 2024
مشهد من درب الصليب بالقدس المحتلة في يوم الجمعة العظيمة (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أسبوع الآلام شهد احتفالات بيوم الجمعة العظيمة في القدس المحتلة وسط تدابير أمنية مشددة من الاحتلال الإسرائيلي، مما عرقل وصول المسيحيين الفلسطينيين والحجاج. الكاردينال بيتسابالا ترأس قداساً في كنيسة القيامة، مؤكداً على الصعوبات بسبب القيود الإسرائيلية.
- في قطاع غزة، أحيت كنيسة العائلة المقدسة للاتين يوم الجمعة العظيمة في ظروف صعبة بسبب العدوان الإسرائيلي والحصار، معتبرة الاحتفال تحدياً للظروف القاسية.
- الجمعة العظيمة وخميس الأسرار في القدس وغزة شهدتا تضامناً ودعوات للسلام وسط أجواء من الألم والمعاناة. الكاردينال بيتسابالا والمتحدث باسم اللجنة الفلسطينية المسيحية الوطنية للإعلام دعوا إلى السلام ونهاية الحرب.

في سياق أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الغربي أو الغريغوري، أحيت كنائس في القدس المحتلة يوم الجمعة العظيمة بالتزامن مع "درب جلجلة" الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم 175، وذلك وسط تدابير أمنية مشدّدة فرضها الاحتلال الإسرائيلي على القدس.

وأتى الاحتفال بهذه المناسبة الحزينة، اليوم الجمعة، في ظلّ قيود إسرائيلية اتّخذتها قوات الاحتلال، عرقلت وصول آلاف المسيحيين من فلسطينيين وحجّاج من جنسيات مختلفة إلى البلدة القديمة من القدس. يُذكر أنّ تشديد القيود رافق أيضاً صلاة يوم الجمعة الثالث من شهر رمضان، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. 

وترأس بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا قداساً في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة من القدس، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم الجمعة، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني أو الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948، وذلك بعدما حرم الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين المسيحيين من الضفة الغربية المحتلة من الوصول إلى مدينة القدس.

تدابير أمنية مشدّدة بالقدس في يوم الجمعة العظيمة

وفي حين تمنع إسرائيل الفلسطينيين المسيحيين من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى القدس، فإنّ كثيرين من الأجانب الذين اعتادوا المشاركة في طقوس الجمعة العظيمة وسبت النور وأحد الفصح في القدس فضّلوا عدم التوجّه إلى المنطقة وسط العدوان الاحتلال على قطاع غزة.

وبيّنت "وفا" أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت إجراءات عسكرية مشدّدة عند حواجزها في محيط المدينة وفي محيط بلدتها القديمة.

أضافت الوكالة الفلسطينية أنّ مئات من المصلّين شاركوا في مسيرة "درب الصليب" في "طريق الآلام" بالبلدة القديمة وصولاً إلى كنيسة القيامة، مردّدين صلوات وتراتيل دينية. وتابعت أنّ سائر الكنائس التي تتّبع التقويم الغربي في القدس وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وأريحا، أحييت قداديس وصلوات وطقوس خاصة بالمناسبة.

الجمعة العظيمة في غزة أشبه بتحدّ للاحتلال

وفي مدينة غزة الواقعة في شمال قطاع غزة، احتفلت كنيسة العائلة المقدّسة للاتين بيوم الجمعة العظيمة، بحسب ما أشارت وكالة "وفا". وقد ترأس المراسم الأب يوسف أسعد، وشارك فيها عدد من المواطنين النازحين في الكنيسة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأتى ذلك في ما يشبه تحدّياً لظروف الحياة الصعبة التي فرضها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر والمستهدف منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لا سيّما في شماله الذي عزله الاحتلال كلياً عن باقي المناطق في الوسط والجنوب.

من جهة أخرى، قال بيتسابالا في عظة بمناسبة يوم خميس الأسرار ألقاها في كنيسة القيامة بالقدس، أمس الخميس، إنّ "الحرب، مع كلّ ما تحمله من عنف وكراهية ومعاناة وموت، تجعل الاحتفال بالعيد (عيد الفصح) صعباً". أضاف أنّ عيد الفصح ليس سهلاً في الواقع الراهن، وتابع: "إذا كان المقصود من الاحتفال الاستراحة من العمل فقط وقضاء وقت ممتع يجعل الحياة اليومية أسهل، فبالتأكيد لا مجال كبيراً هذا العام للمرح والترفيه، بل بالحري للألم والدموع".

في هذا الإطار، قال المتحدّث باسم اللجنة الفلسطينية المسيحية الوطنية للإعلام أنطون سنيورة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أبناء المدينة المقدّسة من المسيحيين الفلسطينيين احتفلوا بالمناسبتَين (الجمعة العظيمة وبخميس الأسرار) في حين حُرمت عائلاتهم وأقاربهم من الضفة الغربية من الوصول إلى القدس"، وذلك "وسط أجواء غلبت عليها الأوضاع المؤلمة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". ودعا الله أن "يمنحهم الأمن والسلام وأن تنتهي هذه الحرب المدمّرة".

المساهمون