أطباء بلا حدود: احتياجات لاجئي السودان في تشاد مياه وغذاء وكرامة

أطباء بلا حدود: احتياجات لاجئي السودان في تشاد مياه وغذاء وكرامة

29 مارس 2024
أوضاع اللاجئين السودانيين في مخيمات تشاد مزرية (عبد المنعم عيسى/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رئيس "أطباء بلا حدود"، خريستوس خريستو، يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية للاجئين الفارين من السودان إلى تشاد، مؤكدًا على الحاجة الماسة للمياه، الغذاء، والكرامة.
- يشير خريستو إلى النزوح الكبير داخل السودان وخارجه بسبب القتال منذ 15 إبريل/نيسان 2023، مؤكدًا على ضرورة توفير دعم إضافي من وكالات الأمم المتحدة وجهات أخرى.
- خلال زيارة دارفور، يلفت خريستو الانتباه إلى الوضع الكارثي، بما في ذلك معدل وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية، ويؤكد على الحاجة لتحسين التنسيق وزيادة الجهود لدعم المتضررين.

اختصر رئيس منظمة "أطباء بلا حدود" خريستوس خريستو، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، احتياجات اللاجئين الذين فرّوا جماعياً من الحرب الدائرة في السودان إلى تشاد المجاورة بأنّها "المياه والغذاء والكرامة".

وبعد عودته من جولة في المنطقة زار خلالها مخيمات اللاجئين في شرق تشاد وإقليم دارفور في السودان المتخبّط في حرب متواصلة منذ نحو عام، قال خريستو: "رأيت بنفسي أنّ منظمة أطباء بلا حدود تبذل قصارى جهدها من أجل توفير المياه، حتى لو كان ذلك خارج نطاق خبرة المنظمة الطبية".

وفي مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد، تُعَدّ "أطباء بلا حدود" المزوّد الرئيسي أو حتى الوحيد للمياه، في غالب الأحيان.

وأوضح رئيس منظمة "أطباء بلا حدود": "نوفّر أحياناً ما بين 70 و80 في المائة من المياه، وعلى الرغم من ذلك فإنّها غير كافية"، مذكّراً بأنّ حاجة هذه المنطقة تُقدَّر بـ20 لتراً من المياه للشخص الواحد يومياً.

أضاف خريستو أنّه في حين تمكّن لاجئون بفضل منظمة "أطباء بلا حدود" من الحصول على 13 لتراً من المياه يومياً، لم يحصل لاجئون في مناطق أخرى إلا على ثلاثة لترات فقط من هذا المورد الحيوي.

كذلك، توفّر المنظمة الجزء الأكبر من احتياجات المياه في مخيمات أدري وأبوتنغ وميتشي والآتشا، علماً أنّ موسم الجفاف اقترب فيما تناهز درجات الحرارة 50 درجة مئوية.

إلى جانب ذلك، فإنّ "الطعام غير كافٍ" بحسب ما أفاد كلّ الذين التقاهم خريستو في المخيمات.

الكرامة حاجة ملحّة لهاربين من حرب السودان

بالإضافة إلى المياه والطعام، لفت خريستو إلى أنّ اللاجئين الهاربين من الحرب في السودان طلبوا كذلك الحصول على شيء غير ملموس: "الكرامة".

وأخبر خريستو: "التقيت أشخاصاً كثيرين فقدوا زملاء وأقارب ورأوا معاناة وفظائع كثيرة، لكنّهم بدوا صامدين". أضاف: "كانت لديهم القوة الكافية للوصول إلى المخيم" حيث كانوا، آملين الحصول على الوسائل اللازمة لإعادة بناء حياتهم. وتابع: "لكن عندما لا يجدونها، ينهارون".

وقد أدّى القتال الدائر في السودان منذ 15 إبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو ثمانية ملايين آخرين في داخل السودان وفرار أكثر من 600 ألف إلى خارجه.

وشدّد رئيس منظمة "أطباء بلا حدود" على أنّ "ثمّة حاجة إلى توفّر جهات فاعلة إضافية ووكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات أخرى على أرض الواقع"، مشيراً إلى أنّه "يدرك مشكلات التمويل" التي تواجهها وكالات الأمم المتحدة خصوصاً.

ورأى خريستوس أنّ ثمّة حاجة إلى "التنسيق" بطريقة فضلى والتحرّك بسرعة كبرى، لافتاً إلى أنّ "ما لاحظته كذلك هو تزايد عدد الأشخاص الفارين".

طفل يموت كلّ ساعتَين غرب السودان

خلال جولته في المنطقة، تمكّن رئيس منظمة "أطباء بلا حدود" من الذهاب إلى إقليم دارفور غربي السودان، عند الحدود مع تشاد، من أجل تفقّد عمليات منظمة "أطباء بلا حدود" على الأرض.

وروى خريستو أنّه "بمجرّد عبور الحدود وسلوك الطريق المؤدّي إلى دارفور، يمكنكم أن تروا وأن تتخيّلوا مستوى العنف والفظائع التي وقعت في الأشهر الأخيرة"، خصوصاً مستوى الدمار في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.

ويعاني إقليم دارفور، الذي كان قد شهد إبادة جماعية في عام 2003، وضعاً إنسانياً كارثياً وحالة طوارئ غذائية حادة.

ولم يخفِ خريستو أنّ دراسة أعدّتها منظمة "أطباء بلا حدود" في مخيم لاجئين بالقرب من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تسبّبت في صدمة له.

فقد أظهرت هذه الدراسة أنّ "الأطفال يموتون بنسب غير مقبولة"، وهي "طفل واحد كلّ ساعتَين"، وذلك "بسبب سوء التغذية والظروف المعيشية السيئة".

وأكمل رئيس منظمة "أطباء بلا حدود": "صدمت كذلك" في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، "عندما علمت أنّ مستشفى كبيراً هناك صار خارج الخدمة"، علماً أنّه ما زال يستقبل حالات الطوارئ وأمهات وأطفال.

وبيّن خريستو كذلك أنّ ثمّة "نقصاً في نشاطات حيوية عديدة أخرى"، مضيفاً أنّ "برامج التحصين (من خلال اللقاحات) معدومة".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون