انتخابات النظام السوري... تمرّد على الروس أم استجابة لهم؟

انتخابات النظام السوري... تمرّد على الروس أم استجابة لهم؟

23 فبراير 2016
مصالح مشتركة تجمع الأسد وبوتين (صلاح ملكاوي/Getty)
+ الخط -
أثار تحديد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، تاريخ 13 أبريل/نيسان المقبل موعداً لانتخابات "مجلس الشعب"، الذي يسيطر عليه بشكل كامل عن طريق حزب "البعث العربي الاشتراكي" ومجموعة من الموالين والنافذين، بالتزامن مع الإعلان الروسي ـ الأميركي عن بدء الهدنة مع المعارضة يوم السبت المقبل، تساؤلات عدة حول حقيقة العلاقة بين الروس والنظام. يرى بعض المتابعين أن قرار الأسد لا يتوافق مع مساعي موسكو وواشنطن، التي تهدف إلى خلق حكومة انتقالية مختلطة من النظام والمعارضة تقوم على إجراء انتخابات نيابية ورئاسية استناداً إلى دستور جديد. في المقابل، تشير مصادر مقرّبة من النظام إلى أن هذا القرار جاء بطلب روسي لتقوية موقع النظام التفاوضي.

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر دبلوماسية في دمشق أنّ الروس طلبوا من النظام في أثناء مؤتمر موسكو2 إجراء انتخابات نيابية ورئاسية لسحب العملية السياسية من جنيف إلى موسكو، وتقديم الروس على أنهم قادرون على إنجاز تسوية سياسية لأزمة قد تكون الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. إلّا أنّ الأخير رفض بحجة الأوضاع العامة في البلاد.

ويقول مصدر مطلع في دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن "علاقة النظام بروسيا وإيران معقّدة نوعاً ما. هي علاقة قائمة على المصلحة المتبادلة، إذ يحتاج الأسد لدعم الدولتَين للحفاظ على وجوده ووجود نظامه. وهذا واضح من الدور الكبير الذي قام به الطيران الروسي لصالح تقدّم القوات النظامية، أو بالحد الأدنى للحفاظ على مواقعها، في مختلف مناطق البلاد. لكن في المقابل يعلم الأسد أن حلفاءه يحتاجون له لأنه الوحيد القادر على فتح الباب أمامهم للدخول إلى الساحة الدولية من خلال الملف السوري"، وفقاً للمصدر. ويرجح المصدر الدمشقي أن تكون "روسيا هي من طلبت من الأسد تقديم موعد الانتخابات النيابية ليستغل فترة الهدنة في إجراء انتخابات برلمانية، تقوّي موقفه التفاوضي وذلك من خلال إشراك ما يسمى بالمعارضة الداخلية في هذه الانتخابات".

في المقابل، يقول مصدر ما يسمى "المعارضة الداخلية" المقربة من روسيا، لـ"العربي الجديد"، إن "عدداً من الدبلوماسيين الروس لفتوا في لقاءات عدة بشكل مباشر أو غير مباشر، أن روسيا غير متمسّكة بالأسد إلا أنها لا تملك البديل، حتى أنّ أحد المسؤولين الروس طلب ترشيح بدائل عن الأسد". ويلفت المصدر الذي يسمي نفسه معارضاً إلى أن "الروس يرون النظام بمثابة ذلك الفتى غير الملتزم، إلا أن الآخرين بحاجة له، وهو يدرك هذا الأمر"، وفقاً لقوله.

اقرأ أيضاً: بشار الأسد يدعو لانتخابات برلمانية في 13 أبريل

ويرى المصدر ذاته أنّ النظام اتخذ قراره بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية خارجاً عن الإرادة الروسية، التي تعمل على تحقيق تقدم في المفاوضات، مبيناً أن النظام يتحوّل للتفكير بعقلية المليشيا، ومن الممكن أن يتجاوز أحد حلفائه عندما تصبح تكلفة التسويات الدولية هي التضحية به، ويمكن أن يكون قد استشعر بذلك الآن.

وتعرّض الأسد للعديد من الانتقادات الروسية جراء إعلانه أخيراً عن نية نظامه إعادة فرض السيطرة على كامل المناطق السورية، فضلاً عن التحليلات التي تعاطت مع تحديد موعد انتخابات مجلس الشعب، إذ يرى البعض أن هذا الإعلان أتى خارج السياق، الذي يعمل عليه المجتمع الدولي، استناداً لقرار مجلس الأمن الخاص بسورية 2254، وتوافقات ميونخ بين مجموعة "دعم سورية" الدولية، وآخرها اتفاق الروس على البدء بتطبيق وقف إطلاق النار بدءاً من يوم السبت المقبل، الذي وافق عليه النظام.   

في المقابل، ردّ النظام على تلك الانتقادات عبر وسائل إعلامه الرسمية والموالية، ومنها؛ موقع "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" المشرف عليها القصر الجمهوري، إذ نشر مقالاً لكاتب لبناني مقرّب من الأمن السوري، تحدث عن "قطف روسيا بالتتابع ثمار وقفتها مع سورية، بينما صمدت سورية وقاتلت، ووقف معها حلفاؤها وقوفهم مع أنفسهم، ودافعت سورية ودافع معها حلفاؤها دفاعاً عن مكانتهم ومصالحهم المحكومة بكلّ تغيير يطاول سورية ومستقبلها".

اقرأ أيضاً: الهدنة السورية: اتفاق مؤقت بمعايير روسية أميركية

المساهمون