رصد قادة "حماس" من أهداف إطالة إسرائيل أمد المفاوضات

رصد قادة "حماس" من أهداف إطالة إسرائيل أمد المفاوضات

29 مارس 2024
دبابات الاحتلال على تخوم غزة، يناير الماضي (عاطف صفدي/Epa)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قيادي في "حماس" يكشف عن تعقيدات المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لإرساء هدنة وتبادل الأسرى، مشيرًا إلى استغلال إسرائيل هذه الفترات لأغراض استخباراتية ومحاولة اعتراض الاتصالات بين قيادات المقاومة.
- تجدد العمليات العسكرية بسبب تراجع إسرائيل عن تفاهمات سابقة، مع تأكيد على نية إسرائيل لإحداث الفوضى في غزة، خاصة بعد فشلها في تشكيل فرق أمنية من العشائر الفلسطينية.
- باسم نعيم، قيادي في "حماس"، يؤكد على استمرار المقاومة والصمود في وجه الاحتلال، معتبرًا الحرب خطوة نحو توسيع النفوذ الإسرائيلي في المنطقة وتستمر "حماس" في البحث عن دعم إقليمي ودولي.

قيادي بحماس: إسرائيل تحاول اعتراض أي اتصالات بين قيادات المقاومة

مشاورات بين "حماس" ووسطاء بشأن تراجع الاحتلال عن تفاهمات

باسم نعيم لـ"العربي الجديد": "حماس" مستمرة في المقاومة والصمود

قال قيادي في حركة "حماس"، مطلع على جولات التفاوض غير المباشر لإرساء هدنة في قطاع غزة وتبادل الأسرى، إن "مسار المفاوضات يكشف أنه من ضمن خلفيات مماطلة حكومة الاحتلال، وإطالة فترات التفاوض، أسباب استخبارية، إذ تحاول أجهزة المعلومات الإسرائيلية اعتراض أي اتصالات أو رسائل يجرى تبادلها ما بين قيادات المقاومة داخل غزة وخارجها".

وأوضح القيادي في الحركة، لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، أن المقاومة "استوعبت ذلك سريعاً، وبدأت التعامل بحذر شديد، من دون أن يؤثر ذلك على قنوات التواصل الدائم والمتجدد بين القيادات داخل غزة وخارجها".

تبادل المشاورات بين "حماس" ووسطاء

وكشف أنه "في الأيام الأخيرة، جرى تبادل المشاورات بين حركة حماس ووسطاء وضامنين دوليين، بشأن تراجع حكومة الاحتلال عن تفاهمات كان جرى التوصل إليها بضمانات عدد من الأطراف، منها تركيا ومصر وقطر، تضمنت عودة عمل الأجهزة الرسمية المدنية وعلى رأسها الشرطة، لضمان وصول المساعدات إلى مناطق الشمال وغيرها من مناطق القطاع".

قيادي في "حماس": تحاول إسرائيل اعتراض أي اتصالات أو رسائل بين قيادات المقاومة داخل غزة وخارجها

وأوضح المصدر أن "الخطوة التي أقدم عليها جيش الاحتلال بإعادة اجتياح مجمع الشفاء الطبي ومحيطه جاءت بعدما فوجئ بظهور هياكل إدارية كاملة، وعودة شبه منتظمة لإدارات مدنية عدة، مسؤولة عن تنظيم حياة المواطنين".

وأشار إلى أن "ما دفع الاحتلال إلى شن عملية مجمع الشفاء، في الوقت الذي يخوض فيه معارك ضارية في مواجهة المقاومة في خانيونس، هو فشله في تحقيق إنجاز على صعيد إقناع العشائر في غزة بالتعاطي مع طروحاته الخاصة بتشكيل فرق أمنية منها تكون خاضعة لإشرافه، وذلك بعدما رفضت العائلات الكبرى تلك الخطوة".

وأوضح القيادي في "حماس" أن "الاحتلال كان يسعى بشكل مؤقت للسماح للأجهزة الإدارية الرسمية في غزة بالعمل إلى حين تشكيل فرق من العشائر تابعة له، وعندما فشل في ذلك، عجل بخطوة العملية العسكرية في مجمع الشفاء ومحيطه لإحداث مزيد من الفوضى".

"حماس" مستمرة في المقاومة والصمود

وفي السياق، قال القيادي في "حماس" باسم نعيم، لـ"العربي الجديد"، إن "خياراتنا واضحة بالاستمرار في المقاومة والصمود، ولا خيار أمامنا للتراجع أو الاستسلام أو الانكسار"، مضيفاً: "وضعنا على الأرض قوي ومتماسك، وشعبنا لا يزال متمسكاً بحقه في الحياة الكريمة والحرية والعودة والاستقلال".

ورأى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "معني بإطالة هذه الحرب بشكل شخصي، باعتبار أنه هو أكثر المهددين في اليوم التالي للحرب، بأن يُحقّق معه، ولذلك هو معني بإطالة الحرب، بتوريط أطراف أخرى، وخصوصاً الأميركيين، في المنطقة".

وأضاف أن "نتنياهو والجيش والأمن، والكل داخل الكيان الصهيوني، يحركهم الشعور بالفشل، والخوف من اليوم التالي للمحاسبة، إضافة إلى الرغبة في الانتقام".

وتابع نعيم أنه "بالنسبة للمواقف الإقليمية، فلا أعتقد أنها تراجعت ولا تقدمت، لأنها لم تكن ضاغطة بالقدر الكافي لوقف الحرب بالأساس، ولم نجد تحركات ملحوظة في أي دولة بالمنطقة، ما عدا بعض التدخلات التي حصلت من بعض الدول، إضافة إلى ما قامت به قوى المقاومة في الإقليم لمساندة هذه المعركة، وغير ذلك، لم نشعر بتحركات جدية حقيقية لوقف هذا العدوان".

وشدد على أن "العدوان ليس فقط على غزة والضفة الغربية، لكنه خطوة على طريق العدوان على المنطقة، في ظل الأهداف المعلنة الإسرائيلية عن الاستمرار في بناء الدولة الصهيونية الكبرى".

وتعليقاً على المفاوضات، قال نعيم: "نقوم بجولات على المستوى الإقليمي، واتصالات على المستوى الدولي، للدفع من أجل إنهاء هذا العدوان، والاستجابة لشروط المقاومة الفلسطينية لإنهائه".

وأضاف: "نأمل من خلال هذه التحولات التي تحصل داخل الكيان الصهيوني، أو ما يحدث في الولايات المتحدة من تحولات ضاغطة في عام الانتخابات، إضافة إلى التحولات الأوروبية وغيرها، أن تؤدي في النهاية إلى إلزام هذا العدو بوقف العدوان".

سياسة الاحتلال تقوم على عدم تقديم تنازلات

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "من الواضح أن سياسة إسرائيل ونتنياهو تقوم على عدم تقديم أي تنازلات حقيقية للمقاومة الفلسطينية".

مخيمر أبو سعدة: بات واضحاً أن نتنياهو معني باستمرار الحرب

وأضاف: "من الواضح أن نتنياهو يريد أن يحصل على ما يسميه النصر الكامل والمطلق، ولا يريد أن يقدّم تنازلات لها علاقة بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين لديهم محكوميات عالية بالسجون الإسرائيلية، ولا يريد أيضاً أن يقدم تنازلات بخصوص قطاع غزة، ولا يريد السماح للفلسطينيين بالعودة إلى منطقة الشمال".

وتابع: "بات واضحاً أن نتنياهو معني باستمرار الحرب، لأنه يعرف أن وقف الحرب معناه نهاية مستقبله السياسي لسببين: أولاً الملاحقات القضائية بتهم الفساد التي تلاحقه قبل الحرب، وثانياً هناك الكثير ممن يحملون نتنياهو مسؤولية الفشل الأمني والعسكري الذي حدث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ولذلك فنتنياهو يحاول بكل الطرق أن يجد المبررات لاستمرار الحرب، وأن يضع اللوم على حماس بالقول إن شروطها غير واقعية".

بدوره، قال السياسي الفلسطيني والنائب السابق في الكنيست جمال زحالقة، لـ"العربي الجديد"، إن "ما يبثه الإعلام الإسرائيلي هو أن حماس لا تبدي أي نوع من المرونة، يستغله نتنياهو لمناكفة الرئيس جو بايدن بسبب الامتناع الأميركي في مجلس الأمن عن التصويت على القرار الذي يطالب بوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة".

نتنياهو غير معني بوقف الحرب

وأضاف زحالقة: "من الواضح أن نتنياهو غير معني بالمرة بوقف الحرب، لأنها ضمانة لبقائه في السلطة، ولأن إنهاء الحرب من دون أن يحقق ما يعد به المجتمع الإسرائيلي بالنصر المطلق يعني فشلاً مدوياً له ولإسرائيل، وهو يعتبر ذلك انهياراً حقيقياً له كقائد سياسي وللردع الإسرائيلي".

وتابع: "أعتقد أن هناك أزمة وصلت إليها مفاوضات تبادل المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين، والهدنة المؤقتة، ولكن لا يزال الباب مفتوحاً للتوصل إلى اتفاق، مع أن الفرص تقل يوماً بعد يوم وإسرائيل بكل الأحوال ماضية في هذه الحرب حتى لو توقفت مؤقتاً".