العمل الخيري يزدهر في رمضان تونس

25 ابريل 2021
خلال توضيب المساعدات (العربي الجديد)
+ الخط -

منذ بدء شهر إبريل/ نيسان الجاري، أطلقت جمعية "ينابيع الخير" في تونس حملة "قفة رمضان" لجمع المساعدات الخيرية، لا سيما المواد الغذائية، لتوزيعها على العائلات المعوزة في العديد من الجهات (المناطق)، وخصوصاً تلك الداخلية. ويقول عضو الجمعية عبد الكريم بوخريص، لـ"العربي الجديد"، إنّ العمل بدأ منذ أكثر من أسبوعين لجمع تبرعات من متطوعين ومتبرعين، مع التركيز على جمع المواد الغذائية الأساسية وتجهيز قائمة بالعائلات التي تحتاج إلى المساعدة. ويشير إلى الاستعانة أحياناً بالبلديات والولايات لجمع قائمة بالعائلات المعوزة وعناوينها. 
وخلال شهر رمضان، يزداد دور الجمعيات الخيرية، وخصوصاً في الجهات الداخلية. وتتركز غالبية المساعدات المقدمة من الجمعيات على إفطار الصائم، وتقديم المساعدات الغذائية والمالية للفقراء واليتامى. ولا تجد غالبية الجمعيات عادة صعوبة في جمع المواد الغذائية، وخصوصاً أنّ غالبية المتبرعين لا يمنحون أموالاً مخافة استغلالها في غير أهدافها الخيرية. 
ويوضح بوخريص أنّ الجمعية تستقبل المساعدات في مقرّاتها الرئيسية والجهوية (في المناطق)، أو من خلال توجه أعضائها إلى بعض المتبرعين لجمع المواد الغذائية الأساسية وتوزيعها على العائلات باستمرار طيلة شهر رمضان. 

وقبل نحو أسبوع من بدء شهر رمضان، أطلقت جمعية الوسيط الخيري حملة "رمضان أسعد بالعطاء" لجمع تبرعات غذائية. وتجمع في سلة مواد غذائية أساسية بقيمة 30 دولاراً، لتوزع على نحو 300 عائلة محتاجة في العاصمة. ويقول المتطوّع سيف الدين (31 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، إن الجمعية تجمع مواد غذائية وليس أموالاً. وتقسم تلك المساعدات في أكياس بالتوازي، وتوزع على العائلات التي تكون الجمعية قد جهزت قائمة بأسمائها مسبقاً. في الغالب، تساعد الجمعية العائلات المحتاجة، وخصوصاً الأرامل والأشخاص ذوي الإعاقة. 

بالتوازي مع توزيع المساعدات، كانت غالبية الجمعيات الخيرية تُعدّ موائد الإفطار لاطعام المحتاجين والمارة والمشردين. لكن غابت موائد الإفطار في معظم الجهات، العام الماضي، بالإضافة إلى العام الجاري، نتيجة لتفشي فيروس كورونا وبالتالي منع التجمعات في الساحات العامة. لذلك، هناك تركيز على توزيع الطعام على العائلات في البيوت. كما تُوزّع بعض الجمعيات الوجبات الغذائية الجاهزة للمشرّدين والعاملين خلال ساعات الإفطار وفي ساعات الليل بعد الحصول على تراخيص بالتجول لتسهيل تنقلهم خلال ساعات حظر التجول، التي تبدأ من الساعة العاشرة ليلاً وتستمر حتى الخامسة صباحاً. 
ولا يقتصر العمل الخيري خلال شهر رمضان على الجمعيات والمنظمات الخيرية، بل تتعدد المبادرات الفردية والجماعية التي يُطلقها شباب في جهات عدة للتكفل بجمع المساعدات والأموال وتوزيعها على العائلات المحتاجة. وعادة ما يتكفل أحد الأشخاص بتوفير مقر لجمع التبرعات والمواد الغذائية، في وقت يتكفل آخرون بجمع التبرعات في الشوارع، وخصوصاً أمام المحلات التجارية الكبرى. 

السلل الغذائية جاهزة للتوزيع (العربي الجديد)
السلل الغذائية جاهزة للتوزيع (العربي الجديد)

إلى ذلك، يشير عبد الرحمان الرحالي (33 عاماً)، إلى أنّه ينظم سنوياً خلال شهر رمضان، وبرفقة نحو أحد عشر شاباً، حملات عدّة لجمع التبرعات والمساعدات. ويسوقون حملتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بأهدافها والمواد الغذائية المطلوبة، مضيفاً أنّهم ينشرون فيديوهات وصوراً توثق توزيع تلك المساعدات، لتأكيد مصداقية حملتهم وأهدافها النبيلة من دون التشهير بالأشخاص المستهدفين بتلك التبرعات. 
وغالباً ما يثير نشر صور متلقي المساعدات انتقادات كبيرة من قبل الرأي العام الذي يشجع عمليات التبرع والأعمال الخيرية ويرفض التشهير بالمعوزين ونشر صورهم خلال حصولهم على المساعدات. وتلتزم الجمعيات والمنظمات وبعض المتطوعين بحماية المعطيات الشخصية وعدم التشهير بمتلقي المساعدات ونشر صورهم. إلّا أنّ "بعض المتطوعين ينشرون صور العائلات التي تتلقى المساعدات وخصوصاً الأطفال، للتأكيد عل مصداقية عملهم الخيري"، بحسب الرحالي. ويختار بعض أصحاب المطاعم تجهيز وجبات إفطار وتوزيعها على العائلات المحتاجة بالتنسيق مع بعض الجمعيات الخيرية، مع الحرص على إيصالها قبل ساعة من موعد الإفطار.  

وكان المعهد الوطني للإحصاء قد أشار إلى أنّ مستوى الفقر في تونس يبلغ نحو 15 في المائة. في المقابل، تشير أرقام  وزارة الشؤون الاجتماعية إلى أنّ نسبة الفقر تصل إلى نحو 28 في المائة، الأمر الذي أثار انتقاد العديد من المتخصصين الذين استغربوا تضارب الأرقام الصادرة من جهتين رسميتين، متسائلين عن المقاييس التي تعتمد لاحتساب نسب الفقر، على الرغم من تأكيد وزارة الشؤون الاجتماعية أنّها اعتمدت على البيانات التي في حوزتها والمتعلقة بالعائلات التي تتلقى منحاً شهرية على شكل مساعدات.
وتشير خريطة الفقر التي أعلن عنها المعهد إلى أنّ النسب الأعلى للفقر سجلت في الشمال الغربي والوسط الغربي للبلاد، حيث المناطق الفقيرة والمهمشة.  

المساهمون