"أنا توجيهي".. تطبيق بإنتاج شبابي في غزة لطلبة الثانوية العامة

"أنا توجيهي".. تطبيق بإنتاج شبابي في غزة لطلبة الثانوية العامة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
29 مايو 2022
+ الخط -

دفعت ظروف انتشار جائحة كورونا، التي عصفت بالعالم وفلسطين خلال العامين الماضيين، مجموعة من الشبان في قطاع غزة إلى إنتاج تطبيق "أنا توجيهي" لطلبة الثانوية العامة الذين يتأهلون لمتابعة مسارهم في الكليات والجامعات.

ويوفّر التطبيق مجموعة من الدروس المكتوبة والمصورة، إلى جانب اختبارات للأعوام السابقة مع الحلول، مع نماذج جديدة، وبعض التدريبات الأخرى التي تحاكي التوقعات الخاصة بالأعوام الدراسية، مع إدخال تحديثات مستمرة وفقاً للمتغيرات الحاصلة في المنهج.

وعمل الشبان جاسر الآغا وأحمد شعت وأحمد الشاعر وراشد الفرا على إنتاج التطبيق عام 2020 مع بداية جائحة كورونا، وواصلوا العمل على تطويره وتعزيزه حتى تمكنوا من تحقيق انتشاره في صفوف طلبة الثانوية العامة.

ويستهدف التطبيق طلاب الفروع الدراسية العلمية والأدبية والريادية، فيما يسعى القائمون على التطبيق إلى إدراج أفرع الشرعي والصناعي خلال السنوات المقبلة، من أجل أن يصبح التطبيق شاملاً لكل أفرع الثانوية العامة "التوجيهي".

وترتكز فكرة التطبيق على توفير كل ما يحتاجه الطالب في مكان واحد، بحيث يكون مصدراً واحداً يعتمد عليه الطالب في دراسته لاجتياز امتحان الثانوية العامة الذي يعتبر مرحلة مفصلية بالنسبة إلى الطلبة في فلسطين يحدد مسار حياتهم الجامعية.

ويتضمن التطبيق أقساماًَ متعددة لكل فرع من الأفرع الدراسية، إلى جانب فصل كل مادة عن الأخرى في تبويب خاص بها يسهل على الطالب الوصول إلى المادة الدراسية والملخصات والملاحق الخاصة بها دون قيود أو تعقيدات، مع توفير خدمات أخرى.

الصورة
تطبيق بإنتاج شبابي في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
ترتكز فكرة تطبيق "أنا توجيهي" على توفير كل ما يحتاجه الطالب في مكان واحد (عبد الحكيم أبو رياش)

وإلى جانب التطبيق، عمل الفريق على تخصيص قناة خاصة به عبر أحد تطبيقات التراسل الفوري بهدف التواصل مع الطلبة والاستجابة لطلباتهم والردّ على استفساراتهم المتعلقة بالمواد الدراسية أو بعض الدروس المطلوب الوصول إليها.

في الأثناء، يقول الشاب جاسر الآغا إن الهدف من التطبيق توفير مكتبة إلكترونية للطلبة بشكلٍ مجاني تعمل على اختصار الوقت والجهد بدلاً من البحث عن المواد التعليمية، إلى جانب التوفير مادياً على الطلبة وذويهم، عبر توفيرها بشكل متاح ومجاني.

ويوضح الآغا لـ"العربي الجديد" أن من بين الأهداف التي سعى هو وزملاؤه لتحقيقها من خلال هذا التطبيق "تنمية استخدام الهواتف الذكية في المسيرة التعليمية، خصوصاً على صعيد طلبة الثانوية العامة، وحتى المدرسين".

الصورة
تطبيق بإنتاج شبابي في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
الهدف من تطبيق "أنا توجيهي" توفير مكتبة إلكترونية للطلبة بشكلٍ مجاني (عبد الحكيم أبو رياش)

ولا يقتصر عمل الشبان الأربعة على إدخال المواد الدراسية وجمعها، إذ يقسمون فيما بينهم المواد الدراسية، وتحديداً العلمية منها، كالرياضيات والفيزياء والأحياء، للتأكد من صحة المعلومات والإجابات المتعلقة بالاختبارات لضمان وصول المعلومات بشكل صحيح ودون نسبة خطأ للطلبة.

ويستعين القائمون على التطبيق ببعض المدرسين الذين يعملون في مجال تدريس طلبة الثانوية العامة إلى جانب دورهم الشخصي، عدا عن التواصل المستمر مع الطلبة ممن يستخدمون التطبيق الذي طُرح عبر الهواتف الذكية.

الصورة
تطبيق بإنتاج شبابي في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
بلغ معدل تحميل تطبيق "أنا توجيهي" من المتجر قرابة 40 ألف تحميل (عبد الحكيم أبو رياش)

وبلغ معدل تحميل التطبيق من المتجر قرابة 40 ألف تحميل، فيما يبلغ إجمالي المستخدمين النشطين نحو 10 آلاف طالب حالياً، بحسب البيانات التي جمعها الفريق القائم على تطبيق "أنا توجيهي" خلال الأسابيع القليلة الماضية.

إلى ذلك، يقول الشاب أحمد شعت إنّ العقبات التي واجهتهم خلال العمل على التطبيق كانت تتمثل بقلة المصادر الإلكترونية، ما اضطرهم إلى القيام بعمليات جمع يدوية، وهو ما استغرق وقتاً طويلاً، مقارنة بوقت البرمجة البسيط للتطبيق.

ويضيف شعت، لـ"العربي الجديد"، أنهم يعملون حالياً على تطوير التطبيق بشكل أكبر، من أجل تعزيز حضور بقية الأفرع الدراسية على صعيد الثانوية العامة، بما يخدم جمهور الطلبة الذين يقدَّر عددهم سنوياً بعشرات الآلاف على مستوى الأراضي الفلسطينية.

الصورة
تطبيق بإنتاج شبابي في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
يستعين القائمون على تطبيق "أنا توجيهي" ببعض المدرسين (عبد الحكيم أبو رياش)

ويأمل القائمون على تطبيق "أنا توجيهي" أن يصبح تطبيقهم الذي جرت برمجته بجهد ذاتي بحت منهم مرجعاً للطلبة يوفر لهم الدروس والشروحات العلمية بشكلٍ مجاني، بما يراعي ظروف الأهالي المالية في ظل الواقع المعيشي الصعب في غزة.

الصورة
تطبيق بإنتاج شبابي في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

ويدرس شعت وزملاؤه حالياً البدء خلال الصيف المقبل ببرمجة تطبيق منفصل عن "أنا توجيهي" مخصص لطلبة المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، بما يخدمهم علمياً، ويوفر لهم المتطلبات الدراسية على غرار التطبيق الأول، وبما يعزز فكرتهم بانتشار التعليم في الهواتف الذكية.

الصورة
تطبيق بإنتاج شبابي في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
انتشرت ظاهرة برمجة التطبيقات الذكية بين شبان غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة برمجة التطبيقات الذكية بين شبان غزة على شتى المجالات بين التطبيقات المتعلقة بالعملية التعليمية أو التطبيقات الترفيهية أو الخدماتية، مع انتشار واسع لاستخدام الهواتف الذكية.

ذات صلة

الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة
هاريس رئيس وزراء أيرلندا الجديد (فرانس برس)

سياسة

حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء الأيرلندي من خطر الوقوف "على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وهاجمته خصوصاً لأنّه لم يذكر في خطابه الرهائن في غزّة.
الصورة
فلسطينيون وسط دمار خانيونس - 7 إبريل 2024 (إسماعيل أبو ديه/ أسوشييتد برس)

مجتمع

توجّه فلسطينيون كثر إلى مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة لانتشال ما يمكن انتشاله من بين الأنقاض، وسط الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة

مجتمع

طالبت عشرات المنظمات الحقوقية بالتحقيق فيما حدث منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى هذه اللحظة ضد النساء الفلسطينيات وتوفير الحماية اللازمة لهن وللمدنيين عموماً.

المساهمون