هذه لحظات السعادة النادرة في حياة السوريين

هذه لحظات السعادة النادرة في حياة السوريين

21 مارس 2017
طفل سوري يتمسك ببالونه وسط الدمار (ياسين أكجول/فرانس برس)
+ الخط -


استطلع "العربي الجديد"، آراء سوريين عن لحظات السعادة التي يعيشونها، بعد أن صنف تقرير صادر عن شبكة "حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة، سورية بين أتعس خمس دول في العالم، كما حلت في "مؤشر السعادة العالمي 2017" في المرتبة 152 من أصل 155 دولة.

تقول صبا (22 سنة) من إدلب: "سعادتي حين لا ينقطع الماء والكهرباء عن بيتنا، أشعر أيضاً بسعادة حين أسمع عبارة: الحربي انتهى، أي أن الطيران الحربي انتهى من القصف وغادر الأجواء، أشعر حينها أنني عدت إلى الحياة من جديد. وأيضاً حين أطمئن على أقاربي بعد القصف".

ميساء طالبة جامعية من حلب، تقول "أعيش في بيت طالبات، وأسعد أوقاتي أقضيها مع زميلاتي حين تنقطع الكهرباء مساء كل يوم. نتكلم ونضحك ونقدم مسرحيات، ونقلد الناس، وحين أنجح في موادي الجامعية أجده إنجازاً كبيراً في ظل الظروف التي أعيشها. أما باقي أوقاتي فمليئة بالهموم والمتاعب".

حُلول سورية في المرتبة الأخيرة لا يعني اختفاء السعادة تماماً من حياة السوريين، ففي الوقت الذي حرمتهم فيه الحرب من مقومات السعادة، حوَّل البعض أبسط الأمور إلى مصدر للحظات سعادة تخفف من قسوة الحياة.

يقول المهندس الشاب حسام (32 سنة) من حلب: "حين تأتي المياه إلى البيت، وأستيقظ على صوتها تطرق خزّاننا الفارغ، فآخذ حماماً. عندها أشعر بسعادة لا توصف، يحدث هذا مرة كل 10 أيام، وأحياناً كل شهر، لا يعرف هذا الشعور إلا من حُرم الماء".

أما أبو خضر الذي يعمل في بيع المحروقات بريف إدلب، فيقول "أفرح حين آكل وجبة دسمة، كبة باللحمة، أو محاشي، أو كباب، نحن فقراء وأكثر ما يسعدنا هو الطعام".

وتقول أم صلاح التي تعيش في ريف حلب، "لا أسعد إلا حين أرى أولادي من خلال الإنترنت، لم أرهم في الواقع منذ سنتين، كل منهم يعيش في دولة، أعرف حفيديّ من الشاشة فقط، أرتاح كثيرا حين أتكلم معهم، أنسى كل شيء، سعادتي الحقيقية لن تتحقق إلا حين نعيش معاً من جديد وأشم رائحة أحفادي".

أما فاطمة التي تعيش في مخيم أطمة، فتقول "لم أعرف السعادة منذ خرجت من بيتي في ريف حلب، باتت حياتي كلها شقاء ومتاعب. لكنني أفرح قليلاً حين أحصل على بعض المال من عملي في الخياطة، فأنزل إلى السوق واشتري بعض الحاجيات والمأكولات التي تشتهيها ابنتي".

ويقول طارق (36 سنة) من دمشق: "خسرت عملي ومنزلي، وأنا اليوم نازح في غرفة صغيرة مع طفلتي وزوجتي، أحمل شهادة في الاقتصاد، وأعمل يوماً في حمل الحجارة وآخر في الدهان حتى نعيش، سعادتي فقط هي في ساعات أقضيها مع عائلتي، وحين تناديني طفلتي بابا وتضحك لي، أما باقي حياتي فهي كابوس حقيقي".

دلالات

المساهمون