نتنياهو يوافق على توجه وفدين للدوحة والقاهرة لاستئناف مفاوضات غزة

نتنياهو يوافق على توجه وفدين إلى الدوحة والقاهرة لاستئناف مفاوضات غزة

29 مارس 2024
تعثرت عدة جولات تفاوض بشأن غزة وسط تواصل الحرب الإسرائيلية الوحشية (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إسرائيل توافق على إرسال وفدين إلى الدوحة والقاهرة لاستئناف المفاوضات مع حماس، بقيادة رئيسي الموساد والشاباك، بهدف التوصل إلى صفقة تشمل إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، استجابة لطلبات قطر، مصر، والولايات المتحدة.
- خلافات داخلية وانتقادات لنتنياهو بشأن إدارة المفاوضات ورفض توسيع التفويض للوفد الإسرائيلي، مع تأكيدات على إمكانية التقدم إذا أُبديت مرونة، بينما يطالب نتنياهو بالاستعداد لعملية عسكرية.
- نتنياهو يؤكد إدارته للمفاوضات ويستعد للخيار العسكري ضد حماس، فيما تظهر الإدارة الأميركية تفهمها لموقف إسرائيل، وتستمر الخلافات حول مرونة المفاوضات وإدارة الصفقة.

الوفدان سيقودهما رئيسا "الموساد" و"الشاباك"

تلاسن بين غانتس وآيزنكوت من جهة ونتنياهو من جهة أخرى

التوتر في مجلس الحرب وصل ذروته بسبب مفاوضات غزة

أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة، الموافقة على توجه وفدين إسرائيليين إلى الدوحة والقاهرة لاستئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس في غزة.

وسيتوجه الوفد الأول برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع إلى العاصمة القطرية في الأيام القريبة، فيما سيقود رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار وفداً ثانياً إلى العاصمة المصرية.

وجاء في بيان لمكتب نتنياهو: "فيما ما يتعلق بموضوع المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، نوضح أن رئيس الوزراء تحدث مع رئيس الموساد ورئيس الشاباك، وأذن لوفدين من طرفهما بالتوجه إلى الدوحة والقاهرة، في الأيام المقبلة، مع مساحة للعمل لمواصلة المفاوضات".

وأشارت هيئة البث الإسرائيلي "كان" عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن قطر ومصر والولايات المتحدة طلبت وضع مقترح إضافي على طاولة المفاوضات لذلك سيتجه وفدان مهنيان للمشاركة في المفاوضات، فيما سيلحق بهما برنيع وبار، بناء على التطورات.

ولم يتحدد بعد موعد توجه الفريقين ولكنه سيكون في الأيام القريبة، وربما يوم الأحد المقبل.

وتأتي هذه الخطوة بعد ما نُشر في وسائل الإعلام حول الخلافات داخل مجلس الحرب الاسرائيلي (كابنيت الحرب) والانتقادات التي طاولت نتنياهو باعتباره يعيق الصفقة.

وكان نتنياهو قد رفض خلال مناقشات جرت، يوم الأربعاء الماضي، لتوسيع التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي.

وأبلغ رئيس "الموساد" الإسرائيلي "كابينت الحرب"، في ذات الجلسة، بأنّ هناك إمكانية للتقدم في المفاوضات مع "حماس"، وأنّ الثمن هو إبداء مرونة بقضية عودة سكان شمال قطاع غزة، إلا أن نتنياهو عارض التفاصيل التي عرضها، وطلب بدلاً من ذلك الاستعداد لعملية عسكرية في رفح.

وبحسب القناة 12 العبرية، التي أوردت الخبر، ليل الخميس- الجمعة، قال برنيع إنه "يجب ومن الممكن التفكير بحل مبتكر، وإن إعادة 40 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة يستحق هذا الجهد".

ودعم الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت موقف رئيس "الموساد" إلى جانب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

في المقابل، ادّعى وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، أن هذا ليس وقت إبداء مرونة، ويجب التقدم نحو رفح، ولكن دون الإعلان عن ذلك على الملأ، من أجل إتاحة الإمكانية لمجهود أميركي إضافي للتقدّم في المفاوضات ومنح فرصة لإبرام صفقة.

نتنياهو: أنا أدير المفاوضات بنفسي

من جانبه، اعتبر نتنياهو أن أعضاء كابينت الحرب لا يعرفون كيف يديرون مفاوضات صلبة، ورفض موقف رئيس "الموساد"، وطلب الاستعداد لعملية عسكرية في رفح، وإعلان ذلك على الملأ.

وقال نتنياهو، خلال لقائه أهالي الجنود المحتجزين في قطاع غزة، أمس الخميس: "نحن نستعد لرفح، وأنا أدير المفاوضات بنفسي".

ونقلت القناة عن مصدر سياسي لم تسمه إنه "يجب القول للجمهور إن عدم تقديم مقترح إسرائيلي في هذا الوقت يعني دفن صفقة المختطفين لفترة طويلة".

وألغيت جلسة لكابينت الحرب، كانت ستعقد مساء أمس الخميس لاستكمال مناقشة صفقة مع "حماس"، وبدلاً من ذلك تقرر عقد المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية.

ونقل موقع واينت العبري عن مقرّبين من نتنياهو قولهم إنّ "المناقشات التي جرت الأربعاء انتهت"، ولكن في المقابل قال وزراء آخرون في كابينت الحرب، لم يسمّهم الموقع، إنه "تجب مناقشة المزيد من الأمور واتخاذ قرارات".

كما نقل الموقع عن مسؤولين كبار في مجلس الحرب لم يسمّهم، أن نتنياهو نقل الجدل إلى كابينت الشؤون السياسية والأمنية، لأنه يدرك وجود معارضة أكبر هناك لناحية عدم إبداء مرونة قد تفضي إلى صفقة.

وطلب رئيس "الموساد" والوزير غادي آيزنكوت والجنرال في الاحتياط نيتسان ألون المسؤول عن الجهد الاستخباراتي لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وجهات أخرى، توسيع التفويض لطاقم المفاوضات الإسرائيلي "لمنع حماس من تفجير المفاوضات"، وكذلك من أجل إبداء مرونة بقضية عودة سكان غزة إلى شمال القطاع.

واعتبر هؤلاء أن على إسرائيل أن تبادر، وبالتالي تحدّي "حماس"، إلا أن نتنياهو عارض طلبهم، وقال إنه يجب تعزيز الضغط العسكري.

وبحسب الموقع العبري، قال لهم نتنياهو: "أنتم لا تعرفون كيف تديرون مفاوضات"، فيما رد عليه آيزنكوت بغضب، بأن "الأمور لا تتحرك، ورأينا أن مواقفنا لا تفضي إلى أي مكان، ويجب التفكير خارج الصندوق. لو كنا نبادر، لكنا توصلنا إلى صفقة منذ فترة".

رسالة أميركية

في غضون ذلك، أبلغت الإدارة الأميركية دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنها تتفهم موقفها في مفاوضات الصفقة بينها وبين حركة حماس، بشأن طلبها عدم الإخلاء التام لقوات الاحتلال من الممر الذي يقسم قطاع غزة إلى جنوب وشمال، كما أبدت تفهمها عدم السماح لسكان القطاع بالعودة إلى شمال القطاع دون قيود.

وأوضحت إذاعة كان ريشيت بيت العبرية التي أوردت الخبر، اليوم الجمعة، أن الرسالة الأميركية مهمّة في ضوء التوقعات بأن يطرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، مبادرة جديدة في الأيام القريبة.

ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر مطّلعة لم تسمّها، قولها إنّ الرسالة من طرف المسؤولين في الإدارة الأميركية تعني أنه حتى في حال طرح مبادرة جديدة في إطار محاولات التوصل إلى صفقة، ستكون هناك تفاهمات بين تل أبيب وواشنطن، بشأن الخط الذي تنتهجه إسرائيل، ومدى المرونة التي يمكن أن تبديها.

ويعارض رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، وزير الأمن غالانت، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، إبداء مرونة في الجوانب المتعلقة بعودة سكان قطاع غزة إلى شمال القطاع دون قيود، وانسحاب قوات الجيش من الممر.

والتقى غالانت في واشنطن، مطلع الأسبوع، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، وقال له إن "نتائج الحرب ستحدد مصير المنطقة لعدة سنوات مقبلة".