عباس يطالب السبسي بالتحرك أفريقيّاً لدعم مبادرة السلام

عباس يطالب السبسي بالتحرك أفريقيّاً لدعم مبادرة السلام العربية ووقف التمدد الإسرائيلي

07 يوليو 2017
عباس التقى السبسي مساء أمس (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
يتوجّه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الجمعة، إلى البرلمان التونسي، لإلقاء كلمة أمام نواب الشعب، وذلك بعد أن التقى، مساء أمس الخميس، الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، وناقش معه مبادرة السلام العربية، وضرورة التنسيق من أجل التصدي للتغلغل الصهيوني في القارة الأفريقية.

وأكّد الرئيس الفلسطيني، خلال ندوة صحافية مشتركة جمعته بنظيره التونسي، على التوافق بين الموقفين التونسي والفلسطيني بخصوص الأزمة الخليجية، داعيًا إلى مزيد من الحوار.

وأضاف عباس أنّه بحث مع السبسي آخر تطورات العملية السياسية، وخاصة الجهود الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب من أجل تحقيق السلام، قائلًا: "نحن جادون في عقد صفقة تاريخية على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

من جهته، قال السبسي إن "المرء لا يُرحب به في عقر داره، والعلاقات بين فلسطين وتونس جذورها ممتدة في التاريخ، ونحن شعب واحد وقيادة واحدة، ومن حسن حظ الجميع أن القيادة الفلسطينية لما خرجت من تونس ذهبت إلى فلسطين، تماماً كما حصل عندما احتضنت تونس الثورة الجزائرية التي خرجت إلى دولة جزائرية في أرض الجزائر"، مبديًا فخره بالشعب الفلسطيني الذي "يعتبر من الشعوب العربية المتقدمة"، بحسب تعبيره.

واعتبر السبسي أنّ اللقاء "مثّل مناسبة لتأكيد التزام تونس بالقضية الفلسطينية، التزاماً لا تشوبه شائبة، حيث نتابع في تونس بكثير من الاهتمام ما يجري في فلسطين، في ظل صلف وتحدي الاحتلال الإسرائيلي، وقلبه الحقائق، وفرضه سياسة الأمر الواقع. لكن ما ضاع حق وراءه مطالب، ولا بد أن يتعاملوا مع الواقع الذي يقول إنه لا حل في فلسطين ولا في الشرق الأوسط، الذي تحتل القضية الفلسطينية محوره، إلا حل الدولتين".


وجدّد الرئيس التونسي دعم بلاده للقضية الفلسطينية، مضيفًا: "لا حل في الشرق الأوسط إلا بتقدم المفاوضات وحل للقضية الفلسطينية، وهو ما سيقتنع به الجميع آجلًا أم عاجلًا، وهو ما تبلغه تونس لكل المعنيين بالقضية". وأكد الرئيسان أن كل الحلول أحادية الجانب، أو تلك التي تنادي بـ"يهودية الدولة"، أو غيرها، هي حلول مرفوضة من أساسها، كما أنها حلول غير واقعية وغير قابلة للتطبيق.

وتجاوز اللقاء الثنائي بين الزعيمين التونسي والفلسطيني، بحسب ما أوضحه مصدر من رئاسة الجمهورية التونسية لـ"العربي الجديد"، التباحث الدبلوماسي الكلاسيكي حول السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين؛ ليتوج بطلب جدي وأكيد من أبو مازن لنظيره السبسي بضرورة التحرك السريع لاستغلال الثقل التونسي في أفريقيا، واستثمار علاقات تونس الطيبة في المنطقة للترويج لمبادرة السلام العربية، ودعم موقف دولة فلسطين، وهو ما يقود إلى الحدّ من التغلغل الاسرائيلي في القارة السمراء، نظرًا لخطورة ما بلغته الأوضاع هناك.

وحضر اللقاء المشترك عن الجانب الفلسطيني سفير دولة فلسطين في تونس، هايل الفاهوم، والمفوض السياسي العام، وكوادر السفارة، وكوادر منظمة التحرير الفلسطينية، ووجهاء الجالية الفلسطينية بتونس، ووزير الخارجية والمغتربين، رياض المالكي، والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي، في حين حضر وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجيهناوي، والوزير مدير الديوان الرئاسي، سليم العزابي، ومستشار الرئيس الدبلوماسي.

وتتواصل زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس إلى تونس حتّى يوم غد السبت، إذ من المقرّر أن يلتقي، صباح اليوم، رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، ورئيس الحكومة، يوسف الشاهد، كما سيشرف على الأيام الطبية التونسية الفلسطينية الأولى التي تنظمها الجمعية الطبية التونسية الفلسطينية، بالتعاون مع كلية الطب بتونس.